حكاية المحضر 1163 في قسم الخليفة ضد الشعراوي “عندما يكون الكذب غبيًا”

بدأ البحث عن المحضر 1163 في قسم الخليفة والذي يتهم الشيخ محمد متولي الشعراوي بالشذوذ الجنسي، وجاء البحث عنه تفسيرًا للكلام الذي قاله الإعلامي إبراهيم عيسى عن الشعراوي في برنامجه على فضائية القاهرة والناس.

قال إبراهيم عيسى أن الشيخ الشعراوي عن تكفيره بعد أن قال عيسى له «إن لم تتوقف عند هذه النقطة فسأمضى معك في هذا الملف لآخره وانت تعلم ما في آخره»؛ وفُسِّرَت جملة إبراهيم عيسى أن الملف المقصود هو المحضر 1163 في قسم الخليفة والذي أقيم ضد الشيخ الشعراوي.

مختصر قصة المحضر 1163 في قسم الخليفة

مختصر قصة المحضر أن مباحث الآداب تلقت بلاغًا يفيد بأن الشيخ الشعراوي مارس فاحشة اللواط مع اثنين من الأطفال وتم ضبطه متلبسًا وحُرِّرَ محضرًا بذلك.

هذه القصة لها مرجعين، أحدهما مقال والآخر كتاب؛ أما المقال فكان في صحيفة أخبار اليوم عدد 29 ديسمبر 2001م من خلال مقال عنوانه حكاية سيدة مجهولة نشره الصحفي إبراهيم سعدة، ومفاده أن امرأة أرسلت له خطابًا وقالت أن وزير الداخلية حسن الألفي سجل شريط فيديو للشعراوي يمارس اللواط ثم ذهب الشعراوي لأمن الدولة وركع وقبل رجل الضابط لكي لا يفضحه فوافق الضابط على رحمته شارطًا عليه أن يختفي عن الأنظار ولا ينتحل صفة داعية إسلامي.

بينما الكتاب فظهر كمدونة مع ظهور المدونات الإلكترونية ونشرها شخص اسمه أحمد مصطفى أباظة والذي كان له موضوع اسمه «طرائف مخزية في حياة المعلم والتلميذ … الشيخ الشعراوي»؛ وذكر أن الشعراوي حُرِرَ له محضر 1163 في قسم الخليفة بتهمة هتك العرض ونفوذه منع الفضيحة.

ما قبل الرد على القصة

كاتب التحقيق يتبنى اقتناعًا يقول «لا قداسة لأي إنسان عدا الأنبياء، وما دونهم بشر تاريخهم يتم تناوله بدون تدليس أو تدنيس»؛ وكذا الموقع الذي ينشر التحقيق، لا يتبنى خط الدفاع الأعمى عن الشيخ الشعراوي، بدليل أن هناك مقالات ضد الشعراوي فكريًا وتاريخيًا (أحدها كتبه ناشر هذا التحقيق هـــنـــا).

بالتالي لا داعي للاتهامات الخرقاء الجوفاء؛ فقط نريد توصيل رسالة أن الخوض في الأعراض لمهاجمة شخص أنت مختلف معه لا يعني إلا أن الخائض في العرض مدلس وكاذب وإن كان صاحب قضية سيخسرها حتمًا.

الرد على قصة المحضر 1163 في قسم الخليفة

القصة لم تحدث أصلاً والدليل على ذلك نص القصة نفسها، وبشكل عقلاني يتضح ذلك لمن لم يتحكم منه الهَوَى؛ وسبب أن تلك القصة كاذبة (وغبية) ما يلي:-

أولاً / فإن الشيخ محمد متولي الشعراوي حتى منتصف ثمانينيات القرن الماضي كان من سكان منطقة الإمام الحسين (التفاصيل هــنـــا)، ثم استقر في فيلته في آخر الهرم؛ بالتالي لو حدثت القصة وهو من سكان الحسين فإنه تابع لقسم الجمالية وليس قسم الخليفة، وإن حدثت وهو من سكان الهرم فإنه سيكون ضمن أقسام الجيزة لا الخليفة.

ثانيًا / فترة حسن الألفي في منصبه كوزير للداخلية بدأت سنة 1993م وانتهى سنة 1997م، وخلالها كان الشعراوي ظاهرًا بكثافة؛ فبعيدًا عن خواطره التلفزيونية في تفسير القرآن الكريم، كان الشعراوي ضيفًا على قنوات التلفزيون المصري في البرامج الدينية ذات طبع المناسبات كالإسراء والمعراج والمولد النبوي والتي وصلت إلى أكثر من 200 ظهور إعلامي وإذاعي، بالإضافة لأنشطته المجتمعية، فضلاً عن زياراته الخارجية التي تجاوزت الـ 50 زيارة، فكيف يحدث كل هذا وأمن الدولة اشترطت عليه أن يتوارى وهو وافق على شرطها.

إقرأ أيضا

تحريك “اقتصاد الابتكار” بتكامل العلوم “زي بلاد برة” ولا رضا أولياء الأمور؟

ثالثًا / لن نسأل لماذا نشر إبراهيم سعدة هذا الكلام بعد وفاة الشيخ محمد متولي الشعراوي بـ 3 سنوات؛ لأن الإجابة ستكون:- أنه خشي من غضب الشعراوي ونفوذه، لكن السؤال:- لماذا لم ينشر إبراهيم سعدة اسم المرأة ؟ فلا ضرر عليها نهائيًا لأن الشعراوي مات وهي ليست متورطة في شيء ؟.

يبقى ذلك السؤال بلا إجابة أو بمعنى أدق إجابته واضحة وهي أن إبراهيم سعدة (ضَريِّب تقارير مفبركة) تجاه من يكرهه بحق أو بدون حق، فعلها مع عادل إمام لما رفض التمثيل لأيٍ من أعماله، وفعلها مع نور الشريف في أزمة ناجي العلي إلى أن أخرسه أسامة الباز بأوامر من الرئيس الأسبق مبارك؛ بالتالي فإن إبراهيم سعدة كاذب بحكم العادة.

رابعًا / أما أحمد مصطفى أباظة فلم يكن لصيقًا للشعراوي أو له صلة به، فاسمه عبد المحسن على عبد المحسن من قرية دويدة مركز الزقازيق محافظة الشرقية، وسافر إلى لبنان ومنها للأردن عام 1995م، ثم ظهر باسم أحمد مصطفى أباظة في وثائقي الBBC سنة 2006م عن التنصير والمنصرين، وكان له برامج عن التنصير لا زالت موجودة حتى الآن  هــنــا ؛ والكلام عنه في المدونات التنويرية والإلحادية والإسلامية كثير وموجود بتاريخه هــنـــا والمجد للأرشيف.