العيد الدموي .. قصة حادث مديرية أمن أسيوط 1981 م
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
مثل تاريخ حادث مديرية أمن أسيوط وصول الصراع بين الدولة وتنظيم الجهاد إلى نقطة اللاعودة في علاقة المحافظة بالنظام الجمهوري التي بُنِيَت على التناقض.
اقرأ أيضًا
لماذا قفزت يا صديقي ؟
من أسيوط خرج سيد قطب الأب الروحي للإرهاب في مصر والعالم العربي، ومنها أيضًا يرجع مسقط عدو الجماعة الأشرس جمال عبدالناصر، وفيها كذلك وُلِد أشهر رئيسٍ للكنيسة القبطية الذي كان هاجسًا بالنسبة لناصر وعدوًا بارزًا للسادات.
الله أكبر هنا وهناك .. جملة واحدة لهدفين
كل شيء في مصر أجواءه خانقة يوم 8 أكتوبر 1981 م، فقبل يومين أُغْتِيل السادات والبلد ملتهبة وكان التصور أن يساهم عيد الأضحى في تخفيف التوتر، لكن بدلاً من أن تكون دماء الأضاحي مرئية كانت دماء رجال الشرطة والمدنيين أكثر.
اقرأ أيضًا
حديث الرسول عن محمد الفاتح “أسطورة مخالفة للتاريخ والدين”
كان أهل أسيوط يكبرون تكبيرات العيد والتأمين عادي، فالمجندين بالساحة مدججين بالبنادق الآلية من طراز فيدرال وسافاج، ومنهم من يمسك العصي والدروع والضباط يشرفون على التأمين وفي خاصرتهم الطبنجات.
قبل صلاة عيد الأضحى بـ 30 دقيقة استقرت سيارة بيجو 404 مدهونة بطلاء أزرق وتحمل أرقام 12600 ملاكي القاهرة، أمام مديرية أمن أسيوط ونزل منها 7 أفراد يرتدون ملابس عسكرية لينفذوا عملية إرهابية نوعية.
كان حادث مديرية أمن أسيوط هو الجزء الأول من العملية، بينما الجزء الثاني كان في شارع النميس ومبنى مباحث التموين وقسم أول وثان، لكن مبنى المديرية كان هو الأصعب إذ بدأ من الساعة 6 صباحًا حتى الحادية عشر ظهرًا.
قوة مبنى مديرية أمن أسيوط 1981 كانت من ضابطين و 16 سائقًا و32 مجندًا، أما قسم مباحث التموين ضم 114 جندي و 3 ضباط، فيما احتوى قسم أول أسيوط على 112 مجند و 4 ضباط، أما قسم ثاني فكان 147 جندي و30 ضابط.
استشهد في عملية مديرية أمن أسيوط 120 شرطيًا و32 مدنيًا وتم الاستيلاء على 26 بندقية و 6 طبنجات و21 خزنة و9 مدافع رشاشة وقنبلتين يدويتين و 6 قنابل غاز مسيل للدموع مع تلفياتٍ طالت 40 سيارة للأمن المركزي و48 سيارة بوكس ومطافئ.
الجناة والهدف ؟
كان الغرض من العملية هو إعلان عاصمة الدولة الإسلامية بعد قلب نظام الحكم حيث اقتضت الخطة قتل رجال الأمن واحتلال المباني العامة والأمنية وعزل المحافظة عن بقية الجمهورية واتخاذها قاعدة لجعل الدولة الإسلامية المزعومة مقرها بالصعيد وعاصمتها أسيوط.
نفذ تلك العمليات 84 شاباً بين سن 20 لـ 28 سنة، منهم 45 طالبًا جامعيًا و 3 تجار و 3 مدرسين و 9 حرفيين تحت قيادة 7 من قادة وأمراء تنظيم الجهاد.
قادة أمراء العملية الإرهابية «محمد عصام دربالة، فؤاد أحمد حنفي، عاصم عبدالماجد، أسامة إبراهيم حافظ، ناجح إبراهيم، حمدي عبدالرحمن، طلعت فؤاد قاسم، علي الشريف».
المحاكمات
انتهى تاريخ حادث مديرية أمن أسيوط بالقضاء إذ حوكم 302 شخص بـ 60 تهمة حضرها 45 شاهد إثبات و 30 للنفي بـ 9 مرافعات للنيابة و 95 للمحامين وبرئاسة من القاضي المستشار عبدالغفار محمد أحمد.
أصدرت المحكمة حكمها في قضية تنظيم الجهاد الذي نفذ حادث مديرية أمن أسيوط بالمؤبد على 7 متهمين و103 شخص بمدد مختلفة وبراءة الباقين.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال