تريند حمدين صباحي .. كثيرون حول لقاء بشار قليلون حول لقاء حسن نصر الله
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
انتشر مؤخرًا خبر زيارة، أبرز رموز التيار الناصري/القومي في مصر، حمدين صباحي، إلى سورية الشقيقة، كرئيس لوفد المؤتمر القومي العربي، ولقاءه بالرئيس ابن الرئيس، بشار الأسد، المعروف لدى كتير من الشعب السوري، بالقاتل ابن القاتل، نظرًا لقصفه الشعب السوري بالطيران وتوليه الحكم خلفًا لأبيه حافظ الأسد، صاحب التاريخ الطويل من التنكيل بكل معارض.
التريند الخطأ
قامت السوشيال ميديا وماقعدتش بسبب صورة جمعت حمدين مع بشار الأسد، خلال الزيارة سالفة الذكر، وأنا بصراحة مافهمتش ليه حالة الظياط الشديدة على الصورة؟، ما الأتنين قومجية عروبيين منطلقاتهم وتوجهاتهم شبه واحدة.
هل الأزمة مثلًا إن بشار سفاح من ضهر سفاح؟، وهل عبد الناصر كان فنان تشكيلي؟، سياسي مثله الأعلى ورمز أيدلوجيته ديكتاتور سابق اعتقل كل معارضيه ونكل بيهم في السجون، قابل ديكتاتور حالي يحمل نفس الأيدلوجية السياسية، وقابلته معارضة أعنف فأخمدها بالطيران.
الناس اللي حضرت اعتصام التحرير في 2011، الـ18 يوم، ماخدتوش بالكم إن كان فيه صور للثلاثي الديكتاتوري (عبد الناصر، صدام، الأسد)؟، دي صور اللي رفعها قطعًا ناصريين من شركاء الميدان، اللي أتفق ع الرفض واختلف على أي بديل.. شخص كان أو فكرة أو أيدولوجيا أو حتى أقتراح.
إنتاج الأسئلة أهم تجهيز الإجابات
لو كان ضروري أن يكون هناك موقف رافض للقاء حمدين مع بشار، وإذا كان لابد من فتح حوار سياسي بخصوص الزيارة ومدى علاقته بالنظام السوري وكيفية رؤيته له، فيبقى من الأفضل إن ده مايتمش بشكل مجتزء مقتصر على اللقاء ده، إنما يتم بشكل جذري حول توجهات التيار الناصري (القومي العروبي) ورؤيته السياسية بشكل عام.
الأسئلة
في ضوء تواجد التيار العربي الناصري كشريك في الحركة المدنية الديمقراطية، وموقفه الثابت من القضية الفلسطينية، نحب نعرف ما هو مفهوم التيار عن كل من:
- التطبيع؟
- الديمقراطية؟
- الأمة العربية؟
- مدنية الدولة؟
- الدولة الوطنية؟
التطبيع:
السادة القومجية يتعاملون بوصفهم وكلاء الحرب المقدسة، لدرجة إن الراحل رضا هلال أطلق عليهم لقب (حربجية). فطوال الوقت بيرسموا رؤاهم ومواقفهم، خصوصًا الخارجية منها، إنطلاقًا من شعارات الانحياز التام للقضية الفلسطينية والعداء الأبدي مع الصهاينة.
عشان كده مثلًا شاركوا بقوة في عملية الدبح المعنوي، اللي تعرض لها الكاتب الكبير علي سالم، بسبب زيارته (ضمن فاعلية ثقافية) دولة جيشها قتل الفلسطينيين.
فالمفترض نفهم من ده إن دماء إخواتنا الفلسطينيين عند الناصريين، بوصفهم قوميين عرب، خط أحمر لا تهاون فيه.
طب بالنسبة لرمزكم اللي رايح ضمن فاعلية سياسية يقابل راس نظام قتل أكتر من أربعتلاف فلسطيني في مخيم تل الزعتر، في أغسطس 1976 (فترة حكم حافظ الأسد).
وحاليًا نفس النظام بقيادة الأبن، بقاله حوالي 12 سنة، بيقتل السوريين نفسهم، اللي همه برضه “عرب”؟. ولا هي بوصلة التضامن بيحددها جنسية القاتل مش الفعل نفسه؟
الديمقراطية:
من المفترض إن التيار الناصري القومي العروبي بمختلف تشيكلاته، حزبين وتيار، مؤيدين للديمقراطية. تاريخيًا ده كلام ضد الناصرية وضد ناصر، وهو شخصيًا لو عايش كان حبسهم ع كلمة ديمقراطية دي، بس قشطة… خلينا نستفهم منهم همه فاهمين الموضوع أزاي؟
ونسأل: إيه اللي قدمه نظام الأسد عبر نُص قرن، أب+أبن، له علاقة بالديمقراطية؟، أو إيه النموذج الديمقراطي أو الوطني اللي قدمه صدام حسين عشان يستحق هذه الخطبة العصماء؟.
بلاش الديمقراطية أو حتى الوطن، وهنغض البصر عن مدابح الشعب العراقي الشقيق وضربه بالأسلحة الكيماوية، ما اللي اتقتلوا يادوب شوية مواطنيين كُرد، يبقى طظ.. وفالتحيا الأمة العربية.
طب إيه النصر اللي قدمه صدام “للأمة العربية”؟ هل احتلاله للكويت؟، بس دي دولة عربية.
طب إيه؟ يكونش يقصد على حرب الخليج الأولى ضد إيران؟
ماشي هنعتبر دي هي الإجابة الصحيحة، نروح بقى للفقرة التالية.
الأمة العربية:
هنا هنقف عند الصورة الأهم في زيارة حمدين لسورية، وهي الصورة التي جمعت القطب القومي العروبي ورمز الناصرية في مصر، بأحد رموز الطائفية الدينية في الشرق الأوسط،
واللي قال عنه حمدين بعد الاجتماع:
(حسن نصر الله بموقعه على رأس حزب الله، بكل تاريخه وما قدّمه، قيمة كبرى بالنسبة لي على المستوى الشخصي والعام. وأنا أقول منذ زمن طويل: “إن الراية العظيمة التي رفعها القائد العظيم جمال عبد الناصر يرفعها الآن السيد حسن نصر الله”).
(نصر الله بالنسبة لي، على المستوى الشخصي والعام، هو قيمة عظيمة أحترمها أحبها، وأسعد بلقائها، وهذا لم يكن اللقاء الأول وآمل ألّا يكون اللقاء الأخير).
حسب المعلومات التاريخية المعلنة إن عبد الناصر حمل لواء القومية العربية، وهو نفس اللواء اللي بيحمله الناصريين دلوقتي، فتعالوا بقى نشوف اللواء، الراية اللي يرفعها حسن نصر الله وتنظيمه.
فخير بقى؟ هو مين في التلاتة اللي عنده لبس بين الفرس وبين العرب؟، حسن نصر الله ولا ناصر ولا الناصريين؟، وأزاي حمدين كان بيمدح صدام بسبب حربه ضد إيران ودلوقتي بيدعم مندوب إيران في المنطقة، ومش بس بيدعمه (فنقول الظرف اتغير).. لا ده بيوصفه بحامل نفس الراية التي حملها عبد الناصر، فهل حزب الله غير شعبة من ورانا ودخل عربي بدل فرسي؟؟
طب لو كده حد يطمن لنا ع اليمن، يمكن الحوثيين يكونوا راخرين غيروا شعبة، والحرب تقف والشعب اليمني الغلبان يترحم من “العاصفة” اللي بتحزم أرواحهم حزم.
الكلام عن حسن نصر الله، وحزب الله، هيقودونا للسؤالين الرابع والخامس.
مدنية الدولة؟
منين في الداخل بتدعم مدنية دولة وأزاي إقليميًا بتدعم أنظمة ديكتاتورية عسكرية توجه الجيوش لتقصف شعوبها، وكمان بتكري عليهم مليشيات طائفية مدعومة خارجيًا؟
مفهوم إن موقف الناصريين كقوميين عرب من الإسلاميين متساهل جدًا، وصل مثلًا لمستوى التحالف العلني في انتخابات 2012، فيما عرف باسم التحالف الديمقراطي من اجل مصر. واللي ضم حوالي 10 أحزاب على رأسهم حزب الإخوان (الحرية والعدالة) وفي الوصافة حزب الكرامة، لمؤسسه حمدين صباحي.
بس هل الأمر وصل لتقديم الدعم السياسي وتلميع وجه مليشيات طائفية، بتخرب لبنان بشكل أساسي وبتساعد في قتل الشعب السوري الأعزل، بار تايم؟!؟!
الدولة الوطنية:
أ.. ب.. دولة، هو احتكار الدولة “كشخصية اعتبارية” لاستخدام العنف، عبر أجهزة أمنية محددة، زي الجيش والشرطة.
أ.. ب.. وطنية، إن أجهزة الدولة تكون مستقلة في قرارها عن التدخلات الأجنبية المباشرة.
فلما يكون حزب الله بيمتلك مليشية مسلحة، فهو بطبيعة الحال بينتقص من سيادة “الدولة اللبنانية”، المفترض فيها تحتكر العنف عن طريق الجيش والشرطة الرسميين.
ولما يكون وبشكل علني بيدين بالولاء ويأتمر بأوامر قوى إقليمية خارجية، يبقى بيهدد واللُحمة الوطنية للمجتمع اللبناني، وبيضرب استقرار بالبلاد واستقلاليته في مقتل.
فلما الرمز الأبرز في التيار الناصري العروبي يدعم حزب الله بقيادة حسن نصر الله، يبقى السؤال: هو إيه مفهوم الدولة الوطنية بالظبط عندكم يا جماعة؟
دي واحدة من أهم مسلمات دولة يوليو، اللي المفترض إنكم أبناءها البررة، إنها بترفض بشكل قاطع وبات ونهائي التعامل مع أي ميليشيا.
ختامه حرب أهلية
كتير اعتبروا، من باب الاستسهال أو عدم الإدراك أو لمآرب أخرى، أن موقفي من التيار القومي العروبي، وحملة لواءه في مصر “الناصريين”، مبني على كوني نوبي.
ورغم إن ده مايعبنيش في شئ، لكنه مش السبب الوحيد ولا حتى الرئيسي، إنما هي حالة الترابط الوثيق بين التيارين القومي العروبي والإسلامي، وشرحت ده بوضوح من خلال سلسلة (على هامش الحوار الوطني)، خصوصًا في الحلقة الأولى (الحوار الكاشف).
عشان كده أنا مش مندهش لا بلقاء حمدين مع بشار ولا بموقفه من حزب الله وحسن نصر الله، بالعكس سعيد باللي حصل عشان يفتح عيون الناس اللي مش واخدة بالها، أو مش مصدقاني.
يمكن يسألوا معايا:
عزيزي الناصري العروبي، اختر ما بين الأقواس: ما هي حركة المقاومة الرجعية التي نجحت في الوصول للسلطة، ولم ينقلب الأمر بعدها إلى حرب أهلية؟:
(المجاهدين الأفغان – المجاهدين في الصومال – حماس في غزة).
أو يا سيدي هات أي مثال من عندك غير التلاتة دول…. في الانتظار
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
بصراحة كل مقالاتك فيها تسفيه من الرموز حتي الدينية منها بدافع الله اعلم شخصي ام لاهداف اخري …. عموما عبد الناصر مش هيزيد برايك سواء بالايجاب ام السلب …. مع احترامي لكونك نوبي ( معروف راي النوبيين في عبد الناصر) لكن هذا لا يبرر كلامك علي عبد الناصر بأنه ديكتاتور والايام اثبتت سواء عبد الناصر او صدام حسين كانوا علي صواب ام علي خطأ