“بعد 47 سنة” الميزان يحاور الدكتور فايق ساويرس الذي جعل فرنسا تستورد الفاصوليا المصرية

أغفلت كتب تاريخ الاقتصاد اسم الدكتور فايق ساويرس من تاريخ العلاقات الزراعية بين مصر وفرنسا والتي بدأت في النمو المتزايد منذ سبعينيات القرن الماضي ووصلت إلى ذروتها خلال العامين الماضيين.

اقرأ أيضًا 
حين صدرت بنها الطين إلى ألمانيا واستوردت بلغاريا الحنة من الشرقية

رغم ما حدث قبل 47 عامًا إلا أن اسم الدكتور فايق ساويـرس لا يندرج فقط في باب أنه المصري الذي فتح شهية المطبخ الفرنسي على طبخ المحاصيل المصرية، وإنما هو أحد أهم رموز زراعة الفاصوليا في مصر إذ يزرعها من العام 1965 وأسهم بشكل كبير في تحسين زراعتها وتصديرها للخارج، وكتب سلسلة من الدراسات فيها منها انتاج الفاصوليا للتصدير ـ الفاصوليا المتسلقة.

بالفاصوليا .. ماذا فعل فايق ساويرس عام 1973 م ؟

في عدد 888 من مجلة صباح الخير الصادرة يوم 11 يناير عام 1973 م جاء اسم الدكتور فايق ساويرس فارس كأحد أبرز الوجوه الشابة الناجحة، إذ تمكنت هيئة البحوث الزراعية من إجراء أبحاث على نبات الفاصوليا وقام بهذه الأبحاث الدكتور فايق الحاصل على ماجستير في العلوم الزراعية وزميلته إلهام إبراهيم واستغرقت الأبحاث مدة 6 سنوات.

بحسب المجلة فإن الأبحاث أجريت في معامل مراقبة بحوث الخضر بالدقي تحت إشراف الدكتور سيد حسن نصار، وعندما توصل فايق ساويرس وزميلته إلى هذا النوع الجديد من الفاصوليا تلقت وزارة الزراعة طلبًا من فرنسا لاستيراد كمية كبيرة منها.

عقب الدكتور سيد نصار «مراقب بحوث الخضر» وقتها على هذا الإنجاز بقوله «إن هذا النوع مستنبط بالتهجين بين الصنف المحلي جيزة 3 وصنف آخر فرنسي اسمه فان دي فيل نيف، وتميز بأن بذوره صغيرة ونسبة اليافة منخفضة عن النوعيين الأصليين وكفاءته الإنتاجية أعلى.

من الناحية الاقتصادية فإن سعر تسويق مرتفع جدًا في السوق العالمية إذ يزيد سعره عن الفاصوليا العادية بحوالي 90 %، وقررت لجنة المناقشة التي ترأسها الدكتور كمال رمزي استنيو «مدير المنظمة العربية للزراعة والأغذية» منح فايق ساويرس درجة الامتياز نظرًا لأهمية البحث زراعيًا واقتصاديًا.

عقب قرار اللجنة قال فايق ساويرس «إن سر اختيار اسم نجاح لهذا الصنف الجديد هو أننا كمصريين قادرين على تحقيق النجاح ما دمنا نبذل الجهد بإخلاص ولكن شركات التصدير طالبت تغيير هذا الاسم لأن نطقه باللغات الأجنبية صعب، فاخترنا له اسم النيل».

موقع الميزان يتواصل مع فايق ساويرس

تواصل موقع الميزان مع الدكتور فايق ساويرس بعد 47 عامًا من خبر مجلة صباح الخير عنه، وهو حاليًا يشغل منصب أستاذ دكتور متفرغ بمعهد بحوث البساتين ـ مركز البحوث الزراعية، وحكى عن كواليس فاصوليا النيل.

إقرأ أيضا

غروب شمس المليشيات

قال الدكتور فايق ساويرس «كان العام 1973 صعبًا إذ كنا نصدر فاصوليا جيزة 3 وكانت أوروبا تعتبره فاصوليا رديئة وأطلقت عليه لقب فاصوليا كلابي، فوجدت صنف جيد اسمه بورونكو والكل هاجمني بسببه لأنه كان منتج أجنبي، وقلت لا عيب من أنه أجنبي لكننا سنزرعه في مصر بأبحاثنا».

وكشف الدكتور فايق في تصريحه لموقع الميزان أن الدكتور سيد نصار هو الذي منحه الفرصة ولم يستجيب للأصوات الرافضة حيث قال «إدو لفايق فرصة سنة، لو لقينا المزارع خد النوع دا خلاص، لو لقيناه اشتكى اقطعوا رقبته»، مشيرًا إلى أن زميلته الدكتورة إلهام إبراهيم تعيش الآن في الولايات المتحدة الأمريكية بعدما سافرت إليها عام 1980 م.

وعن وصف مجلة صباح الخير له بالنجاح سنة 1973 م قال «الإنجاز الحقيقي يكمن في الاكتفاء الذاتي، كنا نستورد كميات ضخمة من الفاصوليا الجافة البيضاء حتى سنة 1990 م، وقابلت وكيل الزراعة وقال لا يوجد لدينا اكتفاء ذاتي فطلبت منه فرصة سنتين للتصدير إلى أوروبا جنبًا إلى جنب مع دول حوض الأبيض المتوسط، والآن صرنا نصدر 44 ألف طن، والآن فإن البلد كلها دخلها فاصوليا جيزة 4».

واختتم الدكتور فايق ساويرس تصريحه بالإشارة إلى مشاريعه الحالية حيث قال «لدينا مشاريع لتصدير فاصوليا ملونة إلى إيطاليا وأنحاء الدول الأوروبية ونعمل عليها الآن».