تربية للنفس وثواب عظيم .. عن فضل قراءة القرآن في شهر رمضان

رمضان شهر قراءة القرآن تلاوة.. دراسةً وتدبرًا واعتبارًا،  فيه يقبل المسلمين على تلاوة كتاب الله وتدير أحكامه ومعانيه، فمن المسلمون  من يختمه مرة أو عدة مرات، ومنهم من يحرص على اصطحاب المصحف معه ليقرأ في كل مكان في البيت والعمل والمواصلات.

هذا الإقبال على كتاب الله أصبح ظاهرة ملموسة في شهر القرآن، لما فيه من بركة وزيادة في الأجر والثواب خاصة وأنه شهر نزول القرآن الكريم، دستور المسلمين الذي أنزله الله تعالى هداية ورحمة وقانون حياة، بهجة الإنسانية إلى الخير والعدل والرحمة والفلاح والسعادة في الدارين.

ثم أن القرآن الكريم شفاء لما في الصدور يوم عمل به المسلمون سادوا وقادوا العالم، وعندما تركوه تراجعوا وتخلفوا، وشهر رمضان فرصة عظيمة ليعيد للمسلمين توازنهم بكتاب ربهم الذي فيه نجاحهم وفلاحهم.

القرآن نور 

دعى النبي صلى الله عليه وسلم الأمة المسلمة إلى حفظ وفهم القرآن الكريم والمداومة على ذلك وليس فقط في رمضان، فالقرآن  نور ينير الطريق في وقت اختلط فيه الحق بالباطل.

والقرآن الكريم هو كتاب هداية وإرشاد وفي نفس الوقت يحمل أوامر الله سبحانه وتعالى للمسلم، ولهذا يجب على كل مسلم أن يدعو نفسه وغيره إلى قراءة القرآن والسير على طريقة وذلك لما يحويه من فضال ولا يدعو إليه من قيم وأخلاق تنفع الإنسان والبشرية جمعاء،

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن 

قال الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، فـ شهر رمضان هو الشهر الذي نزل فيه القرآن هداية للبشر وتبيان، وبعض العلماء قالوا إن شهر رمضان هو الشهر الذي كتب الله فيه إنزال القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وهناك من قال أن الله أنزل القرآن كاملًا في ليلة القدر أحد ليالي رمضان فقال الله تعالى:” إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر” أي أنزل القرآن إلى السماء الدنيا في هذه الليلة المباركة .

الإكثار من قراءة القرآن 

اعتاد المسلمون الإكثار من قراءة القرآن في رمضان اعترافًا بفضل هذا الشهر إعمالًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :”ما اجتمَعَ قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللَّهِ يتلونَ كتابَ اللَّهِ ، و يتدارسونَهُ فيما بينَهم إلَّا نزلَت عليهِم السَّكينةُ ، وغشِيَتهُمُ الرَّحمةُ ، وحفَّتهُمُ الملائكَةُ، وذكرَهُمُ اللَّهُ فيمَن عندَهُ” ، فمن اجتهد في شهر رمضان في تلاوة القرآن فعليه الاستمرار طوال الشهر الكريم وأن تكون قراءة القرآن في شهر مضان دُربة لشهور ما بعد رمضان ليفوز بالثواب والأجر طوال أيام العام .

إقرأ أيضا

“سفسطة بلا هدف” نقد مشهد إحنا التلاتة على باطل في الحشاشين 

القرآن تربية للنقس

وأخيرًا  الاحتفال بهذا الشهر العظيم يكون بصيام نهاره وقيام ليله وتلاوة القرآن، وهذا الشهر الكريم هو شهر التقرب إلى الله وزيادة الطاعات والعبادات وقراءة القرآن وهو أمر إلهي مطلوب من المسلم في كل وقته، فالقرآن نفسه هو الذي حول أمة كانت ترعى الغنم والإبل في الصحراء إلى أمة رائدة ترمي القلم  ذات حضارة بالغة .. لهد كان لتطبيق وقراءة القرآن فضل وأجر كبير وثواب لا يحصى ولا يعد شريطة أن يقرأ الإنسان القرآن يتدير وفهم وأن برتله ترتيلا وأن يعطي الحروف حقها كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم.