المخبولون في الأرض..العريس الذي تم سجنه شهرًا

العريس الذي يأتي عن طريق الصالونات يتحلى أغلبية الوقت بمواصفات معينة؛ يريد عروسة بيضاء، محجبة، تتنازل عن عملها تماما وكلمة طموح تلغيها طالما كانت خارج حدود طموحاته هو لمستقبلها معه.

ولسلسة العرسان الذين قابلتهم بحياتي مقام آخر، ربما حولتها لسلسلة مقالات من باب التسالي والعظة في نفس الآن، وهذا هو غرض سلسلة المخبولون في الأرض أيضًا الذين قابلتهم بحياتي وقررت الكتابة عنهم.

ربما شاركني أحدكم تعليقًا يفرج به عن شعور سيء مازال يسكنه وسببه هؤلاء، أو شاركوني حدوتة عن مخبولين أخرين، واضم مخبوليني على مخبولين القراء كي يتعظ الأسوياء ونساعدهم في عدم الوقوع بنفس الفخ الذي وقعنا فيه.

ولدي أمل ضعيف أن يتعظ المخبولين أنفسهم كي نعيش في سلام، ويجدون طريقا حقيقا للعلاج أو مراجعة أنفسهم فيما يفعلونه.

المخبولون في الأرض هناك من يدافع عن المرأة ويريد اغتصابها!

عودة لعريس الغفلة

لم يكن عريسا من عرسان الصالونات؛ لذلك طولت نفسي معاه كما يقولون. شاب من هؤلاء الذين يبدأون علاقتهم بالفتيات بفتح ستوري الفيس بوك، فلايك، فتعليق، فلاف على صورك، فرسالة تحتوي على كلمات تعبر عن الإعجاب بعقليتك وأرائك في مواقف هامة بالحياة.

تعتقدين أن هناك أمل في القصة وتعطينه فرصة كي لا تلومين نفسك بالمستقبل  عن عدم إتاحة الفرص لهؤلاء من يبدو عليهم الاهتمام الحقيقي الصادق.

بالوقت تكتشفين كالعادة أنه سيلحق بأخوته الذين سبقونه في صندوق الذكريات الغريبة أو الطريفة عن مشوار العرسان هذا الذي لا يتوقف طالما تعيشين سنجل، وتكتشفين أيضا بأن ليس هناك بقصته أمل ولا سحر ولا تفاؤل أبدا، وإكرام المدعي دفنه بكل تأكيد في صندوق الذكريات.

ادعى الشاب اهتمامه بي كما قلت، ثم ادعى ثقافة وعمق من جمعوا بعض المعلومات كي يلقونها بوجهك لإبهارك، كمن يقول فجأة مصطلحات غريبة وتعبيرات متدشقة لكي يستعرض عضلات مخه.

ديماجوجية شديدة وبيروقراطية عفنة وتعبيرات لا يصفها سوى مشهد من فيلم السفارة في العمارة عندما اشتهر إفيه “ديماجوجية شديدة” ورغم ذلك استمعت لهذا الشاب حتى نهاية القصة عندما اكتشفت أنه ينضم لصف المخبولين.

المخبولون في الأرض عندما اضهدني مدير لرفضي التجسس على زملائي

ادعى جديته بالموضوع وعرض الزواج بشكل مباشر بعد عدد من التعليقات والرسائل والمناقشات حول قضايا مختلفة وأفلام سينمائية مختلفة. ادعى أنه يعمل بالوسط الأدبى، ثم عندما وافقت على التفكير في عرضه للزواج وجد نفسه قد وقع بورطة وخاصة عندما ابديت بعض التنازلت التي قال أنه يتمناها!

تناززلت ماديا وقبلت مبدأيا بفكرة التعارف وجها لوجه_طالما الموضوع جد بقى_ ومن هنا بدأ الشاب في رص حواديت ومفاجأت لتطفيشي:

إقرأ أيضا

أبي الذي أحب..ابن الاسكندرية

أصل أنا اتسجنت شهر، ضربت واحد فقعت عينيه!..هو اللي استفزني قالي يا فلاح ودا تنمر طبعا، ما قدرتش اسكت

هكذا حكى الشاب غريب الأطوار الذي أرسل هذه الرسالة وذم في عيوبه وعصبيته ثم قال أن مشروع الزواج هذا سينتهي بالفشل لأنني لن أقدر على احتمال ظروفه المادية!..هكذا قرر وحده ما لا سوف أتحمل.

كرد فعل طبيعي جدا انسحبت تماما من الصورة، فلا أمتلك مكانا لأصدقاء بحياتي وقد أنعم الله علي بأصدقاء كثر بالفعل، وحاول الشاب مراسلتي أكثر من مرة وأنهى رسالة أخرى بأن حقك ما ترديش، ثم أبدى اعتراضه بشكل غريب على انسحابي بعد ذلك.

تعلمت من القصة ألا أثق بعرسان الفيس بوك وليس فقط عرسان الصالونات_، أو معظمهم حتى لا نعمم ونظلم البعض وتقوم الدنيا ولا تقعد لأجل هذا الجملة. ربما كان حظي وحش، ولكن لم أستطع ألا أراه مخبولا ضمن المخبولين في الأرض. واعتبرته العريس الوحيد الذي تقدم لخطبتي بكذبة أو سوابق، لم أعرف حقيقة القصة حتى الآن.