43 مشاهدة
إلى من يطبل لصديقه ..هل تحب النفاق؟
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا»، قالوا: يا رسول الله، هذا ننصره مظلومًا، فكيف ننصره ظالما؟ قال: «تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ» صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وتأخذ فوق يديه أي لا تعينه على الظلم، ولكن لمواقع السوشيال ميديا رأي آخر، حيث انتشرت منشورات على فيس بوك تشجع الناس على النفاق، نعم النفاق.
منشور لف الفيس بوك كله عبارة عن كوميك لشخص يمسك طبلة وكتب فوق المنشور “صاحبي يعمل اللي هو عايزه”
ومنشور آخر بنفس المعنى بفيديو وفوقه عنوان: يرضيك اللي صاحبك عامله دا؟
ليكون تحت العنوان شخص يطبل بطبلة.
وفي الواقع هذا ما جعلنا نرى كمية المبررات السخيقة التي يضعها كل شخص مؤذي لنفسه.
فلو كل صديق عرض على صديقه مشكلة ما كان هو الطرف المؤذي فيها ( وطبل له فلن يعود حق لأصحابه.
مواقع التواصل الاجتماعي دائما سلاح ذو حدين، فهي تمرر السم في العسل كما تهتم بنشر قضايا جعلت الجميع على وعي بها، مثل التحرش، والتنمر، والاهتمام بالرياضة والصحة النفسية.
ولكن على صعيد آخر تمرر مواقف غير أخلاقية تحت بند الاستظراف، مثل انتشار هذا الموضوع المشجع على النفاق.
أكثر ما يمكنك تقديمه لشخص عزيز أو لصديق هو النصيحة الحقيقية، أن تنصره على نفسه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن تحرره من ظلمه وتحاول أن تعيده للطريق الصحيح، ألا تراه ظالما وتقف حائرا أو مترددا بمواجهته.
وسط الضغوطات التي نعيشها يتخبط الناس، يبررون لأنفسهم، يحاولون وضع ألف تبرير لأفعالهم حتى يسكنون ضمائهم.
البوصلة الحقيقة إن خان الضمير الإنسان هو الخل الوفي المخلص الذي يقول الحق بلا خوف.
النفاق هو ما جعل غير المستحق يصل لمكانة، وجعل للتافه صوتا ورأي، وجعل للحياة كلها لونا ساذجا، وجعل الموهبين والمستحقين مهمشين لا مكانة لهم فيما يستحقون.
النفاق ما جعلنا نقع في قاع الحفرة إن كان بعالم الفن أو الصحافة أو مجالات كثيرة.
ومساندة التطبيل لن تجعلنا نرى سوى مزيدا من النفاق.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
