جنجولي .. السفاحة صانعة الحلوى الصابون
السيدة جنجولي امرأة طيبة ومحبوبة وتجيد صنع الحلوى والصابون، يحبها الجميع ويزورونها ويتناولون الكعك اللذيذ الذي تصنعه، ولكن تلك المرأة الطيبة أعتادت أن تضع قليلا من الدم البشري في الكعك كما أعتادت استخدام النساء لصنع الصابون المعطر، تبدأ القصة حين كانت ليوناردا جنجولي فتاة شابة في مقتبل العمر حين أمسكت إحدى الغجريات بكفها لتقرأ لها الكف وتخبرها بما يخبئه لها المستقبل، وبدلا من أن تحدثها عن الآمال المنتظرة والحياة السعيدة، لاحظت جنجولي رجفة في يد العرافة وتوتر انتباها ودوى صوتها المرتجف في أذني جنجولي وهي تقول: “في يدك اليمنى أرى سجنا وفي يدك اليسرى أرى مصحة عقلية”، كان هذا ما لم تنتظره أو تتوقعه جنجولي بأي حال.
كانت الفتاة قد اشتهرت بسوء سمعتها وأنها عاشرت العديد من الشباب، ثم قررت الفتاة المريضة بالصرع أن تتزوج من شابا رفضته والدتها ولكنها أصرت مما جعل والدتها تأتي إلى زفافها وتلقي بلعنتها على جنجولي بأن يموت جميع أطفالها، فقد كانت العلاقة بين الأم وابنتها دائما متوترة فقد جاءت الطفلة جنجولي كنتيجة لحادث اغتصاب وبقيت تذكر أمها دائما بالحادث البشع الذي تعرضت له كأنما تجسد قسوة وعنف الاغتصاب والعنف الجنسي الذي تعرضت له، وحين تزوجت الأم مرة أخرى وأنجبت وظلت جنجولي تعاني النبذ وسوء المعاملة من أمها وأخوتها حتى أصابها الصرع وحاولت الانتحار مرتين وكل مرة كانت أمها تخبرها إنها آسفة لكونها مازالت على قيد الحياة، وبعد الزواج زادت جنجولي يقينا بأنها ملعونة بعد أن أجهضت ثلاث مرات وفقدت عشرة من أطفالها ولم يتبق لها سوى أربعة من أبنائها، وخافت من فقدان أولادها حين علمت بأن موسوليني قرر استدعاء الشباب للحرب فقررت أن تلجأ للسحر وتفتدي ابنها جوزيف بقربان بشري.
وتقول السيدة جنجولي في مذكرات نسبت إليها ” لم أستطع تحمل خسارة طفل آخر من أطفالي الأربعة المتبقين، ففي كل ليلة تقريبا كنت أحلم بتابوت صغير أبيض ينزل إلى الأرض آخذا معه طفلا آخر من أطفالي، أرعبني ذلك وقض مضجعي، فقرّرت تعلّم السحر وقراءة الكف وعلم التنجيم واللعنات والطلاسم والعلوم الروحية، أردت تعلم كل شيء عن تلك الأمور لكي أستطيع مواجهتها والتخلص منها ومن اللعنة التي ألحقتها بي والدتي والتي تخلصت منها بعد أن بدأت بالقتل للجنس البشري”.
صورة الموقد الذي كانت السيدة جنجولي تستخدمه لصنع الصابون
لأجل هذه الفكرة بدأت جنجولي في سلسلة جرائم قتل حيث كانت تدس للضحية مخدر في مشروب تقدمه لها ثم تقتلها وتضعها في قدر به الصودا الكاوية حيث تتحلل الجثة في 12 دقيقة وهي نفس الطريقة التي كانت تستخدمها جنجولي لصنع الصابون وكانت تصنع من دمائهم الكعك والحلوى وتقول في اعترافاتها:-
“كانت الآنسة فوستينا سيتي خياري الأول قبل أن ألحق بها الأرملة التي تدعى فرانشيسكا سوافي، التي قمت بإغرائها بتدبير وظيفة لها كمعلمة في مدرسة للبنات بشمال ايطاليا، أخبرتها كذبا بأنني أعرف الكثير من المسؤولين النافذين وبأنني أستطيع توظيفها بإشارة صغيرة من أصبعي، أقنعتها بألا تخبر أحدا عن الوظيفة الجديدة ولا عن نيتها الرحيل عن البلدة وذلك دفعا للحسد والعين الشريرة، وطلبت منها أن تأتي إلى منزلي فجر اليوم الذي ستغادر فيه البلدة لكي تستلم أمر التعيين، وألا تحمل معها سوى القليل من الملابس وأن تأتي بجميع مدخراتها المالية، وطبعا كان ذلك آخر مشوار في حياة السيدة سوافي، إذ لم يرها أحد بعد ذلك .. وانتهى بها المطاف إلى قدر الصابون كرفيقتها فوستينا، وتعددت النسوة الواحدة تلو الأخرى حتى فرجينيا كاجوبو التي جاءت إلي حتى أعيد إليها جمالها الذي أخذ بالذبول وانتهى بها المطاف في قدر الصابون بعد أن سلبتها كافة مُدخراتها، لقد انتهى بها المطاف إلى القدر كما هو الحال مع الاثنتين السابقتين .. لحمها كان أبيض وطريا ودسما، لهذا أضفت إليه قارورة كاملة من العطر بعد ذوبانه، وأبقيته على النار مدة طويلة، فحصلت منه على أجود صابون صنعته حتى الآن .. قمت بإهداء عدة قوالب منه إلى الجيران والمعارف؛ أما الكعك والشوكولاته الذي صنعته من دمها فكان ألذ كعك وشوكولاته تذوقته حتى الآن .. تلك المرأة كانت حلوة حقا!”
وقد ألقي القبض على السيدة جنجولي وانهارت سريعا واعترفت بتفاصيل جرائمها وحكم عليها بثلاثة وثلاثين سنة (ثلاثة في المصحة وثلاثون في السجن) تصديقا لنبوءة الغجرية، وكانت تصنع الحلوى في المصحة ولكن أحدا لم يجرؤ يوما على تذوقها، فإذا ما قابلت جارتك اللطيفة التي تجيد صنع الحلوى لا تتناول منها شيئا قبل أن تتأكد من أنها لا تحتوي دما بشريا.