همتك نعدل الكفة
674   مشاهدة  

حكم المتاحف في الإسلام .. مالم يدركه الغاضبون من دار الافتاء

المتاحف في الإسلام
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



قبل أيام هاجم بعض من جمهور صفحة دار الإفتاء المصرية المنشور الذي تناول حكم المتاحف في الإسلام زاعمين أن جواز تأسيس المتاحف ما هو إلا من وجهة نظر دار الإفتاء فحسب.

الأصل في الأشياء أن القرآن الكريم ذم عبادة الأوثان لكن آثار الحضارات المختلفة ضرورية لمعرفة التاريخ العلمي والسياسي والعسكري لتلك الأمم ويترتب على ذلك أن الأثر نفسه صار سجلاً علميًا والحفاظ عليه لازم.

حكم المتاحف في الإسلام .. الجواز بأدلة قرآنية

حكم المتاحف في الإسلام

لا يمكن الزعم أن حكم المتاحف في الإسلام حرام شرعًا وذلك لأن دراسة تاريخ الأمم التي خلت أمر دعا إليه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم.

اقرأ أيضًا 
عن إيمان أهل الجاهلية بوجود الله “كيف اجتمع مع عبادتهم للأصنام في وقت واحد ؟”

فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت “قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”، ولا يمكن معرفة نشأة الخلق إلا عبر المتاحف الطبيعية على سبيل المثال.

الأمر نفسه ينطبق على متاحف الآثار ويمكن معرفة ذلك من فهم قول الله سبحانه وتعالى ” أَوَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعْجِزَهُۥ مِن شَىْءٍۢ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِى ٱلْأَرْضِ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا”، وقوله سبحانه ” أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا”.

حكم المتاحف في الإسلام

فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم معرفة آثار الأمم السابقة إلا عن طريق الاعتناء بها وفي ذلك قالت فتوى من تراث دار الافتاء “كان حتما الحفاظ على الآثار والاحتفاظ بها سجلا وتاريخا دراسيا، لأن دراسة التاريخ والاعتبار بالسابقين وحوادثهم للأخذ منها بما يوافق قواعد الإسلام والابتعاد عما ينهى عنه، من مأمورات الإسلام الصريحة الواردة فى القرآن الكريم”.

إقرأ أيضا
محمد عبداللطيف

ووفقًا لذلك فإن إقامة المتاحف أمر ضروري لما كان التحفظ على هذه الآثار هو الوسيلة الوحيدة لهذه الدراسة أصبح حفظها وتهيئتها للدارسين أمرا جائز إن لم يكن من الواجبات باعتبار أن هذه الوسيلة للفحص والدرس ضرورة من الضروروات ،وقاعدة الضرورة مقررة فى القرآن الكريم فى قوله تعالى ” وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ “، وعلى ذلك فإن الإسلام لا يحرم إقامة المتاحف بوجه عام، لأن ما يحفظ بها من آثار وسيلة لدراسة تاريخ الأمم السابقة .

من أبرز العلماء الذين اهتموا بأهمية علم الآثار وقام لها بتأصيل شرعي كان الشيخ جاد الحق علي جاد الحق والذي قال “الآثار وسيلة لدراسة التاريخ وإذ كان ذلك وكانت الأمم الموغلة فى القدم كالمصريين القدماء والفرس والرومان، وغير أولئك وهؤلاء ممن ملئوا جنبات الأرض صناعة وعمران قد لجئوا إلى تسجيل تاريخهم اجتماعيا وسياسيا وحربيا نقوشا ورسوما ونحتا على الحجارة، وكانت دراسة تاريخ أولئك السابقين والتعرف على ما وصلوا إليه من علوم وفنون أمرا يدفع الإنسانية إلى المزيد من التقدم العلمى والحضارى النافع، وكان القرآن الكريم فى كثيرة من آياته قد لفت نظر الناس إلى السير فى الأرض ودراسة آثار الأمم السابقة والاعتبار والانتفاع بتلك الآثار، وكانت الدراسة الجادة لهذا التاريخ لا تكتمل إلا بالاحتفاظ بآثارهم وجمعها واستقرائها، إذا منها تعرف لغتهم وعاداتهم ومعارفهم فى الطب والحرب والزراعة والتجارة والصناعة، وما قصة حجر رشيد الذى كان العثور عليه وفك رموزه وطلائمه فاتحة التعرف علميا على التاريخ القديم لمصر، وما قصة هذا الحجر وقيمته التاريخية والعلمية بخافية على أحد” .

الكاتب

  • حكم المتاحف في الإسلام وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان