حنا عياد .. رجل البر والإحسان الذي جعل الخير رمزًا للوحدة الوطنية
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لم تكن أعمال الخير في مصر مقتصرة على الجمعيات الخيرية الإسلامية بل قامت بها الجمعيات القبطية الخيرية على يد حنا عياد بك وكان هذا شكلٍ من أشكال الوحدة الوطنية في مصر التي أعجزت الاحتلال.
حنا عياد وسيرته
يعود أصل حنا عياد إلى رشيد حيث في 21 أكتوبر، سنة 1861 والتحق بالمدارس الأهلية بالإسكندرية، وبعد تخرجه منها تم تعيينه في عموم جمارك الإسكندرية يوم 1 فبراير سنة 1876 وظل بها إلى يوم 19 نوفمبر سنة 1877 م، ثم عمل في قلم الموازين داخل وزارة المالية حتى 9 نوفمبر سنة 1879 ووصفه زكي فهمي بقوله “كان في وظيفته هذه ميزانًا صادقًا في حسن الاستقامة والنشاط في العمل، ثم نقل بقلم التحريرات بوزارة المالية أيضًا، ومكث بها حتى 3 سبتمبر سنة 1892 ثم نقل لقلم السكرتارية الإفرنجية بالوزارة نفسها، وظل عاملًا مجدًّا بها حتى 2 أبريل سنة 1894 ونقل منها إلى إدارة عموم الأموال المقررة بوظيفة رئيس قلم المستخدمين بها، ثم تدرج لوظائف أخرى، وأخيرًا تعين مديرًا، ومكث في وظيفته هذه لغاية 21 أكتوبر سنة 1921 ثم أحيل على المعاش”.
الأعمال الخيرية في مسيرة حنا عياد
ذكر كتاب صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير مشاهير مصر أن مسيرة حنا عياد لم تصل لحد خدماته الحكومية بل شملت أيضًا خدمات جليلة قدمها للحكومة والمساعدات الطيبة التي أداها لبني وطنه، وكتب مؤلف الكتاب في هذا قائلاً “قد أوجدت الطبيعة كل صفات العطف والمروءة والحلم بين جنبي هذا الفذ، فتحركت أوتارها ضاربة على نغمة الأخذ بيد الفقير ومساعدة المحتاج مع بذل المستطاع لإرضاء إخوته في الإنسانية، فطالما رأيناه يواسي ويكفكف دموع الحزانى والفقراء، ويمدهم بالمساعدات المالية من حين لآخر، فينطلقون وألسنتهم لاهجة بالدعاء بطول حياته، أدرك ألا قيمة للمرء في الحياة الدنيا إلا بالسعي وراء ما يخلد للإنسان بالفخر والإعجاب في سجل التاريخ، فسعى هذا المسعى المحمود وشمر عن همة عالية وكفاءة نادرة وخطا خطوات واسعة في سبيل البر وعمل الخير، فحاز رضى الخالق والمخلوق، واستوجب شكر المروءة والإنسانية على ما قدمت يداه من عمل خالد وذكرى حسنة تدوم له بالفخر ما دامت السماوات والأرض “.
تم تعيين حنا بك يوم 30 نوفمبر سنة 1909 عضوًا في المجلس العام للجمعية الخيرية القبطية الأرثوذكسية، ثم مراقبًا لحساباتها ثم عين نائبًا لها، وهكذا ظل يخدم الأعمال الخيرية بكل ما أوتي من قوة حتى أنعم عليه الخديوي عباس حلمي الثاني بالرتبة الثالثة سنة 1910 والثانية سنة 1912 منه أيضًا وبالبكوية من الدرجة الأولى سنة 1921 من الملك فؤاد الأول ومات بعد ذلك بسنوات.
اقرأ أيضًا
واصف بطرس غالي .. مسيرة مناضل وطني مظلوم بسبب تاريخ البطارسة
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال