همتك نعدل الكفة
339   مشاهدة  

بالـ “ق” الصريحة أو بالـ “كـ” العبرية.. لماذا يشكل اسم القسام كابوسًا يقض مضاجع إسرائيل؟

عز الدين القسام
  • صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



أولت عمامتك العمائم كلها شرفا تقصر عنده التيجان..إن الزعامة والطريق مخوفة غير الزعامة والطريق أمان” هي كلمات رثى بها الشاعر فؤاد الخطيب الرجل الذي لازال يتردد أسمه ولا يغيب عن الأذهان أو تنسى أن تضع وسائل الإعلام “عز الدين القسام” في ما تصنعه من تقارير مكتوبة أو مرئية سواء نطق اسمه خلالها بالـ “ق” الصريحة أو بالـ “كـ” العبرية لكن جميعها تعبر عن الاسم الذي بات شبحا وكابوسًا يقض مضاجع الإسرائيليين منذ عقود.

البداية من هنا

بدأت مسيرة عز الدين القسّام بالتزامن مع اشتعال الثورة ضد الفرنسيين في بلده سوريا حيث شارك فيها وقد حاولت سلطات الإحتلال العسكرية الفرنسية شراءه ذمته بتنصيبه حاكمًا على القضاء فأعلن عدم قبوله  وعلى وقع ذلك كان جزاؤه أنْ حكم عليه الديوان السوري العرفي بالإعدام.

تلقّى عز الدين القسام تعليمه في الكتّاب في زاوية الغزالي وكان جده وعم أبيه شيخين بارزين يحملان الفكر المتصوف في جبلة التي ترعرع فيها على أيديهما حيث تلقى دراسته وتتلمذ على يد جديه الذين ينتميان  إلى التيجانية والنقشبندية التي خاضت معارك نضال مستمر ضد الاستعمار في سوريا في القرن التاسع عشر.

سوريا تحت الإنتداب

وفي عام 1896م، سافر عز الدين إلى مصر للدراسة في الأزهر الشريف، وظل فيه 10 سنوات، وتأثر بأفكار رشيد رضا، الذي أنشأ «مدرسة الجهاد» خارج الأزهر، وتلقى عنه الوعي بأخطار الحركة الصهيونية العالمية وخطتها الهادفة إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين.

وقاد عز الدين القسام تظاهرات السوريين التي أيّدت المقاومة الليبية بقيادة عمر المختار ضد الاحتلال الإيطالي وكان يتولى جمع الأموال لشراء الأسلحة التي تحتاجها المقاومة طرابلس ولم تتوانى إيطاليا أيضًا في الحكم عليه بالإعدام بسبب دعمه لثورة الليبيين وأصبح مطاردًا من قبل طغاة كثيرين في العالم ففر إلى فلسطين سنة 1921 وعاش القسّام وسط أهل “حيفا” معلمًا للقراءة والكتابة والقرآن محاربًا للأمية التي تفشت بينهم وذلك في مسجد الاستقلال في الحي القديم وهو ما أكسبه تقديرًا واحترامًا وتأييدًا.

الخطبة الأخيرة…قاوم حتى الموت

وفي السابع والعشرين من شهر أكتوبر لعام “1935” للميلاد كانت آخر خطبة للشيخ عز الدين القسّام، وخطب في الناس عن الجهاد والمقاومة، وبعدها ذهب إلى منطقة يعبد في مدينة جنين، وبعد أقل من شهر من خطبته الأخيرة كان المحتلين قد حددو مكانه، وبعد فجر يوم الأربعاء الموافق العشرين من شهر ديسمبر لعام “1935” للميلاد كان الشيخ عز الدين القسّام ومعه عشره من رجاله المقاومين مقابل أربع مئة عسكري بريطاني، وفي هذا اليوم تم محاصرته هو ومن معه من جميع الاتجاهات.

إقرأ أيضًا…المجهول عن تاريخ القدس والدولة العثمانية مراحل التورط العثماني في ضياع فلسطين (تحقيق)

التلميذ النجيب…في ديار العلم المصرية

اختار ابن اللاذقية أن يتلقى تعليمه في سن الرشد في مصر لتكون الجزء الأكبر من معارفه الإسلامية واللغويةفعندما بلغ من العمر 14  أصبح طالبًا في الأزهر الشريف القاهرة يعلى يد نخبة  من العلماء والسياسيين والمفكرين والشعراء بينما درس المعارف الإسلامية متأثرًا بكبار بالشيخ محمد عبده، وبعض رجال السياسة  على رأسهم مصطفى كامل وسعد زغلول، وغيرهم من الأصوات الثورية الغنية عن التعريف ودقت في جدران السكوت.

فلسطين

وحينما ذهب الرجل إلى فلسطين الجريحة عام 1921 بدأ مسيرته فيها مأذونًا وداعية فكان ينتقل بين قراها ومدنها ليفعل ما فعله  في حياته الأولى باللاذقية محاربًا للأمية السائدة حينذاك وكان يزاوج بين أعمال كثيرة من التعليم والدعوة ونشر الوعي السياسي وتأسيس الكتائب وحشد الشباب.

إقرأ أيضا
إعلان دقوا الشماسي

اتخذ الشيخ القسام من مدينة حيفا مقرا له والتحق فيها بالمدرسة الإسلامية حتى اصبح بعد سنوات قليلة من أبرز شيوخها وأساتذتها رفيعي العلم  ثم يترأس جمعية الشبان المسلمين التي كانت وقودًا للثورة على الانتداب البريطاني الغاشم والذي كان المحرك الرئيسي والداعم للإسرائيليين حيث سعى إلى إطلاقها وأرادها ماحقة تحرق آمال المباركة البريطانية للصهاينة بأخذ م لا يملكون في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.

في 15 نوفمبر من عام 1935  بدأ عز الدين القسام في إشعال شرارة ثورة الفلسطينيين الأولى بتحريضهم على الثورة المسلحة، وبذلك أصبح العدو الأول  الذي يسعى البريطانيون لسفك دمه أو إلقاء القبض عليه لا سيما أن الوضع إنفجر حينها  من تحت وأصبحت كتائبه تحصد الانتصارات تلو الأخرى، عبر عمليات منظمة ودقيقة لم تستطع قوات الانتداب تحديد مصدرها أو المسؤولين عنها.

استشهاد عز الدين القسام

تحول المجاهد الشيخ إلى أيقونة خالدة في عمق الصراع العربي الإسرائيلي وأصبح رمزا موحدا لكل الطوائف والقيادات والحركات الثورية في فلسطين وكان ذلك السبب الرئيسي في مقتل ابن اللاذقية  الذي دعم وأسس الثورة الفلسطينية الأولى (1936-1939).

وأستشهد القسام وكان موته ثورة أخرى جرفت بالدم والدمع بعدما لقى مصرعه  في معركة مع عصابات الإنجليز والعصابات الصهيونية وأندلعت حينذاك ثورة 1936، وكادت أن تحقق أهدافها لولا مواجهتها من قبل تلك العصابات.

الكاتب

  • عز الدين القسام أحمد الأمير

    صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان