همتك نعدل الكفة
1٬282   مشاهدة  

الملك فاروق كما يراه ملك القطن (2-2) قصص الرشاوي التي طلبها للحاشية بحجة التسهيلات

فاروق وملك القطن
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



عقب سقوط الملك فاروق بـ 32 عامًا أصدر ملك القطن محمد أحمد فرغلي باشا مذكراته عشت حياتي بين هؤلاء، والتي تكلم فيها عن الحقب التاريخية التي عاصرها؛ وكان عهد الملك فاروق احتوى جزءًا كبيرًا من مذكراته.

اقرأ أيضًا 
الملك فاروق كما يراه ملك القطن (1-2) مهذب في البداية وله علاقات نسائية بالنهاية

في مذكراته أكد فرغلي باشا أن الملك كان واقعًا تحت تأثير “شلة” مكونة من كهربائي القصر وسائقه وبعض صغار الصحفيين، وبعض مستشاري السوء، هذه المجموعة وبعضهم طليان كانوا المخططين الرئيسيين لنزوات الملك بعد عام 1946 م وكانوا من أكثر الناس تأثيرًا عليه خاصةً في الرشاوي.

رشوة كاديلاك جنرال موتورز

مقر شركة جنرال موتورز
مقر شركة جنرال موتورز

من ضمن أشكال الرشاوي التي وقع فيها الملك فاروق بشهادة ملك القطن هي رشوة سيارة كاديلاك من إنتاج شركة جنرال موت ورز بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة، ووصلت أول سيارة من إنتاجها إلى مصر اتصل مندوب الشركة بملك القطن ليسأله هل لديه مانع في الحصول على أول سيارة كاديلاك تصل إلى مصر، ولم يتمنع فرغلي لكنه فوجئ بشرط.

فرغلي باشا
فرغلي باشا

كان شرط مندوب الشركة أن لا يعطي فرغلي باشا هذه السيارة للملك فاروق لأي سبب، وعندما استفسر فرغلي باشاعن سبب هذا الطلب فقال له مندوب الشركة «لقد كلف الملك مستشاره أندراوس باشا أن يتصل بلا ليبلغني أن الملك سوف يأخذ السيارة له، وشعرت بأن طريقة الطلب وقحة فأبلغت أندراوس باشا بأن شركة جنرال موتورز لا تؤمر، وقررنا بيعها لأي شخص آخر غير الملك».

اقرأ أيضًا 
عندما طالب سيد قطب الإعلام الناصري بتشويه تاريخ محمد علي باشا والملك فاروق

حصل فرغلي باشا على السيارة لكنه فوجئ بإلياس أندراوس باشا يتصل به تليفونيا ويبلغه أن الملك يريد الحصول على السيارة لنفسه، واعتذر فرغلي بحجة أنه أهدى السيارة لزوجته ومن المستحيل أن يفاتحها في بيعها، فتطور الأمر أكثر لدرجة رشوة المضاربة في البورصة حيث قال فرغلي «لو استرسلت في مسالك الملك لأخذت مساحة كبيرة وربما آخر ما أود أن أذكره أنه كان لا يتورع أن يرسل رسولا ليقول إن جلالة الملك يطلب منك أن تضارب له هذا الأسبوع في البورصة، وهذا معناه أن أرسل له النقود التي يريدها دون أن يضارب أو يدفع شيئا، لكنها تمثيلية يخفى رغبته في الحصول على المال».

دور أندراوس باشا في الرشاوي

إلياس أندراوس
إلياس أندراوس

كان المعروف أن إلياس أندراوس باشا من أقرب المقربين إلى الملك فاروق وكان يقال إنه مستشاره الاقتصادي، وفي الحقيقة أنه لم يكن مستشارًا اقتصاديًا وإنما هو مجرد كاتب صغير في شركة البيضا، ثم تعرف الملك عليه ووصل إلى رئيس لمجلس إدارة الشركة، ورشح لرئاسة بنك مصر خلفا لحافظ عفيفي باشا  كما استخرج له الملك جواز سفر دبلوماسيا، وحصل بسرعة البرق على لقب باشا وكان عمله الأساسي هو تهريب أموال الملك، وتسهيل حصوله على الأموال من مختلف المصادر بطرق غير مشروعة.

حافظ عفيفي باشا
حافظ عفيفي باشا

يحكي ملك القطن جانبًا من هذه السلوكيات عندما كان في الإسكندرية وطلب منه أندراوس باشا أن يسافر إلى القاهرة ويلتقيه وعندما حدث اللقاء تكلم أندراوس عن أنه مكلف من الملك بأن يدفع فرغلي باشا 150 ألف جنيه مقابل أن يستمر عضوًا في مجالس إدارات العديد من الشركات.

إقرأ أيضا
أول طوابع بريد في مصر

رفض فرغلي باشا هذا الأمر لأنه ليس عضوًا فخريًا أو شرفيًا، بل هو عضو منتخب من قبل جمعيات عمومية كأحد المساهمين في هذه الشركات أو أحد المؤسسين، وتم تهديد ملك القطن بالأذى لكنه لم يستسلم حتى اتصل به حافظ عفيفي باشا وكان رئيسًا لبنك مصر وشركاته، وطلب لقائه وكرر نفس الطلب.

محمد أحمد فرغلي
محمد أحمد فرغلي

يقول فرغلي باشا «قلت لحافظ عفيفي لن أترك عضوية مجالس إدارة الشركات تحت أي ظرف، سواء كان ذلك باللين أو بالشدة، وغنى أرجوك يا حافظ باشا ألا تساعد على ذلك، أو لا لأن هذا ليس من سلطتك، وثانيا لأنني لم أقصر في أداء واجبي كعضو في مجالس إدارات الشركات، وثالثا لأنني عضو منتخب من قبل جمعيات عمومية هي وحدها التي تملك أن تسحب ثقتها منى، وإذا أردتم فعل ذلك فإن هناك طريقا قانونيا يجب أن يتبع وهو أن يعرض الأمر على مجلس الإدارة، ثم بعد ذلك ينتقل إلى الجمعية العمومية لمناقشته، وإذا حدث ذلك فسوف أذكر الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء هذا المطلب، وهذه الأسباب تتلخص في مساومتي على دفع مبلغ 150 ألف جنيه للملك و10 آلاف جنيه للأوركسترا».

وأنهى فرغلي باشا كلامه عن المساومة بقوله «وصل كلامي بالطبع لأندراوس وللملك وخوفا من افتضاح الأمر آثرا الصمت، وتمر الأيام والتقى بكل من حافظ عفيفي وعلي الشمسي باشا اللذين قالا لى: إنك بهذا الموقف الحازم ضربت مثلاً ممتازًا، لأنك لو امتثلت لهذا الابتزاز لأصبحت تلك سابقة خطيرة تتيح للملك حرية التدخل في شئون البنوك والشركات والعبث بمجالس إداراتها ونهب أموالها».

الكاتب

  • ملك القطن وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان