بلاش تبوسني في عينيا وسلم عبدالوهاب
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
هل تتصور أن هناك أغنية هزت مصر في أربعينيات القرن الماضي؟ بلاش تبوسني التي غناها محمد عبدالوهاب هي تلك الأغنية ولكن لماذا تسمت بهذا الاسم، وماهي الظروف المحيطة بإنتاجها.
الأغنية من كلمات الشاعر الكبير “حسين السيد” المولود في العام 1916 في إسطنبول لأب مصري وأم تركية، بعدها انتقل الجميع إلى مصر، بشكل أو بآخر لم تتضح تفاصيل الصداقة، التي باتت وثيقة بين المطرب والملحن الشهير “عبد الوهاب” والشاعر المبدع “حسين السيد” لكنها صداقة امتدت على مدار سنوات طويلة، حتى وفاة حسين السيد عام 1983.
عرف عن حسين السيد كلماته الرقيقة، تماما كمظهره الوسيم، الذي كان يؤهله للعمل في السينما التي حل عليها ضيفا مرات قليلة من أبرزها دوره في فيلم “رسالة من امرأة مجهولة” للبني عبد العزيز وفريد الأطرش، لكن يبدو أنه فضل دوره كشاعر غنائي، تسيد عالم كتابة الأغنية من الأربعينيات حتى الثمانينات، أربعة عقود متواصلة من النجاح والتعامل مع أكبر أساطين الفن العربي، ما بين عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ، صباح، فايزة أحمد، شادية وفريد الأطرش.
أما عن قصة أغنيتنا “بلاش تبوسني”، فقد سمعتها سابقا بصوت “حسين السيد” نفسه في إحدى لقاءاته في الراديو، حيث قال: بأنه كان في زيارة لوالدته، وكانت عادته أن يغمرها بالقبلات وقت رحيله، وحدث وأن قبلها في عينيها، فنهرته قائلة “البوسة في العين بتفرق”، كان لهذه الجملة رنين الجرس في ذهن الشاعر المبدع، وظلت الجملة حتي خرجت الأغنية للنور، يستطرد “حسين” قائلا: أنه كان علي موعد مع “عبد الوهاب” وتوقف لكتابة الأغنية علي “سلم” عمارة “عبد الوهاب”، ولما سأله صديقه عن سبب التأخير، قرأ عليه الكلمات، التي أعجبته بشدة وأصر علي تلحينها في نفس اليوم.
ظهرت أغنية “بلاش تبوسني” ضمن أحداث أغنية “ممنوع الحب” الذي قامت “رجاء عبده” ببطولته مع “عبد الوهاب”، حيث ظهر عبد الوهاب كأنه يعمل علي أحد رسوماته الهندسية، مرتديا “الروب دي شامبر” الذي يحمل حرف ال”عين” رمزا لعبد الوهاب وتدخل عليه حسناوات كثر في شقته، وتبدأ الاغنية ويبدأ الغناء. جدير بالذكر أن هذه الأغنية شهدت الظهور السنيمائي الأول ل”مديحة يسري” و “ليلي فوزي”، حيث كانتا مجرد وجهين جميلين بصحبة “سفاح النساء” آنذاك “عبد الوهاب”.
الكاتب
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال