حكاية تهمة عقوق الوطن .. أول مُدَان كان سائق تاكسي وجريمته “عدم توصيل زبون”

نسمع كثيرًا عن التهم المتعلقة بضدية الوطن مثل التجسس والإرهاب وغيرهما، لكن تهمة عقوق الوطن لم نسمعها من قبل، خاصةً وأن كلمة عقوق معناها عدم البر، وهي بحق الوالدين فكيف تكون بحق الوطن ؟.

التهمة نظرتها محكمة المرور

في يوم 22 ديسمبر سنة 1964 أصدرت محكمة المرور أول حكم من نوعه ضد سائق تاكسي امتنع عن توصيل زبون وواجه تهمة عقوق الوطن فقضت بمعاقبته بالحبس 7 أيام في القضية التي حملت رقم 19872 لسنة 1964 بولاق.

اقرأ أيضًا
خداع النوستالجيا..كيف كشف “الترام” عن وجه القاهرة القبيح؟

كان النقيب بهيج شكري رئيس مباحث المرور قام بحملة على سائقي سيارات التاكسي يوم 4 ديسمبر 1964 بعد أن تعددت شكاوى المواطنين من استهتار بعضهم ورفضهم القيام بتوصيلهم، وأسفرت الحملة عن ضبط عدد منهم تقرر تقديمهم للمحاكمة.

أول مدان في تهمة عقوق الوطن

كان أول الذين قُدِّموا للمحاكمة السائق صالح إبراهيم أحمد، سائق التاكسي رقم 4790 أجرة القاهرة، عقدت محكمة المرور جلستها برئاسة القاضي أحمد عبدالرحمن وممثل النيابة المقدم أحمد عبدالعال، ووجهت النيابة للمتهم تهمة عدم تأجير سيارته، واعترف المتهم بالمخالفة فقضت المحكمة بحبسه أسبوعًا.

اقرأ أيضًا
قطار الصعيد المظلوم الحزين!

تضمنت حيثيات الحكم بأن السائق لا يستحق شرف لقب المواطن  وقالت الحيثيات “من حيث أن التهمة ثابتة قبل اعتراف المتهم به، ولما كان ذلك فيكون المتهم قد امتنع عن تأجير سيارته عند الطلب مخالفًا بذلك نص المادة 16 من قرار وزير الداخلية لقانون المرور رقم 449 لسنة 1955 مما تستظهر معه المحكمة أن امتناع المتهم عن تأجير سيارته الأجرة عند الطلب فضلا عن مخالفته للمادة المذكورة فهو خروج منه عن تأدية واجب وظيفته المنوط به ويعرقل حركة انتقال المواطنين إلى الأماكن التي يرغبون في الانتقال إليها ويشين سمعة الوطن لدى السائحين الأجانب ويكون المتهم وأمثاله عاقين للوطن مما لا يصح انتماء المتهم وأمثاله لشرف المواطن .. الأمر الذي ترى معه المحكمة أخذه بأقصى العقوبة زجرًا له وردعًا لأمثاله العاقين والمارقين للوطن”.

الاهتمام بالتاكسي

إقرأ أيضا

مع هاني مهنى “كثير من الكلام قليل من الطرب” على إذاعة الأغاني

ظهر التاكسي في مصر بعد 30 سنة من ظهور سيارات الأجرة التي كانت في الشارع المصري لأول مرة موديل دي ديون بوتون وهي بواحد سلندر ومحركاتها تعمل بالبطارية وليس بالبنزين، وظلت سيارات دي ديتون بوتون موجودة إلى سنة 1919 حيث ظهر سيارة بوبي تاكسي ومشهورة بلوحاتها المعدنية المكتوب عليها أجرة مصر، ومع إقرار قانون المرور رقم 499 لسنة 1955 ظهر نوع جديد من عربات التاكسي وهي سيارات مرسيدس- بنز.