“تنيس وكسوة الكعبة” رسالة الإمام يفتح تاريخ مدينة مصرية مندثرة للصنعة الأشرف
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ألقت الحلقة السابعة من مسلسل رسالة الإمام الضوء على تاريخ ثنائية مصرية هامة في التاريخ الإسلامي وهي مدينة تنيس وكسوة الكعبة المشرفة، وهو تاريخ يكاد يكون مجهولاً في تفاصيله.
تنيس وحالها في الأقمشة
كانت مدينة تنيس تقع شرق مدينة الفرما ومدينة دمياط في الغرب، وهي حاليًا شمال شرقي بحيرة المنزلة الحالية التي كانت تعرف بـ بحيرة تنيس.[1]
دخلت مصر في صناعة كسوة الكعبة في زمن عمر بن الخطاب، وفي زمن العباسيين كان اعتماد الكسوة على خامتيّ القباطي والديباج، إلى جانب ظهور خامات أخرى مع القباطي والديباج مثل الذي حدث في زمن المهدي العباسي وخامة الخز عام 776م / 160هـ، وبقيت الخامات حتى العصر الفاطمي.
تنيس وكسوة الكعبة في زمن الإمام الشافعي
كانت هناك مدن عديدة من أن دخلت مصر في الإسلام تتولى كسوة الكعبة، فقبيل العصر العباسي كانت تُكْسَى في دمياط ودبيق بالقرب من محافظة الشرقية الآن، ومدينة شطا في وسط الدلتا ومدينة تونا في شرق الدلتا.[2]
كانت صناعة المنسوجات الكتانية في منطقة تنيس تتم على يد أهل هذه المنطقة في العصر القبطي، وبقيت في يد أهل مصر الأصليين في العصر الإسلامي سواءًا منهم من اعتنق الإسلام أو تمسك بدينه وكان ناسجي الثياب من القبط (المصريين) ولذا سمى العرب هذه الخامات بالقباطي.[3]
ولجودة تنيس كانت كسوة الكعبة تصنع في طراز تنيس بأمر الخلفاء واستمر ذلك الأمر حتى بداية حكم الفاطميين [4]، ومع الدولة العباسية كُسِيَت كسوة الكعبة من الحرير والديباج الأحمر والأبيض، لكن باتفاق الجميع كانت تنيس هي أكثر مدن مصر شهرةً في ذلك.[5]
طوال العصر العباسي سواءًا في حياة الإمام الشافعي قبل مجيئه إلى مصر أو بعد مجيئه لها كانت الخامات موزعة على النحو التالي، كان في عهد المهدي العباسي يتم استخدام الخز والديباج والقباطي، وفي عهد أخيه هارون الرشيد تم الاكتفاء بالقباطي واستمر إلى عهد المأمون العباسي الذي أدخل عليه الديباج.[6]
[1] عطية أحمد القوصي، من أخبار المدن الإسلامية المندثرة، المجلة العربية للعلوم الإنسانية، جامعة الكويت، مجلد:1، عدد: 2، 1981م، ص58.
[2] أميرة إبراهيم أحمد الهلف، كسوة الكعبة المشرفة من عصر الجاهلية إلى نهاية عصر المماليك، مجلة كلية دار العلوم، جامعة القاهرة، عدد 100، فبراير 2017م، ص910.
[3] عطية أحمد القوصي، من أخبار المدن الإسلامية المندثرة، ص72.
[4] محمد جمال الدين سرور، الدولة الفاطمية في مصر، ط/1، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1966م، ص155.
[5] أحلام رجب بسيوني سلامة، مراكز صناعة كسوة الكعبة في مصر منذ أقدم العصور حتى نهاية العصر المملوكي، مجلة الدراسات الإنسانية والأدبية، كلية الآداب، جامعة كفر الشيخ، مجلد1، عدد 12، يونيو 2016م، ص145.
[6] المرجع السابق، ص914.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال