همتك نعدل الكفة
151   مشاهدة  

بين السياسة والرياضة.. خطيئة وصف محمد صلاح بـ فخر القطط لا العرب!

فخر القطط
  • - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد



لو دخلت السياسة في الرياضة أفسدتها كما تفسد كل شأن تدخل فيه؛ فلو تعلق الأمر بالرياضة وحدها فإن النجم الكبير محمد صلاح هو فخر العرب بلا منازع، أي نجمهم الكبير في الملاعب الأوروبية العالمية ومحل تباهيهم وإطهار مزاياهم وفضائلهم، ولو دخلت السياسة في الرياضة فأنه فخر القطط لا العرب، هكذا، في سخرية واضحة منه إذ أعلن محبته للحيوانات ولم يعلن تعاطفه مع الفلسطينيين ولا القدس ولا الأقصى، فجعلوا منه فخر القطط !

لا أدري لماذا يريد الناس من المشاهير عموما، لا سيما مشاهير الفن والرياضة، أن تكون لهم آراء معلنة بشأن ما يجري من الأحداث؟! ولا أدري لماذا يريدون أن توافق آراء هؤلاء آراء الجموع، بالمسطرة الدقيقة، أيا كانت هذه الآراء؟!.. المهم أن هذا هو الواقع الذي نعيشه بالفعل، وأن التفتيش في الضمائر صار موضة كل من هب ودب، ومحاولة إخضاع الناس لرأي معين باتجاه معين أصبح لعبة يتسابق إليها الطيبون والمريبون على حد سواء..

لا أحد من قبل شكك في انتماء صلاح لعروبته، ولا انحيازه إلى قضايا أمته، ومع هذا، ولأنه سكت وقتا عن الإدلاء بدلوه في أحداث غزة الآن، لأي سبب من الأسباب، اتهمه المتهمون بالتخلي واللاقومية، وربما الخيانة في أفق قادم!

يكون صلاح سيئًا تمامًا إذا أضاع كرة أمام مرمى الخصوم، سواء كان يلعب في ناديه الإنجليزي حينئذ أو منتخبه الوطني، كلنا يمكن أن نقول مثل ذلك في حينه، ولا نعاب، أما أن نذمه ونتهكم عليه لأنه لم يشارك برأيه في أحداث سياسية معقدة فهذا هو الخبال بعينه، وربما قرر المشاركة لاحقا لكنه يتأمل المشهد الآن صبورا متمهلا، أو يعطله معطل لا ندركه، وربما شارك فعليا بشيء قيم أقرته دواخله ولم يشأ الإفصاح عنه، وهذا حقه بالمناسبة (ذكرت بعض الصحف أنه تبرع فعليًا لمؤسسة الهلال الأحمر المصري، المسؤولة عن إيصال الدعم الطبي والنفسي إلى فلسطين الحبيبة، حددت صحف ومواقع عديدة قيمة ما تبرع به بمبلغ مليون دولار، ثم نشر فيديو، على صفحاته كلها، تكلم فيه باللغة الإنجليزية، وكان أهم ما قاله إن المساعدات يجب أن تصل إلى غزة فورًا، والإنسانية يجب أن تسود).

كثيرون منا يحبون ابتزاز المشاهير للأسف، ويحبون توجيههم كأنهم ليسوا راشدين، مع أن مشاهير الفن والرياضة لو تكلموا، في ظروف سياسية معقدة

ثانية لا يحب الناس الخوض فيها؛ فإن المنع مصيرهم الحتمي لأن الكلام لا يكون مطلوبا منهم حينذاك، بل قد يقول قائلون كثيرون وقتها: ما شأن الفنان والرياضي بالسياسة أصلا؟!

هي قسوة ما، لا أدري ممن ورثناها، ولكن التاريخ العربي نفسه حافل بمثلها للأمانة، ومهما وعينا وتطورنا فنحن أبناء ذلك التاريخ القهري العاج بالضغط المذل والاستغلال المهين..

إقرأ أيضا
أطعمة

ارفعوا أيديكم عن الممثل والمغني ولاعب الكرة، ومن إليهم، واحترموا الحريات الشخصية للآخرين، فإن الحرية الشخصية أم الحريات التي تدعون أنكم تسعون إلى تحقيقها في ميادين الثورات.. لا صلاح قصر فنعاقبه معنويا، كما عاقبناه، ولا حتى لو كان قصر فالمطلوب أن نسارع بمعاقبته كأننا أصحاب الأمر وملاك مفاتيح  السجون ومغاليقها.. “مو” مهم ورائع وسيظل كذلك في إطار ما يعمله، والقطط، بالمناسبة، أشرف من كثير من الخلق!!

الكاتب

  • فخر القطط عبد الرحيم طايع

    - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان