تترات مسلسلات رمضان (1) : سر إلهي .. تتر هارب من ألبومات حمزة نمرة

“ياللي مستغرب قساوتي، خش شوف بعنيك حكايتي، شوف حكايتي من مرايتي، وقولي مين بدأ العداوة”

لو قادتك الصدفة للاستماع إلى تلك الكلمات بصوت حمزة نمرة تلقائيًا سوف تتخيل أنك تستمع إلى أغنية قديمة سبق أن صدرت في ألبوم شخصي له، لكن المفاجأة أن تلك الكلمات هي مقدمة تتر مسلسل “سر إلهي” حيث يخوض حمزة نمرة مضمار تترات المسلسلات لأول مرة في مشواره الغنائي.

استعان حمزة نمرة برفاق دربه في صناعة أغنية التتر حيث كتب الكلمات الشاعر محمود فاروق ولحنها حمزة نفسه ووضع لها التوزيع كريم عبد الوهاب.

صاغ محمود فاروق كلمات التتر على لسان بطلة العمل “روجينا” والمصاعب التي تواجهها في الحياة ومع الآخرين ومحاولة تجسيد الصراع الأزلي بين الخير والشر وهي تيمة مكررة أو يمكن سحبها على أي عمل درامي، الصياغة متماسكة إلى حد ما مع صور شعرية جيدة كان أبرزها مقطع “سابوا قلبي على البلاطة، سابوا روحي على الحديدة،شالوا من جرحي الخياطة، وزودني جراح جديدة” مع الإشارة إلى أن الطرح أو المعالجة لم تبتعد كثيرًا عما صاغة فاروق سابقًا مع حمزة وكأن التتر جزء ثالث من الثنائية الشهيرة “داري يا قلبي، رياح الحياة“.

لحن حمزة نمرة مكون من فكرتين الأولى على مقام الكرد في افتتاحية الأغنية حيث منح لنفسه مساحة جيدة للغناء “ياللي مستغرب قساوتي” ثم انتقل إلى مقام البياتي بداية من “خلاص بقيت على نور وقلبي زيكم مات”، جمل اللحن تحمل بصمته الخاصة وهذا سبب أني ذكرت في مقدمة المقال أن الأغنية قد تظن أنك سمعتها من قبل منه.

توزيع كريم عبد الوهاب منح في البداية مساحة جيدة لحمزة نمرة يغني على بعض الومضات الإيقاعية الإليكترونية حتى دخول الإيقاع الرئيسي مع جمل وتريات أفضلها التي ترد على الغناء في الجزء البياتي، جملة الفاصل جيدة جدًا ترد عليها الوتريات بخفة، باختصار التوزيع بسيط غير متكلف دون زحمة الالات أو وتريات مبالغ فيها.

العتاولة الجزء الثاني من ملوك الجدعنة

إقرأ أيضا

حين دمرت أمريكا أحد أعرق المواقع الأثرية في إيطاليا 

رغم ذكاء اختيار حمزة نمرة كوجه جديد على التترات إلا أن الاختيار قد يكون سلاح ذو حدين، استغلال جيد لشعبية حمزة نمرة المتزايدة في الآونة الأخيرة، لكن قد يصطدم صناع العلم بأن الجمهور قد يتعامل مع التتر على أنه أغنية منفصلة لحمزة وكأنها هاربة من أحد ألبوماته السابقة ولا يحدث ربط بينها وبين المسلسل خصوصًا أن أبطال المسلسل لا يمكن اعتبارهم نجوم صف أول في الدراما المصرية.