حكاية “الزيات” الذي عين نفسه وزيرًا للإعلام
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
الزمن: الحادية عشرة مساء ليلة 15 مايو 1971
المكان: حجرة الرئيس الراحل محمد أنور السادات بالدقي
يتحدث الرئيس الراحل عبر الهاتف، بجواره محمد حسنين هيكل، يُفتح باب الحجرة ليدخل عبد السلام الزيات أمين اللجنة المركزية بناء على استدعاء الرئيس محمد أنور السادات، وقد كان مذعورًا، فور سماعه أخبار الاستقالات الجماعية لوزراء حكومة “السادات”.
انتهى “السادات” من مكالمته الهاتفية وأخبر “الزيات” أن قوات الحرس الجمهوري في طريقها لاعتقال مراكز القوى حالًا، ويستمر في حواره مع “هيكل”، فيقترح الأخير أن يذهب عبد السلام الزيات فورًا إلى الإذاعة لمنع إذاعة أية استقالات أو بيانات أخرى، بالإضافة إلى إشرافه على تنظيم أمورها حتى طلوع الفجر، إلى وقت انتهاء مهمة قوات الحرس الجمهوري بقيادة الليثي ناصف، من الاعتقالات، ثم يتوجه “السادات” إلى الإذاعة ويسيطر عليها.
دخل مبنى الإذاعة ولم يعترضه أحد، وبعد لحظات عقد اجتماعًا مع المذيعين الموجودين، وأصدر التعليمات التي أخطره بها “السادات” بعد مناقشته مع “هيكل”.
جلس “الزيات” إلى أحد المكاتب وتذكر أنه ليس مختصًا بكل الأوامر التي نفذها، وتساءل عن مشروعية وجوده حتى يصل الحرس الجمهوري في الصباح.
قال “الزيات” في مذكراته “السادات..القناع والحقيقة” أن الإذاعة في ذلك الوقت كنت الأداة الإعلامية المؤثرة والرئيسية، وفور توجهه إلى مكتب وزير الإعلام المستقيل “محمد فائق” حاول أن يخلق جوًا من الرهبة، واستدعى المسؤلين الذين تصادف وجودهم في مقر الإذاعة، وكان من بينهم محمد عروق “إذاعة صوت العرب”، وسعد زغلول، وإسحق حنا، ومنير حافظ مدير الاستعلامات.
وكما يروي الصحفي محمد رجب في كتابه”أخبار ممنوعة”، أن “الزيات” التقط ورقة، وكتب بنفسه قرار تعيينه بنفسه وزيرًا للإعلام والإرشاد القومي.
وعندما وصلت قوات الحرس الجمهوري في الصباح للسيطرة على الاذاعة، وشاهد “الزيات” قائدها الليثي ناصف، تنفس الصعداء.
وباعتباره وزير للإعلام، أصدر “الزيات” أوامره بوقف إذاعة الاستقالات، ووقف إذاعة الأناشيد المؤثرة، ولم يخالف هذه الأوامر سوى محمد عروق الذي أعاد إذاعة الاستقالات من إذاعة صوت العرب ثم غادر المبنى مباشرة.
عين وقتها، سعد زغلول بدلًا من “العروق” مشرفًا على إذاعة صوت العرب والإذاعة العامة، واستدعى جميع المسؤولين عن الإذاعة من منازلهم، وصب اهتمامه في البداية على القسم الهندسي، فكان “الزيات” يعرف أن هناك محطات إذاعة في سجون أبي زعبل، طرة، وغيرها من الاماكن التي يمكن استخداماه، فأجرى اتصالات بجميع المحافظات التي تقع فيها كل هذه المحطات، ليتابع كل ما يجري فيها، وعندما جاء وقت الإذاعة الصباحية كانت درجة الأمان قد وصلت إلى نسبة 90بالمائة.
يقول الراحل في مذكراته، أنه خلال استطاع تدبير خط مباشر بين الإذاعة ومنزل “السادات”، وتلقى بيانات التأييد وبعض الأخبار، وكان أول بيان أمر بإذاعته من بيانات التأييد التي أبلغه بها عزيز صدقى الذى كان وقتها نائبا لرئيس الوزراء ووزير الصناعة.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال