انفجار بركان كراكاتوا .. الكارثة الطبيعية الأسوأ في تاريخ البشرية
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كم كارثة طبيعية مرت على البشر؟، بالطبع عدد لا يمكن حصره، وتختلف شدة وطبيعة كل كارثة عن الأخرى، ولكن كارثة انفجار بركان كراكاتوا هي الكارثة الطبيعية الأسوأ على الإطلاق، على الرغم من مرور أكثر من قرن ونصف على حدوثه، حيث قضى أكثر من ستة وثلاثين ألف شخص نحبه بسببه، وسجل ذلك الثوران أقوى صوت صاخب تم تسجيله على الإطلاق.
ما قبل انفجار بركان كراكاتوا
بدأ الأمر في شهر مايو عام 1883م، عندما ظهرت تلك الأبخرة الدخانية من القمع الشمالي للبركان الذي يقبع في جزيرة كراكاتوا، التي تقع في مضيق سوندا بدولة إندونيسيا، وقد كانت معروفة آنذاك باسم الهند الشرقية الهولندية، ، وتم تسجيل عدة انفجارات صغيرة، وموجات مد وجزر في المحيط الهندي، ولكن أوضح العلماء أنه لا ضرر ولا قلق مما يحدث فهي أمور عادية في تلك المنطقة، ولكن بعدها بشهر، حدث ثوران أكبر مما سبق، وغرقت الجزيرة كلها في الدخان لمدة أسبوع كامل، ومنذ ذلك الوقت أخذ الدخان ينبعث من الأعين البركانية بشكل متقطع، ومع بداية شهر أغسطس اصيح الدخان يخرج بشكل ثابت، ورغم كل ذلك لم يشعر أحد بالذعر ونوه العلماء على أن كل شيء تحت السيطرة، ولا داعي للقلق.
انفجار بركان كراكاتوا
في صباح يوم 26 أغسطس عام 1883م، استيقظ سكان الجزيرة وبدأ اليوم عاديًا مثله كسائر الأيام الماضية، ولم يشغل أحد باله بتلك الأبخرة الدخانية التي تتصاعد من القمم البركانية، والتي اعتادوا على رؤيتها وألفوها ويروا أنها أمرًا عاديًا، فالجزيرة تتشكل في الأساس من ثلاثة براكين نشطة، واتجه كل واحد إلى طريقه، ومع حلول الليل، تحول الدخان إلى ثوران بركاني عنيف، ونفث غيمة كبيرة غطت الجزية بأكملها، وامتدت إلى ارتفاع 30 كيلو متر في السماء، وتتالت الانفجارات بشكل مستمر كل عشر دقائق تقريبًا، واستمر الأمر على هذا المنوال طوال الليل، وبحلول صبح اليوم التالي اصبحت الانفجارات أقوى، ووقع ثلاث انفجارات قوية للغاية الأول في القمع الشمالي، والثاني في القمع الأوسط، أما الانفجار الثالث في القمع الجنوبي كان هو الأضخم وهو ما سبب الكارثة الكبرى، انفجر الأخير في الساعة العاشرة صباح اليوم السابع والعشرون من أغسطس، وكان هذا أقوى صوت تم تسجيله حتى وقتنا هذا بقوة 310 ديسيبل، ونسف البركان الجزيرة بأكملها ولم يتبق منها سوى مساحة 30٪ فقط، وتحول الباقي إلى رماد، وشعر الناس في مختلف أنحاء العالم، بالزلازل التابعة للبركان من على بعد آلاف الأميال من موقعه، فما الذي أدى لذلك الانفجار المدوي.
توابع وآثار بركان كراكاتوا
قبل انفجار البركان، كانت السفن القريبة من سواحل الجزيرة تشعر بهزات وتبعات الانفجار، كما ضربت مزجتا تسونامي صغيرتان جزيرتا جافا وسوماترا القريبتان من جزيرة كراكاتوا، وأثناء انفجار البركان، أصيب بالصمم كل من كان يقف على بعد 15 كيلو متر من موقع الانفجار، ومن شدة الصوت، سمعه سكان مدينة بيرث في أستراليا، والتي تبعد أكثر من ثلاثة آلاف كم، كما سمعه أيضًا سكان جزيرة رودريغز التي تبعد أكثر من أربعة آلاف ونصف كم، وتم تقدير حجم الطاقة التي اطلقها البركان بأنها مساوية لـ 200 ميجا طن من مفرقعات الـ TNT، وأطلق ذلك الانفجار المميت سلسلة أحداث شعر بها الناس على بُعد آلا الأميال، واستمرت عدة سنوات، حيث حدثت تغييرات غريبة في أنماط الطقس حول العالم، وحدثت اضطرابات للأجرام السماوية، مثل تغيير ملحوظ في لون القم، والشمس سببه الدخان المنبعث من ثوران البركان، وعلى مدار السنوات اللاحقة للثوران، تم تشكيل عدة لجان لمراقبة نشاط البركان، وحتى عام 1927م، ساهمت الانفجارات الصغيرة المتتالية للبركان للضخم في تشكيل جزيرة ثانية من الرماد، اطلقوا عليها اسم طفل كراكاتوا، والمخيف أن ذلك البركان لايزال نشطًا حتى يومنا هذا، ويثور بين الحين والآخر، وينمو كل عام بمعدل خمسة أمتار، وبلغ طوله حاليًا أكثر من 1.5 كم، وارتفاعه يبلغ الأربعمائة متر.
عدد ضحايا انفجار بركان كراكاتوا
كان عدد الضحايا ضخمًا للغاية، ولم يقتصر على سكان الجزيرة فقط، وقد تولت السلطات الهولندية مسؤولية البحث عن جثث الضحايا، واستغرق الأمر عدة سنوات ليتمكنوا من إصدار تقرير عن عدد الضحايا، والذي بلغ 36417 ضحية من الجزيرة ومن الجزر المجاورة لها.
اقرأ أيضًا
خرافات ولكنها حقيقية “ليس كل ما في طفولتنا كذب”
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال