حكاية الكابتن علي محمود مدرب الملاكمة “كفيف جعل الشراقوة أبطالاً في الستينيات”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“في قمة مجده فقد علي محمود مدرب الملاكمة بصره لكنه حول ظلام عينيه إلى نور للآخرين، فلم ينعزل بعيدًا عن الناس ليلعن مع مطلع كل شمس حياته وحظه”.
بهذه الكلمات استعرضت جريدة أخبار اليوم قصة المدرب الذي أثارت قصته إعجاب المصريين في 5 نوفمبر عام 1967 م.
قصة علي محمود مدرب الملاكمة
كان علي محمود المولود بالزقازيق بطلاً لـ محافظة الشرقية في الملاكمة، وفي 11 إبريل عام 1950 م جلس على حلبة اللعبة واستعد للمباراة أمام منافسه، ربط الحذاء وأحاط به مدربه يساعده على ربط قفازه، ووقتها كان الكابتن علي يشعر بانقباض في قلبه سرعان ما زال عندما بدأت المباراة.
اقرأ أيضًا
حين صدرت بنها الطين إلى ألمانيا واستوردت بلغاريا الحنة من الشرقية
كان متفوقًا في المباراة خلال جولتين، وفي الجولة الثالثة جاءته ضربة بين عينيه لم تكن قوية لكن القفاز كان قديمًا وملوثًا، وبدأت الدنيا تتلاشى من أمامه شيئًا فشيئًا ولم يعد يشاهد الجمهور وبدأت أحبال الحلبة في عينيه تذوب ثم تجمعت سحابة بيضاء ضخمة وازدات لتتحول إلى سواد ولم يعد يرى.
نُقِل إلى مستشفى الشرقية العام لتكون المفاجئة إصابته بانفصال شبكي في العين، وذهب إلى القاهرة ليعرض نفسه على بعض كبار الأطباء وأجريت له عدة عمليات ولكنها فشلت إذ أخطأ الطبيب المعالج الأول وعقب إجراء العملية شاهد الدنيا لفترة بسيطة ولكنها عادت تلفه في ظلام دامس طويل مرة أخرى.
اقرأ أيضًا
عربية الدفا .. قصة مبادرة الأكل والابتسامة وإطعام الخير في الشرقية
كانت الصدمة قوية وقاسية لكن حب الناس له أنساه الصدمة، فقد كان الناس يلقبونه بالبطل وأصروا على أن ينادوه بنفس الكلمة (البطل) حتى بعد أن أصبح كفيفًا وكانت هذه الكلمة خيط سحري ظل يشده إلى عالم الملاكمة ودنيا الملاكمين.
كان يؤرقه شيء واحد وهو أن تقل قدرته على فهم ما يجري حواله من مباريات ولكن الله لم يتخلى عنه فقد عوضه على فقد نعمة بالبصر بزيادة حساسية أذنيه إلى درجة غير عادية، فتحولت أذناه إلى ما يشبه الرادار تلتقط أدق خلجات اللاعبين.
تحولت ضربات الملاكمة حوله في أذنيه إلى موسيقى وألحان مختلفة بميزها بدقة، ففتح الظلام أمام علي محمود مدرب الملاكمة دنيا جديدة حيث صار يميز اللاعبين عن طريق أقدامهم، وكانت الملاكمة حينها نصف حياته وعندما ماتت نجلته الوحيدة أصبحت الملاكمة كل حياته.
تحول البطل الكفيف علي محمود إلى مدرب الملاكمة في نوادي الشرقية بالزقازيق وأبو كبير وفاقوس، وأعطى في حلبة الملاكمة كل خبراته، إلى أن رحل دون تكريم في منتصف السبعينيات.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال