تاريخ التليفون في مصر بعد تمصير المصلحة “صور الخرائط والعمل”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عرف تاريخ التليفون في مصر شق طريقه بعد ظهور التلفون نفسه بنحو 5 سنوات(1)؛ ولم تكن مصر تقوم بالإشراف عليه كُليًّا إلا بعد سنوات وكانت التحديات أمامها في أنها هل ستسطيع النجاح في الإدارة أم لا.
تاريخ التليفون في مصر كيف بدأ ؟
بدأ تاريخ التليفون في مصر حين تأسس أول خط هاتفي يربط بين القاهرة والإسكندرية وكان قد حصل على الترخيص مواطن أمريكي في 26 يناير عام 1881م وبعد 4 أشهر تأسست شركة التليفون الشرقية ليمتد التي كانت برعاية إنجليزية.
اقرأ أيضًا
كراهية المدير قادته إلى السجن بالأشغال الشاقة “كوميديا سوداء حدثت سنة 1949”
وبعد 3 سنوات وتحديدًا يوم 30 يناير سنة 1883م أجازت الحكومة المصرية لشركة التليفون الشرقية ليمتد الإنجليزية توسيع نطاق أعمالها فشملت بورسعيد والاسماعيلية والزقازيق والسويس وطنطا والمنصورة.
وبعد ذلك انتقل الامتياز إلى شركة التليفون المصرية، وأنشأت الحكومة في سنة 1900م خطوطًا جديدة بين مدن الأقاليم، وعهدت إلى الشركة في إدارتها وأعمالها ومن أهم أعمال الشركة إنشاء التليفون في الفيوم وأسيوط سنة 1889م وفي المنيا وبني سويف سنة 1909م و في الإسماعيلية سنة 1912م وفي دمنهور سنة 1913م.
تمصير التليفون في مصر وحاله بعدها
مع حلول العام 1918م انتهت مدة امتياز الشركة لتتحول الشركة إلى مصلحة حكومية مصرية وبعدها جرت أعمال التوسع.
بمطالعة رقمة للسنوات التالية من التمصير نرى أنها في سنة 1923م أسست مكاتب تليفونية في 30 مدينة جديدة ووصلتها بالمدن الأخرى، وأنشأت أيضًا أكشاكًا تليفونية بلغ عددها 202 كشك؛ ومع مايو سنة 1928م بلغ طول أسلاك التليفون في مصر إلى 300 ألف كم تخدم 50 ألف تلفون لتؤسس مركزًا للتليفون داخل القاهرة أحدها في منطقة وسط القاهرة والعتبة.
مع حلول يوم 25 مايو سنة 1927م تمددت مراكز التليفون في مصر فصار عددها 9 مراكز هي «منطقة باب الحديد، البستان في وسط القاهرة، العتبة، حلوان، المعادي، الأهرام، الزيتون، قليوب، القناطر».
ووصل عدد المشتركين في كل مركز من مراكز التليفون في القاهرة حتى مايو 1928م على النحو التالي:-
العتبة 6334 مشترك
البستان 4588 مشترك
باب الحديد 3137 مشترك
الزيتون 1358 مشترك
حلوان 189 مشترك
المعادي 135 مشترك
الأهرام 22 مشترك
قليوب 41 مشترك
القناطر 47 مشترك
خدمة العملاء وشكاوى قديمة منها يحلها الجنس الناعم
لم تكن مشاكل الجمهور مع خدمة العملاء وليدة عصر الهواتف المحمولة، بل هي قديمة بقِدَم معرفة المصريين للتلفون، وتعليق مجلة مصر الحديثة على جَعْل خدمة تجار الموسكي من مركز هواتف الملكة نازلي بدلاً من الأزبكية يشير إلى ذلك الشأن إذ قال محرر المجلة «ولعل تجار الموسكي تنفسوا الصعداء بعد زواله [ يقصد زوال الخدمة من الأزبكية للمقر الجديد ] فأصوات بنات المركز اللطيفة خير، بدل من أصوات شبان الأزبكية الخشنة، أولئك الشبان الذين قلما كانوا يعذرون المشترك المستعجل أو يستطيعون تجنب مقابلة العبارة الجافة في بعض الأحيان مثلها أو بقطع المخابرة».(2)
(1) أحمد أبو الخير، قصة التليفون في مصر .. من دوار العمدة إلى موبايل نايل سيكو الذكي، موقع صوت الأمة، 5 ديسمبر 2017م
(2) محرر، التلفون .. نظامه وتقدمه في مصر، مجلة مصر الحديثة المصورة، عدد إبريل ومايو 1928م، ص4
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال