“حوار” المخرج محمد سلامة: واجهت 3 عقبات في تصوير الفيضان وأحببت متابعة تقارير الميزان لهذه الأسباب

أجرى موقع الميزان حوارًا مع المخرج محمد سلامة مخرج مسلسل موسى، وفي مستهل حواره، وجَه تحية للموقع على متابعته لحلقات المسلسل.

اقرأ أيضًا 
تقارير موقع الميزان عن مسلسل موسى

وحول تغطية الميزان قال المخرج المخرج محمد سلامة «على الصعيد الشخصي أحببت تغطية موقع الميزان للمسلسل لأسباب كثيرة، أولها أن التغطية أعطت اهتمامًا بالجهد المبذول من الجنود المجهولين في العمل من فريق الديكور والإكسسوار، وغالبية صناع العمل ينتظرون تقرير الموقع يوميًا لأن العادة جرت أن لا يتم الكلام عن مثل تلك التفاصيل، فجاءت التقارير بمثابة تقدير لجهدهم، لدرجة أن عاملاً في الإضاءة جاء لي فرحًا بأول تقرير نشره الموقع».

وتابع سلامة «إلى جانب هذا فإن الأسلوب العلمي الذي تمت به متابعة موقع الميزان للعمل أفادنا كثيرًا، ومن تلك التقارير، التقرير المكتوب عن المخدرات في غزة، فقد صار مرجعنا للرد على الذين اتهموا المسلسل بإهانة أهل غزة».

ما الذي جذبك في سيناريو مسلسل موسى وبسببه قررت أن تخرجه ؟

ما جذبني في الفكرة الأبعاد الإنسانية والتاريخية الموجودة في تفاصيل الشخصيات والحبكة، وكانت أبعاد عظيمة، فكرة الشخصية الصعيدية في الأربعينيات، والمقاومة والتجربة الإنسانية مع أخيه وأخته، واستطاعة ناصر عبدالرحمن أن يكتبها بمنتهى السلاسة.

المؤلف ناصر عبدالرحمن لا يكتب معالجة للحلقات وإنما يكتب الحلقات كاملة، وأتذكر حين قرأت نص الحلقة الأولى انبهرت وشعرت أني أمام نص حقيقي.

هل يصنف المسلسل على أنه صعيدي أم يوضع في قالب سيرة شعبية ؟

من الصعب تحديد قالب معين للمسلسل، لأن به زخم من الأحداث والشخصيات واللغات، فتحديد قالب العمل صعب، لكني بشكل شخصي أسميه مسلسل “رحلة” لأننا طوال الحلقات نتعرض لثقافات وبلدان مختلفة.

مع أم ضد النقد الذي يقول أن إيقاع المسلسل انخفض بعد انتقال موسى للقاهرة ؟

أنا أحترم النقد جدًا، لكني لا أرى أن إيقاع المسلسل انخفض بعد انتقال موسى للقاهرة، إنما الأحداث تغيرت والمشاعر الإنسانية كانت طاغية، بعكس البيئة الصعيدية التي تحمل قصصها حراكًا وإثارة، فشكل الأحداث تغير من الملحمية الصعيدية إلى الإنسانية الشاعرية في القاهرة، وهو ما جعل الجمهور يشعر أن إيقاع المسلسل انخفض.

هل ترى أن قصة وأحداث مسلسل موسى كان الأفضل أن تكون 15 حلقة ؟

أنا شخصيًا أحب المسلسلات القصيرة، لكن موسى كـ تجربة من الصعب جعلها في 15 حلقة لتعدد الرحلات والأحداث فيه.

المسلسل ليس تاريخيًا لكن له صلة بالتاريخ .. كيف بدأت رحلة التجهيز في مراعاة التفاصيل ؟

أنا أحب التفاصيل وأراها أنها تعطي معنى للمشهد، ومنذ إطلاعي على الحلقات قمت بنفسي بعمل بحث عن التفاصيل التاريخية لفترة الأربعينيات في الصعيد والقاهرة، كذلك الأزياء وقصات الشعر، لدرجة أني جمعت 5 آلاف صورة، ومع تكوين فريق الإخراج وبعد الانتهاء من 10 حلقات بدأنا نعمل على تلك التفاصيل من شهر أغسطس سنة 2020 م وأتينا بتفاصيل زيادة بشأن الديكور.

على ذكر الديكور .. كيف تم بناء ديكور سوق باب اللوق

سوق باب اللوق كان أصعب شيء في الديكور لعدم وجود مرجع عن السوق سواءًا كان مكتوبًا أو مصورًا، باستثناء صورة واحدة بعد بناء السوق بـ 10 سنوات، ولم تكن واضحة، فاضطررنا للنزول إلى السوق لمعاينته، ولأنه تغير كثيرًا لجأنا إلى أكبر الموجودين في السوق سنًّا ليصفوا لنا تفاصيل السوق وكان وصف الشهود العيان عاملاً مهمًا في تنفيذ السوق.

ما هو كواليس تصوير مشهد الفيضان

أنا أحضر لمشهد الفيضان من قبل كتابة المسلسل، والمشهد تم تصويره في 8 أيام، وكنت أعرف مدى التحديات في هذا المشهد لذلك أحببته واعتبرته تحدي، وكنت أريد أن يكون عندي أي تفصيلة فيه، وقمت بتوزيع المهام، لأن الفيضان كان مشترك فيه عناصر كثيرة جدًا.

المشكلة الرئيسية التي كانت أمامنا جميعًا هي أن عمل فيضان في الدراما لم يفعله أحد في مصر من قبل، وبالتالي لم يكن هناك شخص لديه خبرة يعطينا تفاصيل معينة مثل نوع الكاميرا المناسبة ولذلك أنا صورت المشهد بكاميرا وأعدت تصويره بكاميرا أخرى.

كانت هناك عدة عقبات، أولها تحديد المكان الذي يستطيع استيعاب كمية الماء، ولا توجد في مصر حمامات سباحة عملاقة على غرار حمامات السباحة التي يتم استخدامها في الأفلام العالمية.

وتفاديت هذه العقبة ببحيرة في مدينة الإنتاج الإعلامي استعنت بها وفكرت في استغلالها، وكانت الفكرة بناء أجزاء من القرية داخل البحيرة، لكن واجهتني مشكلة وهي أن ارتفاع الماء في البحيرة أقل بكثير من ماء الفيضان، وحتى آلات الموج الموجودة في البحيرة لن تخدم تفصيلة غرق القرية، فتم الاستعانة بالجرافيك.

إقرأ أيضا

إعادة التجسد..حقيقة أم نصب اتقنه كل هؤلاء؟

العقبات الأخرى كانت في التحكم بالمجاميع والأبطال خاصةً وأن أيام تصوير المشهد كانت درجة الحرارة خمسة، وكرو العمل من مساعدين المخرج والإضاءة والملابس والإنتاج والمونتاج جميعهم كانوا في الماء.

ما هو أكثر شيء كوميدي حدث معك في مسلسل موسى

مواقف متعددة حدثت في العمل كانت كوميدية لكن أكثر المواقف التي لا أنساها متعلقة بمحطة القباري في الإسكندرية، فهو المكان المناسب لتصوير مشاهد السفر وتقع على مساحة 3 فدادين، وبها رصيف يشبه رصيف محطة غزة وقطارات قديمة لفترة أحداث المسلسل

سافرنا للإسكندرية خصيصًا وقمنا بالمعاينة والتخطيط لتصوير المشاهد، وبعد أسبوع من المعاينة سافر فريق العمل إلى الإسكندرية للتصوير في المحطة لنتفاجئ بعدم وجودها فاستغربت وقلت “كان فيه محطة هنا من أسبوع” لنكتشف أن المحطة تمت إزالتها لتدخل حيز التطوير في السكة الحديد، فكان البديل هو الرجوع من الإسكندرية وحل المشكلة بالجرافيك.

وماذا عن المشهد الأزمة المتعلق بالفنان إسماعيل ياسين .. كثيرون قالوا أن المشهدين كُتِبَا خصيصًا لمحمد رمضان ؟

ناصر عبدالرحمن مؤلف كبير وهو ليس من نوعية المؤلفين الذين يكتبون مشاهد بناءًا على طلب البطل، كذلك أنا شخصيًا لا أقبل على نفسي أن أقوم بتفصيل مشهد للبطل بناءًا على طلبه.

أزمة المشهد أنه تم عرضه مساء يوم وفاة الطيار أشرف أبو اليسر، كذلك عملية تصفية الحسابات الشخصية مع محمد رمضان، لكني عزلت نفسي عن تصفية الحسابات، ولو كان ممثل آخر غير محمد رمضان لما كان أحد تكلم عن المشهد بهذا الشكل.

وما هو رأيك في المتابعة الصحفية النقدية والتحليلية للمسلسل ؟

أنا أحب أقرأ كافة الآراء سواءًا الإيجابية أو السلبية حتى لو النقد السلبي شخصيًا لكني لا أتأثر به، فقط أنا أهتم بالنقد السلبي لو كان بنَّاءًا، لأن العمل ليس ملكي وإنما ملك الجمهور وأتعلم من أي انتقادات بناءة، وبشكل شخصي أحببت تغطية موقع الميزان.