همتك نعدل الكفة
210   مشاهدة  

انتخابات القرن.. كيف استغل أردوغان مؤسسات الدولة لصالح حملته؟

انتخابات القرن
  • صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



بضعة أيام تفصلنا عن انتخابات القرن، الأهم في تاريخ تركيا، وحتى الأيام الأخيرة في حملته لا يزال الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان يفجر مفاجآته. مشروعات قومية تخرج للنور لتصبح حديث الساعة، ومسكنات اقتصادية يغازل بها الناخبين الباحثين عن حل لأزمة التضخم، وأخيرًا استخدام مؤسسات دينية وحكومية في الترويج لحملته. استغلال لموارد الدولة وصلاحيات الرئيس بشكل يعد خرقًا لقواعد الدعاية الانتخابية، ويجعل المعارضة في معركة غير متكافئة؛ لكنها تظل غير محسومة.

رغم إعلان أربعة تحالفات مشاركتها في انتخابات القرن 2023- لم يتبقى منهم سوى ثلاثة-، إلا أن المعركة الحقيقية تدور بين فرسي الرهان؛ أردوغان رمز الإسلام السياسي ورجل الخطابات الرنانة، وزعيم تحالف المعارضة الاقتصادي المخضرم كمال قيليتشدار أوغلو. 

جدير بالذكر أن محرم إينجه، رئيس حزب الوطن، أعلن انسحابه من السباق الرئاسي قبل ثلاثة أيام من بداية الانتخابات؛ متحدثًا عن حملات تشويه يتعرض لها، ومشيرًا إلى عدم رغبته في تشتيت أصوات المعارضة والتحول إلى شماعة لخسارتهم. بينما لا يزال مصرًا على الدفع بحزبه في الانتخابات البرلمانية؛ حتى يحافظ الكماليون على تواجدهم في البرلمان على حد قوله.

اقرأ أيضًا 

الانتخابات التركية.. أربعة تحالفات تخوض السباق الرئاسي

كشوفات نفطية ومشاريع قومية تخرج من العدم

انتخابات القرن
رسم تخطيطي لمشروع “نفق إسطنبول الكبير”

لم تكتسب انتخابات القرن أهميتها من تأثيرها على شكل العلاقات الدولية في المنطقة فحسب، بل تميزت بتحالفات ذكية جعلت المعارضة لأول مرة منذ عقدين موضع قوة، ومصدر تهديد لإمبراطورية الإسلاد السياسي في تركيا. إنها معركة حياة أو موت أجبرت أردوغان على الدفع بكل أوراقه، وإن كان يعني هذا استخدام سلطات الرئيس وموارد الدولة لحملته الانتخابية. 

ليصبح قيليتشدار أوغلو أمام معركة غير متكافئة، مقدمًا وعود للناخبين أمام خطوات عملية يحققها غريمه. بدايةً من مسكنات اقتصادية تمثلت في قروض منخفضة الفائدة ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 22 ألف ليرة تركية، حتى المشروعات القومية التي تكتمل في الوقت المناسب تمامًا لحملته. 

آخرها “نفق إسطنبول الكبير” الذي أعلن تدشينه خلال إحدى مؤتمراته الحاشدة، النفق يشق مضيق البوسفور دفعة واحدة لتوفير الوقت والجهد أثناء بنائه، ناهيك عن كونه أول نفق في العالم بثلاثة طوابق. وخلال افتتاحه مشروع بولاية قونية كشف عن بئر نفطي ينتج 100 ألف برميل يوميًا، مبشرًا أنصاره بالمزيد خلال عمليات التنقيب في البحر الأسود.

اقرأ أيضًا

الفصل الأخير من الانتخابات التركية.. معركة أردوغان والمعارضة غير المحسومة

استغلال مؤسسات حكومية ودينية في الدعاية

انتخابات القرن
بوستر لأردوغان على سور مسجد في ولاية بورصة

بغض النظر عن الأرقام المبالغ فيها، وحقيقة وجود صعوبة بالغة في تصادف الإعلان عن كل تلك المشروعات والاكتشافات قبل أيام من انتخابات القرن؛ يبقى استغلال أردوغان لمؤسسات حكومية ودينية في الدعاية لنفسه التجاوز الأكثر فجاجة حتى الآن.

“هل لديكم مبررًا لتلك الفضيحة؟” هكذا رد المدير الإقليمي لحزب “الجيد” في بورصة مخاطبًا محافظ ومفتي الولاية، بعد نشره لصورة تظهر ملصق دعائي ضخم لأردوغان، معلقًا على أسوار أحد مساجد الولاية عبر حسابه على تويتر. تجاوز صريح يوضح كيف يلعب الإسلام السياسي على مشاعر التدين المؤثرة بشكل كبير في شعب مؤمن بمبادئ العلمانية.

إقرأ أيضا
متحف محمود خليل
انتخابات القرن
إعلانات دعائية لأردوغان في مبنى تابع لبلدية إسطنبول

لم تكن تلك هي الحالة الوحيدة التي استغل فيها حزب العدالة والتنمية سيطرته على مفاصل الدولة للدعاية الانتخابية، فقد رصدت وسائل إعلام محلية عرض الإعلانات الانتخابية للحزب ورئيسة داخل مبنى تابع لبلدية إسطنبول. حيث عرضت الشاشات الموجودة في مراكز خدمة المواطنين بالمبنى دعوة للمؤتمر الشعبي الحاشد للرئيس بالولاية، والذي استعرض خلاله قدرته على الحشد بعد حضور 1.7 مليون مواطن، في أكبر مؤتمر انتخابي في التاريخ الحديث.

انتقدت المعارضة التجاوزات المتكررة التي يرتكبها الحزب الحاكم، مؤكدة أن الوزراء الذين دفع بهم أردوغان لخوض الانتخابات البرلمانية يستغلون مناصبهم للدعاية، وستزفون موارد الوزارات وأموال الشعب. الأمر الذي حدث بالفعل حين استخدم وزيرا العدل والمالية، المرشحان عن ولايتي شانلي أورفا ومرسين، مكاتبهم الوزارية في عقد اجتماعات مع أعضاء الحزب لتنسيق حملاتهم.

انتخابات القرن
سور إسطنبول التاريخي بعد تعليق صورتي أردوغان وقليتشدار أوغلو

تكرار تلك التجاوزات واستمرار الزج بمؤسسات الدولة دفع بالمعارضة إلى التعامل بالمثل. حيث لجأ الرئيس الإقليمي لحزب الشعب الجمهوري بإسطنبول لتعليق صورة قيليتشدار أوغلو، رئيس الحزب ومرشح المعارضة، على سور تاريخي بالولاية، جنبًا إلى جنب مع صورة لأردوغان. معلقًا عبر حسابه على تويتر “إنها تسمى المعاملة بالمثل.. إذا لم يتمكن المسئولون من إزالة الصورة التي نبهنا إلى مخالفتها للقانون، سنعلق نحن أيضًا، وقد حدث”.

الكاتب

  • انتخابات القرن إسراء أبوبكر

    صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان