“اللوكندا الحمراء”
هل لاتزال تعتقد أن المباني صماء لا تتكلم أو لا ترى؟.. الحقيقة أن تلك المباني ترى وتسمع وخير شاهدة على عصور وأحداث قد لا يكون البعض قد عاشها، ولعل أبرز تلك المباني هي “اللوكندا الحمراء” التي يزيد عمرها عن 150 عامًا.
“اللوكندا الحمراء”.. مبنى عمرها 200 عامًا تميز بلونه الأحمر وشكله المتهالك بناه اليوناني كوستا كومبونوس، بعد تعاقد مع أحد شركات الهندسة الكبيرة لبناءه على الطراز الإسلامي واليوناني، بمنطقة المكس بالإسكندرية على بعد أمتار قليلة من البحر.
كانت “اللوكاندة” قديمًا تستخدم لإقامة الحفلات الفنية أثناء فترة الاحتلال الإنجليزي لمصر وخاصة في عهدي الملكين فؤاد وفاروق.
وفي فترة الخمسينيات تحولت إلى مسكن لكنها في فترة التسعينات تحولت إلى عمارة مجهورة، ولكن لم يتم تركها على ذلك حيث شهدت تصوير العديد من الأفلام في فترة “الأبيض والأسود” في صناعة السينما المصرية، وأصبح مشهورًا بمشاهده التي أثرت في ذاكرة الشعب المصري.
“ده أقدم مبنى في المكس.. كان أوتيل وقت الإحتلال الإنجليزي”.. بتلك الكلمات وصف محمد عبد الوهاب، -أحد القاطنين- المنزل، مؤكدًا أن “اللوكندا” كان يطلق عليها الأهالي بالمكس اسم “بيت العصابة”، وذلك منذ صور داخلها الفنان محمود المليجي، فيلمًا سينيمائيًا، وأدى فيه دور رئيس العصابة.
لم تكن “اللوكندا”، مجرد مكان للتصوير أو لإقامة الحفلات فقط، بل كانت ملتقى للشعراء وكل رواد الفن والجمال، مصريين وأجانب، وخاصة مع المشاهد الجمالية التي كانت تخلب عقولهم.
فكانت العديد من السفن تصطفاف أمام فنار المكس، وانتشار طيور النورس، ما جعل تلك المشاهد مصدر إلهام للكتاب والشعراء.
إقرأ أيضًا.. رفضته زوجته ويسكنه الأشباح.. ماذا يحدث داخل قصر سعيد حليم باشا؟