همتك نعدل الكفة
665   مشاهدة  

بالحنبوط و قصاصة الشاليموه…”صعيدي” يروي قصته من إسنا إلى بولاق الدكرور

صعيدي
  • صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



هي ليست مجرد قطعة صغيرة من شاليموه كانت ملقاة على الأرض في إحدى حواري منطقة بولاق الدكرور بالجيزة لكن ما عثر عليه عم “رزق طه” وهو رجل صعيدي يجد ما ينجيه وينفخ فيه من الغم دائمًا في قصاصة شاليموه تحل محل المنفاخ أو “البلابل” وهي قطعة النفخ في المزمار فتلك هي هوايته التي بدأت قبل 64 عام حتى أصبحت مع مرور الزمن علامة تذكره بقريته باويل التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر و بالصعيد الذي تركه واهن مغلوب على أمره.



زمن طويل مضى على أول مرة وجد فيها موهبته عندما كان يطفلًا حينما تأكد أن “حنبوط البصل” اللين المزروع أمام منزله في إسنا الذي اهتم به حتى يجف سوف يخرج هذا الصوت المميز من مقامات المزمار الصعيدي بعد أن وضع له قطعة من عود البرسيم ونفخ فيها ثم أخرجت تلك النغمات من المزمار الذي يعد أبرز موروث شعبي موسيقي يحظى بمساحة قادرة على تحريك دماء الصعايدة في عروقهم.

 

كان هذا الرجل الصعيدي الذي يهوى المزمار يقطع مسافة 50 كيلو متر من إسنا جنوب الأقصر إلى مدينة الشمس ذاتها ليتواجد في الأفراح والليالي الشعبية التي يحضرها الأجانب فيقول عم رزق طه 78 عام لـ الميزان:” من وأنا صغير بهوى موضوع الزمارة ده وبعرف أتعامل مع الزمارة التركي كنت بسيب زرعتنا وأنزل الأقصر عشان اقعد مع الزمارين واتحيهم وبعدين لو حد فيهم عايز يريح شوية كنت باخد منه الزمارة وأكمل معاهم لدرجة أنهم كان كبيرهم يقولي انت “زين قوى” خليك معانا ورزقك ورزقنا على الله.

 

 

يرسم عم رزق صورة للصعيد الذي تربى وعاش فيه حتى بلغ من العمر 40 عامًا لكنها مغايرة عن تلك التي يخرج فيها من منزله ببولاق الدكرور ذاهبًا إلى عمله كحارس لإحدى المخازن التجارية بالمنطقة وتلك الخطوات يجمع فيها عم رزق مكونات تلهمه يومميًا بموهبته عندما يقوم بعمل فتحات وفجوات عددها 7 في ماسورة بلاستيكية ثم يلف حولها خيط رفيع بكرتين أو ثلاث عندما يصل إلى أخر طرف للخيط يبدأ في تركيب نصف زجاجة بلاستيكية وفي الأعلى قطعة بلاستيكية أخرى صغيرة أعلاها قصاصة شاليموه ينفخ فيها ويشدو وكأنها مشروعه الموسيقي الذي عاش له لسنوات ولم يتخلى لحظات عن تفاصيله.

 

إقرأ أيضًا…قصة العجوز الذي سرقه حسن شاكوش


يبدو أن نشأة عم رزق وارتباط والده بأرضه ابعدته عن تلك الموهبة حيث يكمل:” كبرت وأبويا جوزنى وبعدين اتجوز على أمي بعد وفاتها وحصل خلافات مع مرات ابويا وسبت البلد وجيت هنا مصر واشتغلت في المكان ده غفير وكان وكان مخزن حديد اخدتني السنين لكن منسيتش الزمارة ولا نسيت اني اشتريت مرتين زمارة خشب تركي الاصلية لكن ابويا كان بيكسرها ويقول:”احنا زمارتنا في دماغنا شوفلك زرعايات ولا عايز تطلع زمرطي؟”.

 

إقرأ أيضا
أسترازينيكا
عم رزق صعيدي يعزف المزمار
عم رزق صعيدي يعزف المزمار

يفسر عم رزق أسباب حبه للصعيد وكراهيته له في أن واحد فهو في حيرة بين الأمرين فيختتم حديثه للميزان:”شوف يا ولدي أنا بلاد الصعيد مخضر دمي فيها اتربيت فيها واتجوزت فيها وأنا منيها وعيالي منيها وبحبها ونفسي أعاود ليها بس أبويا هو اللي كرهني فيها أنا شوفت القصب وشوفت القطن قبل السد العالي أنا سني كبير قوي لكن شغلي في الفلاحة وتعبي أبوي معوضهوش مكانش بيديني نتلة وطردني واللي اتجوزها كانت بتحرشوا عليا انا واخواتي”. 

 

 

الكاتب

  • صعيدي أحمد الأمير

    صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان