همتك نعدل الكفة
211   مشاهدة  

تاء التأنيث في غزة.. معاناة من نوع آخر

نساء غزة و الدورة الشهرية


الحرب في غزة بالنسبة للنساء ليست واحدة فهم يخوضون حربين الأولى مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، والثانية مع معاناتهم مع الدورة الشهرية والتي تهدد صحتهم الجنسية مع مرور أكثر من 100 يومًا على الحرب أي ثلاث مرات أتت بها الدورة الشهرية للنساء، وغيرها من النساء الحوامل والتي على وشك الولادة والتي تتعرضها بها لنزيف حاد ، في ظل انقطاع المياه وعدم توافر الفوط الصحية بعد المحاصرة التي يتعرض لها القطاع.

منذ بداية الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، ونزح أكثر من 1.4 مليون شخصًا داخليًا نصفهم من النساء متكدس مئات الآلاف منهم في ملاجئ مكتظة بشكل خطير ما يشكل مخاطر جسمية لتفشي الأمراض.

ومن بين هولاء النساء 50 ألف امرأة حامل منهمن 5 آلاف و500 ألف على وشك الولادة محاصرون داخل القطاع مفتقرين إمكانية الوصول إلى خدمات الولادة والرعاية الجنسية بعد نفاذ الإمدادات المنقذة للحياة بعدما قصف الاحتلال أكثر من 130 موقعًا طبيًا وصحيًا على نحو مباشر منذ بدء الحرب، وفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان.

النساء في غزة
النساء في غزة

ففي قطاع غزة لم يعد يوجد سوى 3 مستشفيات فقط تقدم خدمات الولادة والرعاية الصحية للنساء هم (شهداء الأقصى، والتحرير بمجمع ناصر الطبى والإماراتى برفح) ومع النفاذ المستمر للإمدادات الحصار المشدد والهجمات المستمرة من قبل قوات الاحتلال أصبحت حياة أكثر 680 ألف امرأة معرضة للخطر، بسبب عدم تمكنهم من الحصول على كافة مستلزمات الرعاية الصحية.

ووفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، فإنه يوميًا تلد نحو 180 امرأة، وتتعرض 15% منهن أي ما يزيد عن 25 امرأة لمضاعفة الولادة نتيجة حرمانهن من الرعاية الطبية الأساسية ومنهم من يتعرض لاستئصال الرحم.

النساء في غزة
النساء في غزة

وبلغت نسبة استئصال النساء في غزة لأرحامهن 6%، وفقًا لطبيبة النساء والتوليد الفلسطينية هيا حجازي.

في مخيمات الأيواء بمدينة رفح، تقطن هديل عبدالله 21 عامًا بجانب 29 شخصًا غيرها يحتمون في خيمة لا تحميهم من برودة الطقس، تعاني من اضطرابات نفسية بسبب عدم تمكنها من حصولها على متسلزمات الدورة الشهيرة بجانب عدم وجود أي مسكنات لتهدئة الآلم التي تشعر بها خلال تلك الفترة من الشهر.

“حرفيًا الوضع كارثي”.. لم تتمكن الفتاة التي تعرضت لفترة الحيض 3 مرات أن تحصل على مستلزماتها من الفوط الصحية نتيجة الحصار الشديد عليهم فضلًا عن نفاذ المعروض منها وفي حالة توافرها في إحدى الأماكن تكون أسعارها باهظة لا يتحملون تكلفتها.

تلجأ الفتاة العشرينية ومن معها من نساء إلى ابتلاع حبوب منع نزول الدورة الشهيرة والذين تمكنوا الحصول عليه في البداية ثم بعد مرور الوقت أصبح الحصول عليه أمرًا مستحيلًا، بعدها لجأت الفتاة إلى استخدام ما تحتويه من قماش لكن في ظل الأوضاع الراهنة من انقطاع المياه وتوافرها ساعة واحدة في اليوم وهي الساعة التي يتسارع فيها الجميع للدخول إلى دورات المياه الملوثة تعرضوا إلى الإصابة بأمراض أخرى.

نساء غزة و الدورة الشهرية
نساء غزة و الدورة الشهرية

“تعب الدورة الشهرية فظيع طول فترة الدورة لانو ما في تغذية صحية وما في راحة نفسية وبسبب قلة النضافة اللي أحنا عايشين فيها انتشر الكبد الوبائي وأمراض معدية آخرى”.. تقول “هديل” لـ “الميزان

وفقًا للمركز الإعلامي الحكومي في غزة، فإن 355 ألف حالة من بينهم 1.8 مليون نازح داخل مراكز النزوح تم توثيق إصابتها بأمراض معدية.

يؤكد مديرعام جمعية العودة الصحية والمجتمعية، الدكتور رأفت المجدلاوي، لـ “الميزان” أن تناول النساء لحبوب منع نزول الدورة الشهرية يُمثل خطرًا كبيرًا على حياة النساء خاصة إذا امتدت لمدة طويلة حيث من الممكن أن تتسبب في تشكيل أورام في الثدي وتؤثر على المزاج النفسي للسيدة وتؤدي إلى حدوث اضطرابات هرمونية إضافة لزيادة الوزن عند السيدة.

وكما ذكرنا سابقًا أن مراكز الأيواء والمخيمات تعاني من انقطاع المياه في اليوم بخلاف ساعة واحد ما يعني افتقارهم للنظافة والرعاية الصحية، تؤكد طبيبة النساء والتوليد الفلسطينية الدكتور هيا حجازي، أن تدهور النظافة الشخصية للنساء أثناء فترة الحيض يتسبب في خطر للنساء بسبب النزيف بنسبة تتراوح ما بين 40 إلى 50% وفي فترة ما بعد الولادة يزاد خطر النزيف خمسة أضعاف، وفي حالة لم تتوافر الرعاية الصحية تصبح نسبة تعرضهم للوفاة لـ 90%.

تُضيف “حجازي” لـ “الميزان” أن العديد من النساء من يمتلكون بعض الفوط الصحية التي قاموا بتأمينها في بداية الحرب يضعون فوطة واحدة في اليوم فقط، ما يتسبب في إصابات بالتهابات مهبلية شديدة.

النساء في غزة
النساء في غزة

وتحتاج الفتاة والمرأة خلال فترة الحيض لـ 20 فوطة صحية بحد أدنى خلال أيام الدورة الشهرية وينصح الأطباء بتغيرها عدة مرات في اليوم الواحد لتجنب الإصابة بالأمراض.

ويقول استشاري نساء وولادة ومدير طبي في جمعية العودة الصحية والمجتمعية بغزة الدكتور ياسر شعبان، بأن عدم وجود الفوط الصحية وقلة المياه وانعدام النظافة الشخصية الناتجة عن النزوح للخيام والمدارس ومراكز الإيواي يؤدي إلى الإصابة بالالتهابات مهبلية وفي بطانة الرحم وفي الأنابيب والتي تؤدي إلى رفع الإبنبوب.

ويؤكد “شعبان” لـ “الميزان” أن الألتهابات المهبلية تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض النسائية وقد تصل إلى استئصال بعض الأعضاء مما يؤدي إلى العقم.

وفي تقرير للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة IPPF يوضح معاناة النساء خاصة الفتيات نتيجة النقص الحاد في منتجات النظافة الصحية الخاصة بالدورة الشهرية، حيث يُصابوا بالتهابات في المسالك البولية بجانب الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا مع القليل من العلاج الطبي المتاح في الملاجئ شديدة الاكتظاظ والمنازل التي لا تزال صامدة في القطاع.

إقرأ أيضا
كتاب الموجز في تاريخ القدس

يقول مدير دائرة الرقابة والتقييم والمساءلة والتعلم MEAL Manager، محمد صالحة، إن عدم توفر الفوط الصحية يزيد من فرصة حدوث الاتهابات لدى النساء وذلك بعد استخدامهم لقطع القماش أو الملابس مما يؤدي إلى مشاكل صحية والتهابات في المسالك البولية ومجرى البول والجهاز التناسلي وفطريات في المثانة، وفي ظل عدم توفر الفوط الصحية لجأت بعض السيدات لاستخدام حبوب تأخير الدورة الشهرية والتي تؤثر بشكل سلبي على السيدات حيث تتسبب في الإصابة بأمراض خطيرة مثل الدم في الصدر وتجلطات دموية وصداع واكتئاب واضطرابات في وظائف الكبد.

يُضيف لـ “الميزان“، أن الظروف غير الإنسانية أجبرت النساء في مراكز الإيواء والنزوح إلى استخدام تدابير غير تقليدية لتاخير الدورة الشهرية مثل استخدام بعض الأدوية التي تعمل على تأخير موعدها، لافتًا إلى أن الاكتظاظ في مراكز النزوح أدى إلى اضطرار النساء إلى الوقوف ساعات على طابور دورات المياه القليلة المتاحة وكوسيلة للتكيف قام العديد منهم بتقليل عدد مرات الاستحمام لمرة واحدة أسبوعيًا أن استطاعت، بالإضافة للنقص الحاد في مياه الشرب الأمر الذي جعل العديد من السيدات تعاني من التهابات في المسالك البولية ومنهن من أصبح يعاني من مشاكل في الكلى.

نساء غزة و الدورة الشهرية

توضح الدكتورة إيمان عبدالله، استشاري الصحة النفسية، أن النساء في فلسطين يعيشون بدون حياة كريمة نظرًا إلى عدم وجود مياه للاستحمام ولا للنظافة الشخصية ولا مستلزمات الدورة الشهرية ما يؤثر بالسلب على حالتهم النفسية.

تؤكد “عبدالله”، لـ “الميزان” أن ما تتعرض له النساء في غزة من معاناة لحصولهم على الرعاية الجنسية يعرضها للإصابة بالاكتئاب خاصة وقت الدورة وقبل الدورة واثنائها.

وتُشير إلى أن مستلزمات الدورة الشهرية يجب ألا ينظر لها بعين أنها رفاهيات بس هي حاجات أساسية لا غنى عنها. مؤكدة أن اكتئاب النساء يزداد مع الوقت بسبب الظروف الراهنة الصعبة التي يعيشونها.

إقرأ أيضًا.. “تحقيق” إجرام تخطى الحدود.. الاحتلال الإسرائيلي ينتهك حقوق ذوي الهمم

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان