الأب الخفي لعراب تاريخ معهد الأورام “طبيب عالمي مات بالعدوى ومصر تكرمه إلى الآن”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
نجح الدكتور لطفي أبو النصر في رسم تاريخ معهد الأورام حيث طرح الفكرة خلال فترة الخمسينيات حتى تأسس عام 1969 خلال عصر الرئيس جمال عبدالناصر بتكلفه مليون جنيه وقوة عمل تبلغ 40 طبيبًا و 150 ممرض ومعاونًا.
اقرأ أيضًا
ارفعوا أيديكم عن الصحافة حتى لا ينتشر الوباء
تميز تاريخ معهد الأورام في تحقيق نجاحات خلال العام الأول من افتتاحه حيث خدم 13700 مريض بنفقات وصلت إلى 83 ألف جنيه، ليكون هو أكبر مركز متخصص لعلاج السرطان في مصر والشرق الأوسط خلال القرن العشرين.
اقرأ أيضًا
شخصيات تاريخية كررت إهمال مدير معهد الأورام “أحدهم وراء موت 61 ألف مصري”
جذور فكرة تاريخ معهد الأورام الغير مباشرة تعود إلى شخصية طبية عالمية اقترن ذكرها بأسوأ الأمراض التي تفشت في مصر خلال قرنين من الزمان ألا وهو مرض البلهارسيا.
إيه اللي جاب البلهارسيا للسرطان ؟
مكتشف البلهارسيا هو الطبيب الألماني تيودور بلهارس والذي كرمته مصر 3 مرات كانت أولها عام 1861 حيث أصرت مصر على دفنه في أراضيها، وثانيها عام 1964 حيث توقيع بروتوكول تعاون بين جمهورية ألمانيا الاتحادية ووازة الصحة المصرية بتأسيس معهد على اسمه، والذي شجع لطفي منصور، عراب معهد الأورام بطرح فكرته.
أما التاريخ الثالث فكان عام 1983 حيث أصدر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك قرارًا رقم 58 لعام 1983 بإنشاء المعهد على اسمه ولا زال موجودًا حتى الآن ويُعْرَف باسم معهد الأبحاث البحري وعنوانه منطقة وراق العرب بالوراق محافظة الجيزة.
حكاية بلهارس مع مصر
ولد تيودور بلهارس في ألمانيا يوم 23 مارس سنة 1825 ثم درس الطب في جامعة توبنجن وظلت حياته عادية حتى سافر إلى مصر عام 1850 ليعمل كمحاضر للتشريح في مدرستها للطب والتي فتحت قلبه على عشق المحروسة بحضارتها ولهجتها.
لقي بلهارس رعاية خاصة من فيلهلم جريزنجر «عميد مدرسة الطب المصرية» حيث شاركه في معالجة الأمراض الغريبة والغير محددة التي تكتسح مصر حتى تمكن بلهارس خلال عام 1851 م من اكتشاف دودة ماصَّة للدم والكبد طولها سنتميتر، وتسبب الموت في الحال بطريقة غامضة، ألا وهي دودة البلهارسيا التي عثر عليها أثناء تشريحه لجثة مات صاحبها من مرض الكبد.
حزن العالم كثيرًا عند موت بلهارس ليس لأنه لم يلحق فترة جائزة نوبل التي بدأت بعد رحيله بسنوات وإنما لسبب موته في هذا السن حيث رحل عن عالمنا وهو عنده 38 عامًا، كان سبب وفاته العدوى فهو صديق للأمير هرتسوج إرنست الحبشي والذي اصطحبه إلى إثيوبيا وفيها انتقل له مرض حُمَّى التيفوس وذلك بالعدوى عبر إحدى المريضات اللائي كان يعالجهن في الحبشة وتوفي بعدها بأسبوع في القاهرة 1862 وعمره 38 سنة ودُفِن في مقابر الكومنولث الواقعة بجانب دير أبو سيفين في مصر القديمة.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال