“بسبب الوزير والخازوق” كيف رد الصحفي مصطفى أمين على مبارك لما قال: عيب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ظهر الغضب باديًا على الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في فيديو متداول عنه قبل سنوات وهو ينتقد الصحفي مصطفى أمين بسبب مقال كتبه قائلاً: «دا راجل أد أبويا .. ولولا إنه راجل أد أبويا كنت قولتله كلام قاسي، لكن أنا بقوله عيب».
ما هو مقال الصحفي مصطفى أمين الذي أغضب مبارك
في 4 سبتمبر عام 1985م أصدر محمد حسني مبارك قرارًا بتكليف الدكتور علي لطفي رئيسًا للوزراء بعد قبول استقالة وزارة كمال حسن علي، وبدأ علي لطفي مشاوراته لتشكيل الوزارة في 5 سبتمبر من نفس العام وهو التشكيل الذي ضم 27 وزيرًا منهم 8 وزراء جدد وأدت الوزارة اليمين في اليوم التالي.
بعد 3 أيام من حلف اليمين كتب مصطفى أمين في عامود فكرة بجريدة الأخبار «عزيزي الوزير الجديد، لا أقول لك مبروك، إنما أقول قلبي معك، فلم يعد منصب الوزير في بلادنا منصبًا يستحق التهنئة والتبريك، إنه خازوق شاء قدرك أن تجلس فوقه».
وعلل مصطفى أمين بالخزوقة في المنصب «الوزير لم يعد له الهيلمان الذي كان له في الماضي، فقد صار بشرًا لا إله ولا نصف إله، نستطيع أن ننقده ونعارضه ونهاجمه ونستطيع أن نسأله ونستجوبه ومرتبه أقل من مرتبات بعض رؤساء مجالس الإدارات، وليس مسئولاً عن نفسه بل هو مسؤول عن كل كلمة تقولها زوجته أو كل تصرف يقوم به أبناؤه أو كل صفقة يعقدها أحد أنسابه أو أحد أقاربه».(1)
سبب غضب مبارك من مقال مصطفى أمين
بعد 10 أيام من نشر المقال اتجه حسني مبارك إلى مدينة رشيد للاحتفال بالعيد القومي لمدينة رشيد وافتتاح حجر الأساس لمشروع حاجز الأمواج لحماية منطقة رشيد من التآكل وشهد افتتاح المرحلة الأولى لترميم قلعة قايتباي.
خلال الكلمة التي ألقاها مبارك في رشيد ألقى خطابًا طويلاً تناول جوانب شتى وكان من ضمنها حال الصحافة في مصر سواءًا كان حكومية أو معارضة والتي وصفها بصحافة الإثارة خاصةً فيما يخص اختيار الوزراء، خصوصًا أن تلك المقالات تؤثر على رأي الناس في الوزراء من قبل أن يبدأوا العمل.
وضرب مقالاً بمقال مصطفى أمين الذي وصف المنصب الوزاري بأنه خازوق، وانتقد كلمة خازوق ورآها عيبًا ولولا أن مصطفى أمين رجل كبير في السن لكان تكلم كلام قاسيًا.
اقرأ أيضًا
مصطفى أمين يكتب : عفوًا .. صديقي السابق محمد حسنين هيكل مُغرض (سيناريو تخيلي)
كان مصطفى أمين يدرك أنه المقصود رغم أن بعض الحضور لم يكونوا يعرفوا أنه المقصود، فكتب في عامود فكرة «أشكر رئيس الجمهورية على هذه التحية، ففي الديمقراطية من حق الكاتب أن ينتقد الحكومة ومن حق الحكومة أن تنتقد الكاتب فإذا طالبنا بأن يكون لنا وحدنا نحن الكتاب حق النقد، فمعنى ذلك أننا نطالب لأنفسنا بديكتاتورية نقول دون سوانا ما نشاء وما نريد، كلا، نحن نرفض ديكتاتورية الكتاب والصحفيين كما نرفض ديكتاتورية الرؤساء».(2)
واختتم مصطفى أمين مقاله «نحن نرحب بنقد رئيس الجمهورية للصحافة ومعنى ذلك أن الحاكم إذا غضب تكلم ولم يحطم الأقلام أو يكمم الأفواه أو يعلق المشانق أو يغلق الصحف وهذا يطمئن الشعب».
اقرأ أيضًا
مصطفى أمين يكتب : عفوًا .. صديقي السابق محمد حسنين هيكل مُغرض (سيناريو تخيلي)
لم تشن الصحف القومية هجومًا على مصطفى أمين أو حتى بالتقليح عليه، ربما لتقدير قيمته الصحفية، لكن أنيس منصور في عاموده بالأهرام كتب هجومًا على الوزراء الذين يشاع عنهم أنهم يتحملون فوق طاقتهم أو أنهم وزراء الضرورة وقادرين على ما لم يقدر أحد عليه من قبلهم(3)؛ وغير معروف إن كان أنيس منصور أراد أن يدافع عن مصطفى أمين بمقاله أم أنها جاءت بالصدفة.
(1) مصطفى أمين، عامود فكرة، جريدة الأخبار، 9 سبتمبر 1985م، ص10.
(2) مصطفى أمين، عامود فكرة، جريدة الأخبار، 20 سبتمبر 1985م، ص12.
(3) أنيس منصور، فكرة، جريدة الأهرام، عدد 19 سبتمبر 1985م، ص20.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال