همتك نعدل الكفة
859   مشاهدة  

ثريا الشاوي.. فراشة الطيران المغربي التي اغتالتها فرنسا

ثريا الشاوي
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



ربما تدخل “ثريا الشاوي” في قائمة أصغر البنات اللاتي عملن بالطيران في العالم العربي، حيث تولت قيادة الطيران وهي لم تتجاوز الستة عشر عاماً، ثريا الشاوي من مواليد 14 ديسمبر 1937 بحومة القلقليين القديمة بمدينة فاس، ونشأت على حب الميكانيكا حيث كانت تفكك ألعاب الأطفال وتقوم بإعادة تشغيلها بعد تصليحها.

ثريا الشاوي

بدأت طريقها للطيران كما ذكر الكاتب عبد الحق المريني مؤرخ المملكة والناطق الرسمي باسم القصر الملكي، في كتابه “الشهيدة ثريا الشاوي، أول طيارة بالمغرب الكبير”، حينما اجتازت التدريبات، وقررت خوض الامتحان الذي يعطيها شهادة الكفاءة في الطيران، لكنها وجدت عراقيل نُصبَت في طريقها لتَعوقَها عن أخذ هذه الشهادة، فبعد إلحاحات، وتسويفات، ومناورات، سمح أبوها لنفسه أن يلتزم بالمصاريف، وقيمة الطائرة، ويتحمل مسؤولية حياة ابنته.

حوار إذاعي مع ثريا الشاوي
حوار إذاعي

دخلت  ابنة المغرب الامتحان واجتازته بتفوق وحصلت على شهادة الطيران، خَصَّصت كُبريات الإذاعات العالمية حيزا مهما من وقتها للإعلان عن نجاح ثريا الشاوي فتاة المغرب في امتحان الطيران بمدرسة “تيط مليل” في الدار البيضاء.

اكتسبت ثريا الشهرة في التاريخ المغربي، كأول من عملت بالطيران وزفت بشرى الإفراج عن الملك محمد الخامس وعودته إلى المملكة المغربية، حيث ألقت من طائراتها الوريقات الشهيرة التي ترحب فيها بالملك وعودته إلى المغرب، مع الأمنيات بأن تنال المملكة استقلالها .

ثريا الشاوي
ثريا الشاوي

يذكر المريني في كتابه أن الاحتلال الفرنسي لم يكن يريد لابنة الشاوي أي نجاح لأنها تعتبر رمزاً على تقدم العقل المغربي ضد الفرنسي، وبالتالي تعرضت إلى أربع محاولات اغتيال، لعل أشهرها ما جرى في عام 1954، حيث وضعت مجموعة إرهابية فرنسية قنبلة بباب الفيلا التي كانت تسكنها، بشارع أليسكاندر مالي، ما ألحق بها خسائر جسيمة، لكن دون أن يصاب أحد.

جنازة ثريا الشاوي
جنازة ثريا الشاوي

لكن نجحت المحاولة في أول مارس سنة 1956 م، حينما تم اغتِيالها على يد مجموعة أشخاص فرنسيين ولاذوا بالفرار فور تنفيذهم لعملية الاغتيال، ليعيش المغرب أول جنازة سياسية كبرى في أول سنة من استقلاله، حيث شُيِّعتيوم 2 مارس 1956 دون أن تعيش الإعلان الرسمي عن استقلال المغرب.

 

إقرأ أيضا
غضب الفريق سعد الشاذلي

إقرأ أيضاً

سعاد حسني وأحمد زكي.. للحب أشكال أخرى

الكاتب

  • ثريا الشاوي وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان