بقرار رئاسي إلغاء “حظر الموسيقى” في تركيا
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
عاشت تركيا ثلاثة سنوات من حظر الموسيقى الحية بدأت في مايو/ آيار 2020م؛ قرار أثار غضب الموسيقيين الذين أعلنوا احتجاجهم أكثر من مرة، حتى قرر الرئيس المعاد انتخابه لولاية ثالثة، رجب طيب أردوغان، إلغاء الحظر نهائيًا في جميع الولايات. القرار مر بعدة محطات قبل أن يتم رفعه، حيث بدأ بعد شهرين من إعلان كوفيد-19 جائحة عالمية، ثم صدر قرارًا بتخفيفه في نهاية 2021م، لينتهي أخيرًا في يونيو/ حزيران الجاري.
كانت أنقرة قد فرضت حظرًا على الموسيقى الحية عقب إعلان كورونا وباء عالمي، لتصبح الحفلات الموسيقية ممنوعة تمامًا في المطاعم والنوادي والأماكن العامة. وعلى الرغم من تأثير هذا القرار سلبًا على العاملين في المجال الترفيهي والسياحة؛ تم تطبيقه بصرامة وصلت إلى تدخل الشرطة وفرض عقوبات على المخالفين.
جدير بالذكر أن حظر الموسيقى سبق وتم تطبيقه في ولايات مثل إزمير قبل سنوات من تفشي ظهور كورونا، حيث أعلنته بلدية الولاية في عام 2018م بدءًا من الواحدة بعد منتصف الليل داخل المركز ومن الثالثة صباحًا خارجه، لمدة أربعة أشهر. جاء هذا ضمن محاولات للحد من الضوضاء في الولاية التي تعتبر وجهة سياحية مشهورة في الصيف، تضمنت فرض حد أقصى لمستوى الموسيقى لا يتجاوز 75 ديسيبل.
ردود فعل غاضبة بعد تضرر مليون شخص بسبب حظر الموسيقى
حتى يونيو/ حزيران 2021م كان حظر الموسيقى مرتبطًا بظروف الإغلاق العام بسبب كورونا. لكن قرار أردوغان بتخفيفه ليبدأ من منتصف الليل بدلًا من تطبيقه بشكل عام؛ أثار حفيظة الموسيقيين على عكس المتوقع. الامتعاض الذي أبداه رئيس نقابة المعلقين الموسيقيين؛ سببه تصريح الرئيس بعد اجتماعه مع الحكومة وإعلان التخفيف، حين علق قائلًا “معذرةً، لا يحق لأحد أن يزعج أحد ليلًا”. حيث انتقد البعض أسلوب أردوغان، مطالبين بفك حظر الموسيقى الحية مع مراعاة الإجراءات الاحترازية، وتوضيح شروط السماح الممتد حتى منتصف الليل.
استمرت احتجاجات حظر الموسيقى التي تبنتها المعارضة التركية والعاملون في صناعة الموسيقى، حتى بعد إعلان وزارة الداخلية في مايو/ آيار المنصرم تخفيف الحظر مرة أخرى ليبدأ من الواحدة صباحًا بدلًا من منتصف الليل. أتى التخفيف الأخير بعد مؤتمر صحفي مشترك للمعارضة والموسيقيين؛ طالب بإنهاء الحظر الذي تسبب في صعوبات مالية عاشها العاملون في مجال الترفيه.
مليون شخص مع عائلاتهم عانوا من القرار الذي استمر ثلاث سنوات؛ الأمر الذي دفع المعارضة للاحتجاج على تطبيق حظر الموسيقى رغم رفع قرار الكمامة الإلزامية قبل بضعة أشهر. فيما أشار أحد قيادات العاملين في مجال السياحة إلى الصعوبات المالية التي يواجهها القطاع بسبب القرار، ناهيك عن المعاناة التي سببها رفع أسعار الكحول بنسبة 48% مطلع العام الجاري.
وأخيرًا تركيا تستقبل موسم الصيف بالموسيقى
بدأ رفع حظر الموسيقى في أنطاليا وإزمير وموغلا، أحد أشهر الوجهات السياحية في تركيا، حيث رفعت القيود الاحترازية في تلك الولايات الساحلية تباعًا على مدار ثلاثة أيام. القرار قوبل بالترحاب من أصحاب الأعمال في إزمير إلا أنهم اعتبروه ناقصًا؛ لأنه يستمر حتى الرابعة صباحًا فقط، في حين تبقى الأعمال التجارية مفتوحة حتى الخامسة صباحًا. كما يسمح لحاكم المنطقة بتعديل تلك المواعيد.
استمرت المطالبات بتعميم رئاسي يلغي حظر الموسيقى تمامًا بعد تخفيفه. ولم يكد يمضي يوم على رفع الحظر عن الولايات الثلاث حتى استجابت الرئاسة، وأعلنت جمعية الموسيقيين رفع القيود نهائيًا في جميع أنحاء البلاد، مع توجيه الشكر للوزارات والأشخاص الذين ساهموا في صناعة القرار.
هذا العام تستقبل البلد التي تعتبر وجهة سياحية هامة موسم الصيف بحرية موسيقية، وتعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا لأول مرة بعد حظر دام ثلاثة أعوام. فيما يحاول قطاع السياحة والترفيه التعافي اقتصاديًا، بعد معاناة مع الإجراءات الاحترازية، والتضخم، وضرائب الكحول.
الكاتب
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال