حكايات الرؤساء مع أمهاتهم ..مبارك الابن.. نعيمة
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
نعيمة
انتهى الجميع من الصلاة على المتوفاة ابنة “كفر مصيلحة”، السيدة نعيمة أحمد ابراهيم، و انفض كلٍ في وجهته، بينما وقف “محمد” يلقي على قبر أمه نظرات غير مفهومة، والى جواره لفيف من الوزراء و المسئولين، يتقدمهم رئيس الجمهورية محمد أنور السادات، الوقت يمضي ببطء، وأعين الشاب تأبي أن تسقط دمعة واحدة.
شريط من الذكريات أصبح شاخصا أمام أنظار مبارك، نائب رئيس الجمهورية،والسياسي النابغ، استدعته مهابة اللحظة، تذكر والده السيد مبارك الذي كان يعمل حاجباً بسيطا في محكمة طنطا قبل انتقاله الي محكمة شبين الكوم، والذي لم يتحمل الساعات الأولى في خروجه على المعاش، ومات في عامه الستين، تاركا خلفه حفنة من الأبناء هم “سامية وسامى وفوزي وعصام” بينهم محمد .
ولم تخلو ذكريات اللحظة المهيبة لـ”محمد ” أيضا من جفائه على والدته وعائلته، فلم يكن كثير التردد على قريته كفر مصيلحة منذ التحاقه بالكلية الحربية، حتى في الإجازات، يقول أهل قريته انه كان جادا قليل الحديث على عكس شخصيته التي ظهرت في الخطابات الرئاسية.
وكانت كلمة النهاية للجفاء في 22 نوفمبر1978 بنعي في صدر الصفحة الأولى من عدد الأهرام، جاء فيه “المرحومة حرم المرحوم السيد مبارك والدة محمد حسنى مبارك نائب رئيس الجمهورية وأحمد سامى بألمانيا و فوزى بشركة طومسون وعصام الدين بالجامعة العربية، وحرم المهندس السيد عزب إبراهيم مدير زراعة القليوبية وشقيقة كل من المرحوم محمد أحمد إبراهيم والمرحوم عبد الرحيم أحمد إبراهيم وأحمد حلمي إبراهيم وحرم المرحوم عبد الكريم عثمان والمرحوم وهبة رضوان وعمة وخالة كل من اللواء طبيب كمال عبد الكريم وأخوته وحمدي إبراهيم بالتربية والتعليم.
وتمضي السنوات، وتبقي أسرار الأم جُرح غائر في صدر رابع رئيس لجمهورية مصر العربية “محمد حسنى مبارك”، الذي كشف المحامي نبيه الوحش، في تصريح سابق له، عن قضية نفقة اقامتها والدته ضده بعد رفضه الانفاق عليها، وحملت رقما 20 لسنة 1960 أحوال شخصية شبين الكوم الجزئية تطالبه فيها بالإنفاق على اشقائه، حيث انه يعمل نقيبا بالقوات الجوية، وراتبه يتعدى 15 ألف جنيها آئنذاك، وهو راتب كبير، وبناء عليه تم التصالح على أن يدفع مبارك لوالدته مبلغاً يصل لـ 340 قرشاً شهريا.
الكاتب
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال