بين الباتون ساليه والباليه..الباليه يكسب! عن حمو بيكا

لست من هواة أغاني المهرجانات، كما أنني لست من سميعة “حمو بيكا” ولكنني أؤمن أن الفن هو أكبر وسيلة للتعبير عن النفس البشرية، وربما لولا لون من ألوان الفنون يسمى “أغاني المهرجانات” لانفجرت شريحة من الناس بوجه المجتمع كله بشيء يبتعد تمامًا عن روح الفن.

 انتشر منذ أيام فيديو من برنامج “القاهرة الآن” للإعلامية “لميس الحديدي“ وهي تسأل حمو بيكا عما يكسبه من وراء اليوتويب، فحاول الهروب من الإجابة ولكن لم تفلح محاولته أمام سؤال لميس المباشر، فأجاب:

“بيدخلي تسعين ألف جنيه في الشهر”

رغم أن هذا الحوار مر عليه شهور، إلا أن من أعاد نشر الفيديو يعلم جيدًا أنه سيثير الجدل بعد الفيديو المنتشر لحمو بيكا المشهور بفيديو “الباتون الباليه”

نشرت صفحة  جريدة “الدستور” بعد انتشار فيديو مكسب “حمو بيكا” من اليوتيوب صورة تجمع حمو بيكا ودكتور مشالي رحمه الله الذي زُج باسمه في هذا الخلاف قبل وفاته بيوم واحد، وكُتب على الصورة “وذو جهل قد ينام على حرير..وذو علم مفارشه التراب” في إشارة للمكاسب التي يكسبها حمو بيكا من وراء اليوتيوب واتهامه بالجهل وعدم استحقاق هذه الأموال.

رد حمو بيكا حول ما نشرته صفحة “الدستور” بصفحته الرسمية بفيس بوك وقال:

“اولا لكل اخواتي المتعلمين شرف كبير ليا أن صورتي تتحط جمب والدي بس انا مش اختياري أن أكون جاهل زي مبيقولو و العيب علي جريدة الدستور إن فيها ناس مثقفة و تكتب الكلام دة و دة اسمة تنمر انتو اللي بتحرضو الناس انا الي انا اتعلمتو هتقعدو سنين تتعلموه من الحياه و انا حقي جاي بالقانون وعلى فكرة مش أنا اللي “كاتب! المستشار خميس عطا

بالتأكيد حمو بيكا ليس مسؤولًا عن تحقيق العدالة الاجتماعية، وليس مسؤولًا عن التفاوت الكبير بين المرتبات، وما يكسبه من وراء اليوتيوب لا علاقة له بالمرتبات التي يتقاضها الناس.

حمو بيكا ليس أول من كسب من وراء اليوتيوب ألفات من الفنانين، وليس أول فنان لم يحظَ بتعليم كافٍ، أو لا يتحلى بالثقافة، فهناك من الفنانين من صرح بتصريحات أصابت المعجبين بالذهول، ولا نستطيع وصفها سوى بجهل صاحبها، ورغم ذلك لم نرَ كلامًا جارحًا ومباشرًا مثل هذا كُتب حول تصريحاتهم.

الأزمة طبقية بشكل كبير، كما قال أحد الأصدقاء عن مغن آخر من مشاهير أغاني المهرجانات “شكله مش عاجبني” نهى المناقشة معي بهذه الجملة.، وكما اعترض الناس على جملة “أشرب خمور وحشيش” بأغنية “حسن شاكوش” و “عمر كمال” فيما يستمعون لعشرات الأغنيات لمشاهير تحتوي على ألفاظ وإيحاءات لا يتسع لها هذا المقال للحديث عنها.

 أغنية منهم تدعو للبيدوفيليا _أي اشتهاء الأطفال_ومرت على آذان الجميع مرور الكرام لأن من غناها مغني شهير “شكله عاجبهم” يرتدي بدلة على الموضة  ومن طبقة مختلفة.

إقرأ أيضا

بطن الحوت وماذا حدث في جمصة الجزء الثاني؟

في الفيديو الشهير الذي كرر فيه بيكا “باتون باليه” بدلًا من قول “باتون ساليه” في محاولاته تسجيل أغنية  جديدة. لاحظت الجدية على وجه  بيكا في محاولة تعلم الكلمة الصحيحة، فيسأل كل مرة عن النطق الصحيح بنفس الجدية رغم ضحك من حوله  من الموقف الطريف التزم بالمعافرة بكل مرة  كرر فيها الجملة.

ضحكنا جميعًا من الموقف الخفيف، ولكن هذا لا يسمح لأحد بالمقارنة بينه وبين من نشأ ببيئة  لم تساعده على استكمال طريق التعليم، أو تحميله مشكلات عدم تحقيق العدالة الاجتماعية.

وقد قال بيكا  عن ماضيه “أنا مش اختياري أن أكون جاهل زي ما بيقولوا” فيما أقول: أن بيده الآن اختيار طريق التعليم، ولا توجد حجة في الكون بعدما تيسر له من مال تجعله يستغنى عن التعلم.

لو خيروني بين الباتون ساليه والباتون باليه، فسأختار الباتون باليه؛ لأنه خفيف الظل ولا يحكم على الآخر!