همتك نعدل الكفة
347   مشاهدة  

بطولات لن ينساها التاريخ.. صائد الدبابات المصري محمد عبد العاطي

صائد الدبابات محمد عبد العاطي


أطلق عليه صائد الدبابات بعد تدميره لـ 23 دبابة بمفرده أثناء حرب 6 أكتوبر 1973، حصل على نجمة سيناء من الطبقة الثانية، أطلق على نجله اسم وسام اعتزازًا بوسام سيناء الذي حصل عليه قبل ولادته بعامين، إنه الرقيب أول مجند محمد عبد العاطي عطيه شرف.

الرقيب أول مجند محمد عبد العاطي عطيه شرف، من أبناء قرية شيبة قش بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، ولد في 15 ديسمبر من العام 1950، حصل على الثانوية ليلتحق بعد ذلك بكلية الزراعة في العام 1961 ليتخرج مهندسًا زراعيًا.

في العام 1969 قرر الالتحاق بالقوات المسلحة ليتزوج بعد ذلك وينجب 4 أبناء 3 أولاد وبنت، أطلق على نجله اسم وسام اعتزازًا بوسام سيناء الذي حصل عليه قبل ولادته بعامين.

سُجل “عبدالعاطى” في الموسوعات الحربية كأشهر صائد دبابات في العالم بعد تدميره لـ 23 دبابة بمفرده، وتم تجنيده قبيل حرب أكتوبر، لينضم في البداية إلى الصاعقة، ثم انتقل إلى سلاح المدفعية، ليتخصص في الصاروخ  “فهد” المضاد للدبابات.

قام “عبدالعاطى” بأول تجربة رماية ضمن خمس كتائب، وكان الأول على الرماة، ليتم تكليفه فيما بعد بالإشراف على أول طاقم صواريخ ضمن الأسلحة المضادة للدبابات، ليترقى إلى رتبة رقيب مجند.

وفي إحدى المشاهد المميزة التي لا يمكن نسيانها، وهى حينما وقف وزير الحربية أمام شريط افتتاح معرض الغنائم لتقديم دبابات ومدرعات العدو الإسرائيلي في حرب 1973 للجمهور، لينادي قائلا: فين عبدالعاطي؟ ليخرج الأخير على الفور ويطلق التحية على الوزير ليسأله الأخير في حب:إزيك؟

صائد الدبابات محمد عبد العاطي ورفيقه
صائد الدبابات محمد عبد العاطي ورفيقه

كان هذا المشهد خير دليل على الجهود الكبيرة التي بذلها الرقيب أول عبد العاطي، الأمر الذي أشاد به وزير الحربية قائلا: “عبدالعاطي وزميلان له هم نماذج مشرفة للمقاتل المصري الشجاع أثناء حرب أكتوبر، لقد دمروا  23 دبابة ومدرعة فتقدير القائد لا يكون إلا للأبطال”

وفي لقاء أخر للرقيب أول عبد العاطي، في جريدة الأهرام بتاريخ 10 ديسمبر 1973؛ قال: “أنا محمد عبدالعاطي عسكرى المدفعية.. وفي يوم 6 أكتوبر 1973 أي أول أيام حرب رمضان (العاشر من رمضان)، كان مهمتي واثنين معاونين لي في تشغيل الصاروخ المضاد للدبابات”

أوضح الرقيب أول عبد العاطي، أن مهمته الرئيسية هي ضرب مدرعات العدو التي تتقدم لصد هجمات رجال العبور “في موجاتهم الأولى”

ونظرًا إلى كفاءة الثلاث رجال والتي تتفوق على المهمة المكلفة بيهم، طالبوا من القائد أن يجعلهم في المقدمة وليس في الصف الثاني فاستجاب القائد لهم وسمح لهم بالتقدم.

أشار الرقيب أول عبد العاطي، في لقاءه إلى أنه في اليوم  الثاني الموافق 7 أكتوبر 1973، تقدم هو ورفاقه زاحفين داخل سيناء لينفذوا مهمتهم والتي تختص بتدمير دبابات العدو ومدرعاته قبل تقدمه، في الوقت الذي كانت فيه قذائف المدفعية تنطلق والطيران الحربي يمارس نشاطه ويلقي حمولاته في كل مكان.

تمكن الثلاثي من إصابة أول ثلاثة دبابات للعدو تتراجع الثلاثة دبابات الآخرى ولكن لم يدخل على “عبد العاطي” تلك الحيلة وكان متأكدة أن تلك خدعة وليس إلا وستعود الدبابات مرة أخرى وما توقعه حدث بالفعل حيث عادت 8 دبابات.

صائد الدبابات محمد عبد العاطي
صائد الدبابات محمد عبد العاطي

كان عدد الدبابات كبير أمام الثلاثي ليقرر “عبد العاطي” أن يغير الموقع فنظر حوله فوجد مجموعة من الكثبان العالية وهناك يستطيعوا التحكم على المواقع المحيطة.

تمكن “عبد العاطي” ورفاقه من إطلاق القذائف على دبابات العدو، وأصابوا الهدف، ما دفع الجنود الإسرائيليون يهرعون في بطن صحراء سيناء حتى لا يتم أسرهم.

وبعد ذلك عاد العدو ولكن بقوات أكبر ليستمر هو ورفاقه في مواجهة الدبابات ومدرعات العدو، رغم أن المواجهة صعبة واستمرت لساعات الليل المتأخر وقبل أن تخر قواهم تقدم عبدالعاطي ورفيقيه وأصابوا دبابات العدو وعادوا لتجهيز أسلحتهم بسرعة فائقة.

صائد الدبابات محمد عبد العاطي ورفيقه
صائد الدبابات محمد عبد العاطي ورفيقه

ورغم ذلك لم تهدأ قوات العدو لتأتي عربة مجنزرة للعدو بسرعة هائلة نحو “عبدالعاطي” ورفيقيه إلا أنهم في تلك اللحظة تمكنوا من اختراقها واستهدافها للتحول العربة الإسرائيلية إلى قطعة من النار وكان بداخلها 20 فردًا وتم احتراق البعض وتم أسر البعض الآخر.

إقرأ أيضا
إقالة زكي بدر

وفي اليوم الثالث الموافق 8 أكتوبر انطلقت 10 دبابات من الشرق في سرعة هائلة لتطلق النيران على موقع الثلاثي، إلا أنهم تصدوا لها في شجاعة وأطلق 4 مقذوفات استقر كل منها في الدبابات.

صائد الدبابات محمد عبد العاطي
صائد الدبابات محمد عبد العاطي

وبسبب ما حدث توقف العدو الإسرائيلي عن إرسال قوات لمدة 5 أيام وبعد انقضاء المدة ظهرت دبابة معادية وظلت تطلق نيرانها على المواقع، ولكن في تلك المرة واجه “عبد العاطي” الدبابة بمفرده.

ثم ظهرت في الموقع دبابتين أخريات كانت تلف تدور حول الموقع وكان أمام المجند المصري مهمة ضرب الدبابات التي لم   يظهر منها سوى البرج وماسورة المدفع, والضرب في البرج.

فضل “عبد العاطي” أن يحتفظ بالذخيرة ويراقب الدبابة ويجعلها تحت ملاحظته ليطلق العدو  أكثر من 30 طلقة ثم سكتت فأدرك الأول أن ذخيرة العدو قد نفذت وما أثبت صحة تفكيره هو عندما شاهد أحد فراد دبابة العدو يصعد فوق البرج ليرى الذخيرة، ليستغلوا  الفرصة ويسددوا إليهم صاروخًا فجرهم وقتل من بداخل الدبابة، وذلك تصبح دبابات العدو التي تم تدميرها 23 دبابة وقتلوا.

عبد العاطي ورفاقه رجالًا اثبتوا أن حب الوطن واجبًا يجري في عروقهم والدفاع عن أرضهم هدف ولدوا لأجله، وأن قتل العدو وإنهاء الحرب أمر لا مفر منه، وأن تحرير أرضهم هو هدفهم الأسمى ليتوفى صائد الدبابات في 9 ديسمبر 2001 ليترك خلفه اسم بطلًا محفورًا في الأذهان.

إقرأ أيضًا.. حرب أكتوبر .. ذكريات تستعصي على النسيان (6–9) يوم 10 أكتوبر “هدوء ما قبل العاصفة”

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان