همتك نعدل الكفة
645   مشاهدة  

حكاية عامل الورنيش .. مهنة حولت رجالاً إلى أساطير كفاح خلدها العالم

عامل الورنيش
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في الليالي السوداء وداخل كافة الأزقة وعلى نواصي الشوارع والميدان يجلس عامل الورنيش بطريقة القرفصاء ويمسك بالفرشاة ويبدأ في ممارسة عمله بتلميع الأحذية على كافة مستوياتها واختلافاتها.

نفسية مهنة عامل الورنيش في مصر والعالم

طفل يعمل في مسح الأحذية - بريطانيا سنة 1865
طفل يعمل في مسح الأحذية – بريطانيا سنة 1865

قصة طويلة يحملها كل عامل ورنيش خاصةً مع الأعياد فهو لا يشعر بالعيد إلا من خلال الأحذية، ولا يرى زهاء ليلة العيد وأيامه إلا عبر ألوان كل حذاء يلمعه، ولا يخشى شيئاً سوى الإحراج إن جاء أحد من عائلته ورآه.

اقرأ أيضًا
أكثر العربيات انتشارًا في مصر

جنيهات معدودة هي حصيلة مكسب عامل الورنيش، وهنا سر الكفاح فهو بالكاد يعيش خاصةً أنه يكون مسؤلاً عن أسرة، ولا يوجد شيء آخر من أجل الارتزاق إلا هذه المهنة، وحتى لو نجح في الحصول على صنعة لا يترك تلك المهنة رغم مخاطرها الصحية، شكل من أشكال الكفاح يمكن أن يخوضه عامل الورنيش وهو أنه يركض كثيرًا تفاديًا للصِدَام مع البلدية، وبالتالي يكون متجولاً في كافة الشوارع من أجل العمل دون صدام مع قانون وتفوق في الفشل حين يريد تقنين أوضاعه.

شخصيات تاريخية بدأت من مهنة عامل الورنيش

إعلان مسح الأحذية
إعلان مسح الأحذية

نماذج مشهورة في العالم بدأت حياتها من تلك المهنة، الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، كذلك فإن الملاكم العالمي مايك تايسون زاول مهنة تلميع الأحذية، لكن يبقى كيكا هو أشهر ماسح أحذية في العالم نظراً للتقدير الكبير الذي أخذه.

تبدأ قصة كيكا من العاصمة البوسنية سراييفو حين تم انجاز فيلم وثائقي عن أحد ماسحي الأحدية البوسنيين يدعى الذي تحول إلى رمز صمود سراييفو في أحلك أوقات تاريخها، فقد تم وضع كرسي خشبي مع باقة ورود وشموع على رصيف الراحل.

كرسي ميسو
كرسي ميسو

قصة كيكا ميسو أنه من غجر الروما الأوروبيين في كوسوفو، انتقل للإقامة في سراييفو بعد الحرب العالمية الثانية في سن الى15 عاماً، حصل على وسام شرف المدينة من بلدية سراييفو في عام 2009، فضلاً عن شقة ومعاش تقاعدي.

عندما حوصرت سراييفو في أبريل 1992، لم تثبط عمليات القصف اليومية ومجازر المدنيين، عزيمة حسين كيكا ميسو عن مواصلة الحياة اليومية فوق الأنقاض وتحت القصف اليومي، ففي صباح كل يوم كان يرتدي بزته وقميصًا أبيض ليجلس أمام واجهة مطعم مهجور وسط الركام والأنقاض مع أدوات ماسح الأحذية باعثا رسالة الأمل والصمود: تقول أحد الممرضات الشاهدات على الموقع والأحداث وهي تروي عن يومياته : “كان فألاً حسنًا للمدينة ورمزا لسراييفو خلال الحرب، عندما كنا نراه هنا في شارع تيتو بعد جحيم القصف خلال الليل، كنا ندرك أننا صمدنا يومًا إضافيًا”.

إقرأ أيضا
فتح الأندلس

وقال حسين كيكا ميسو في إحدى المقابلات: “كان القصف وإطلاق النار من كل حدب وصوب، لكن كنت أذهب إلى مكان عملي مترجلاً، كنت أقطع الكثير من الكيلومترات يومياً، كنت شجاعاً ومرحاً لذا بدأ الناس يحبونني”.

أصدرت بلدية سراييفو بيان رثاء لوافته عن سن ال83 عاما: “لقد عاش أكثر من سبعة عقود في سراييفو حيث تلقى الحب من الذين ولدوا فيها ومن الذين كانوا يمرون بها”.

الكاتب

  • عامل الورنيش وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان