همتك نعدل الكفة
905   مشاهدة  

الكابو حميد الشاعري يعود ليضرب من جديد

حميد الشاعري
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



بعد سنوات من المماطلة وبعد وعود أخلف أغلبها بالعودة مرة أخرى إلي الغناء وإصدار ألبومات أو حتى على الأقل ظهور اسمه كموزع على أحد الأغنيات، عاد حميد الشاعري مرة أخرى إلي جمهوره، هذا الجمهور الذي لم يكن يترك أي شئ مدون عليه اسمه إلا وكان حريصًا على اقتنائه حتى أنه كان يشتري ألبومات لفنانين مجهولين لمجرد أنه تعاون مع الكابو حتي ولو في أغنية واحدة فقط، في حالة هوس جماهيري يجب أن تخضع للدراسة والتحليل، لشخصية امتلكت كاريزما شبه أبدية لم تفقد بريق نجوميتها حتى لو اختفت سنوات طويلة.

لم يكن غريبًا أن يختار حميد الشاعري أغنية عنوانها “انا بابا” ليعلن بها عودته مرة أخرى إلي الوسط الغنائي، بعد توقف دام أربعة عشر عامًا منذ أخر ألبوماته “روح السمارة”.

نتوقف عند عنوان الألبوم الطريف الذي يحمل رسائل واضحة جدًا، أنه مهما تغيرت خريطة النجوم في الوطن العربي ومهما اختفت اسماء وصعدت أسماء أخرى ستظل أغنية البوب المصرية الحديثة مدينة بالفضل في انتشارها إلي الأب الروحي وكابو الجيل “حميد الشاعري” وهو الأمر الذي قد يختلف أو يتفق عليه البعض، لكن الحقيقة الواضحة هي أن حميد الشاعري أحدث نقلة مهمة في الموسيقى المصرية الحديثة.

أقرأ ايضًا … قط وفار والحالة المحيرة لسميرة سعيد

حتى الأن وبشكل رسمي أعلنت الشركة صدور أغنية “انا بابا” فقط على أن تصدر لاحقًا أغنية “عيلتي” مع تسريب بعض مواقع تحميل الموسيقى لأغنيات أخرى قيل أنها من ضمن الألبوم، لكن سنتناولها عندما تصدر بشكل رسمي منعًا لأي لغط قد يحدث.

أنا بابا

في ظاهرة تتكرر كل فترة في سوق البوب المصري باستدعاء شكل موسيقي ازدهر في فترات سابقة، زخر صيف هذا العام بالعديد من السينجلات التي اتخذت في الغالب طابعًا محددًا، هو اللعب على الإيفيه في مفردات الأغنية، والعودة مرة اخرى إلى الإيقاعات الشرقية وبالأخص إيقاع المقسوم بكل أشكاله سواء بلدي أو صعيدي، وهو الأمر الذي قد يبشر بملامح تغيير قد تحرك ركود سوق الغناء تحديدًا منذ ثورة يناير، وسار حميد في نفس الإتجاه باختياره أغنية تلعب على الإيفيه وبإيقاع المقسوم الذي كان ملكه المتوج في السابق.

كتب الأغنية الشاعر “محمد البوغة” والذي نجح في وضع إيفيه “انا بابا” في مكانه الصحيح دون إبتذال أو اضطرار له، الأغنية تضج بالمفردات والإيفيهات التي نستخدمها يوميًا في حياتنا العادية، لكنه عرف كيف يوظفها مع فكرة الأغنية التي تسخر من فكرة عودة المحبوب مرة أخرى، لحن الأغنية “مديح محسن” الصاعد بقوة وحقيقة ألحانه السابقة تعيد تذكيرنا بألحان الثمانينات والتسعينات حيث التركيز الجيد في إنتقاء جمل موسيقية تتماهي مع الكلمة وفي نفس الوقت تعلق في الأذن بسهولة، اللحن جاء جيد بجمل متماسكة وقفلات رائعة تمهد للجمل التالية بكل سهولة ودون فذلكة .

ترك حميد مهمة توزيع الأغنية للموزع الشاب “أمين نبيل” والذي بدأ الأغنية من نقطة الصفر ايقاع المقسوم الملعوب بالكي بورد يصاحبه كوردات الجيتار، سرعان ما بدأ في التصاعد بدخول الباص جيتار والطبلة يصاحبهم كوردات الجيتار مع الصقفة، وهي نفس الطريقة التي ينتهجها حميد الشاعري في توزيعاته، أمين نبيل عرف كيف يلفت الأذان بتخفيف الإيقاع في أماكن بعينها مع لزمة بسيطة وهي الوصفة التي كانت تسير عليها هيتات المقسوم الناجحة.

YouTube player

“عيلتي”

بعد سقطة أغنية “بحبك و برتاحلك” لأنغام، يستعيد صابر كمال بريقه كشاعر مختلف قادر على طرح أفكار جديدة داخل الأغنية المصرية، عيلتي أغنية عفوية بسيطة في مفرداتها عميقة في فكرتها والأهم أنها صادقة تمامًا، والحقيقة أننا في إحتياج إلي هذه النوعية من المواضيع والأفكار التي تحرر الأغنية من فلك موضوع العاطفة المستهلك، أغنية صنعت لتبقى في ذاكرة الجمهور كثيرًا وتضاف إلي روائع حميد القديمة مثل “يابوي” ويا أمي بعد سلامي” .

إقرأ أيضا
حكيم الأغنية الشعبية

لحن الأغنية بلال سرور والذي استحضر روح الراحل العظيم “أحمد منيب” في أجزاء كثيرة منه خصوصًا في لحن قفلات الشطرات، وكما علمت أن هذا كان بطلب من حميد الشاعري.

وزع الأغنية حميد نفسه والذي ظهر بصورة تجعلنا نلومه كثيرًا على ابتعاده تلك الفترة عن سوق التوزيع الموسيقي، في عيلتي حميد كان في قمة لياقته الموسيقية، البداية البسيطة جدًا محاورة بين الجيتار الكلاسيكي و إليكتريك جيتار والوتريات الهلامية من الكي بورد مصاحبة لصوت حميد، استخدم حميد الدفوف مع إيقاع نوبي ولزمة موسيقية بطعم السلم الخماسي، مع كوردات تعيدنا إلي حميد الثمانينات والتسعينات عندما كان يعرف حميد كيف يلاعب السوق الغنائي بتنويع أفكاره الموسيقية.

تميز حميد الشاعري أنه كان دائم التنوع في أفكاره سواء على مستوى الكلمات أو الموسيقى، وكان ذكاء من المنتج في اختيار إصدار اغنيتان مختلفتان تمامًا في البداية، الأولي تسير وفق متطلبات السوق الغنائي الحالي مع الاحتفاظ بخصوصية تجربة حميد فيها، والثانية تسير وفق مشروع حميد الأصلي الذي كانت المضامين الإنسانية تحتل جانبًا هامًا من أفكار أغنياته. 

الكاتب

  • حميد الشاعري محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
8
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان