همتك نعدل الكفة
257   مشاهدة  

بعد تصريحات تعجيزية.. لماذا لا يمكن تهجير الفلسطينيين إلى صحراء النقب؟

صحراء النقب
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في إبريل/نيسان 2023، اشتعلت الأزمة في السودان بين قوات الدعم السريع بقيادة” محمد حمدان دقلو” ( حمدتي) وبين قوات الجيش السوداني “عبد الفتاح البرهان “وباتت حدود مصر الجنوبية مشتعلة جراء هذه الأزمة المسلحة.

وتدرك القاهرة جيدًا إن استقرار السودان من أهم مرتكزات الأمن القومي المصري، لذلك عملت على احتواء هذه الأزمة سياسيًا وأمنت حدودها الجنوبية والجنوبية الشرقية عسكريًا، إلى جانب السماح للسودانيين بالدخول إلى مصر والاندماج بين شعبها، وإلى الآن تحاول مصر تدارك هذه الأزمة سياسيًا كونها تؤثر تأثيرًا كبيرًا على استقرار الحدود الجنوبية.

الحدود الغربية المصرية 

وفي الحدود الغربية تعاني مصر من النزاع المستمر وعدم استقرار الدولة الليبية منذ 2011 وإلى الآن، ومنذ اللحظات الأولى كانت مصر حاضرة في المشهد الليبي باعتبارها  أهم مرتكزات الأمن القومي المصري برًا وبحرًا، لذلك فإن مصر تصدت بقوة لخطر التنظيمات الإرهابية التي اتجهت نحو تحويل ليبيَا إلى قاعدة عمليات لأنشطتها في شمال إفريقيَا وجنوب البحر المتوسط.

ومن أهم تصريحات القيادة السياسية المصرية حول الحدود الغربية المشتعلة قال الرئيس السيسي في العام 2020 أن الجيش  قادر على الدفاع عن مصر داخل وخارج حدودها، محذرًا من أنه لن يسمح بأي تهديد لأمن حدود مصر الغربية، ومشددًا على أن مدينتي “سرت” و”الجفرة” في ليبيَا خط أحمر بالنسبة لمصر، وإلى الآن هناك تأمين كبير على حدود مصر بريًا وبحريًا.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2023 اشتعلت الحدود المصرية الشمالية، والشمالية الشرقية جراء القصف المستمر والمتصاعد من قبل دولة الكيان المحتل على قطاع غزة، ومنذ اللحظات الأولى للمجازر الحاصلة في فلسطين كانت الدولة المصرية على قدم وساق لاحتواء الأزمة.

 وتدرك القيادة المصرية السياسية والعسكرية إن الهدف من هذه التصعيدات في غزة هو مصر، وقد تحققت هذه الرؤية إذ تحققت هذه الرؤية حينما أدلى مسؤول عسكري في قوات الاحتلال  بتصريحات يطالب فيها سكان غزة بالهروب من الضربات والغارات الجوية نحو سيناء وهو ما آثار غضب الرئيس المصري، والمصريين عمومًا.

تصاعدت الأحداث في الحدود الشمالية والشمالية الشرقية المصرية لا سيما بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن إرسال حاملة الطائرات ” “يو أس أس دوايت أيزنهاور” إلى شرق المتوسط لتنضم إلى شقيقتها حاملة الطائرات ” جيرالد فورد”، إلى جانب مساندة الولايات المتحدة و المنيا وإيطاليا و فرنسا وانجلترا قوات الاحتلال الإسرائيلي في القصفات التي يتعرض له قطاع غزة.

وفي اجتماع الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” بالمستشار الألماني” أولاف شولتس” الأربعاء الموافق 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أكد ” السيسي” أن استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة من شأنه تفاقم الأوضاع في المنطقة ومن ثم الخروج عن السيطرة.

وفي تحذيرات شديدة اللهجة أرسلها الرئيس المصري إلى العالم أنه بتهجير سكان غزة إلى سيناء يعني نقل القتال إليها ومن ثم ستقابل مصر التصعيد بالتصعيد دون النظر إلى أي معاهدات بين الدولة المصرية وإسرائيل .

ومن بين التصريحات التعجيزية التي آثارت الجدل خلال يومين، تصريح ” السيسي” بأنه إذا أرادت إسرائيل تهجير سكان غزة لحين الانتهاء من حركة حماس، فإنه يجب تهجيرهم أو نقلهم إلى صحراء النقب لا إلى سيناء، هذا التصريح آثار غضب البعض مما أخذتهم الحماسة دون فهم حقيقة التصريح فهو تصريح تعجيزي لا شيء غير ذلك، ويمكن فهم هذا من خلال النقاط التالية:

1ـ في تصريحات لأول رئيس وزراء إسرائيلي ” ديفيد بن جوريون” إنه قال :” من الصعب قيام دولة اليهود دون صحراء النقب”.

2ـ تنفق إسرائيل مليارات الدولارات للاستثمار في صحراء النقب لإقناع أغلب اليهود بالانتقال إليها بدلًا من وسط إسرائيل المزدحم.

3ـ تشجع المنظمات الصهيونية الطلبة في إسرائيل على الاستثمار في صحراء النقب وإعمارها، وتنفق في سبيل ذلك المليارات.

4ـ تشكل  صحراء النقب نحو 80% من مساحة إسرائيل، ورغم المساحة الشاسعة إلى إن غالبية سكان هذه المنطقة من غير اليهود، فإذا انتقل إليها أحد من غزة أو الضفة الغربية فسيسيطر عليها العرب بشكل كامل بالتالي لا وجود لإسرائيل طبقا لما ذُكر في النقطة الأولى.

5ـ تعمل حكومات دولة الاحتلال منذ المؤسس الأول وإلى الآن على زيادة أعداد اليهود إلى خمس مليون شخص، إلا أن الواقع عكس ذلك طبقا لما ذكرته الحكومة الإسرائيلية، حيث إن عدد اليهود في صحراء النقب نصف مليون شخص يهودي فقط، بالتالي فإن اليهود أقلية شديدة مقارنة بالعرب في هذه المنطقة.

6ـ يرتكز في صحراء النقب قواعد ومطارات ومنشآت عسكرية إسرائيلية وأهمها مفاعل ” ديمونا” النووي.

إقرأ أيضا
سماح ممدوح

7ـ يوجد في ” النقب”  قاعدة رامون الجوية إحدى أكبر وأهم القواعد الجوية الإسرائيلية ذات الأهمية الاستراتيجية، وشيدت هذه القاعدة بتمويل أمريكي خالص.

8ـ كما يوجد ” النقب” قاعدة حتسريم الجوية، وبها أكاديمية الطيران التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي .

9ـ ويوجد في ” النقب” مطار “رامون” وهو مطار إسرائيلي دولي أُنشئ بديلًا لمار إيلات.

10ـ ومن المنشآت الإسرائيلية المشيدة في صحراء النقب محطة طاقة شمسية، إلى جانب الجامعات والمشروعات الزراعية والاقتصادية هناك.

بعد العرض السريع لما تعنيه صحراء النقب بالنسبة لدولة الكيان المحتل فإننا نرى بوضوح أن تصريح ” السيسي” كان تصريح استفزازي تعجيزي لدولة الاحتلال، فإنه من المستحيل أن تعمل إسرائيل على تهجير أيًا من سكان قطاع غزة أو الضفة الغربية لهناك، فهذا بمثابة انتهاء دولة الاحتلال.

اقرأ أيضًا : بين حرب أوكرانيا وغزة.. ماذا فعل الغرب

الكاتب

  • صحراء النقب مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان