حول الإذن بالذكر بين الصوفية ومرتادي السوشيال ميديا “هل أخطأ الشيخ أسامة الأزهري في رده ؟”
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
أثار الشيخ أسامة الأزهري عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك جدلاً واسعًا حينما نشر منشورًا عن فضل ذكر اسم الله سبحانه (العزيز) فطلبت منه إحدى المتابعات بأن تذكر اسم الله العزيز فأعطاها إذنًا بأن تقوله 658 مرة.
اقرأ أيضًا
قراءةً تحليلية لكتاب الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين للشيخ أسامة السيد الأزهري
بمجرد كتابة الشيخ أسامة الأزهري هذا التعليق تعرض لتساؤلات واعتراضات، بحجة أن ذلك يعني الكهنوت وأنه ليس شرطًا أن يأخذ المسلم إذنًا ليذكر الله عز وجل.
الإذن بالذكر عند الصوفية .. المعنى الحقيقي والمعنى الخاطئ من منشور أسامة الأزهري
الفهم الخاطئ لمعنى الإذن بالذكر هو ضرورة أن يستأذن المسلم شيخًا لكي يذكر الله وبدون الإذن لا يجوز له ذكر الله، وهذا الفهم لا يمت للحقيقة بأي صلة.
أجاب الشيخ هشام محمود الأزهري عن مسألة الإذن بالذكر فقال “معنى اﻹذن بالذكر أي: الإجازة فيه، ويمكن هنا أن نقيسه على اﻹجازة في القرآن الكريم، فلم يقل أحد من المسلمين قطُّ أن اﻹجازة في القرآن الكريم تعني أنه لا يجوز ﻷحدٍ أن يقرأ القرآن إلا بعد أن يأخذ اﻹجازة، بل كل مسلمٍ من حقِّه أن يقرأ القرآن متى شاء ما دام على طهارةٍ، لكن اﻹجازة في القرآن تحقق لقارئ القرآن فضيلة أخرى، وهي أنه سيقرأ القرآن بصورةٍ صحيحةٍ كما قرأه رسول الله ﷺ وكما قرأه الصحابة والتابعون والعلماء من بعدهم إلى يومنا هذا، وكذلك اﻹجازة في القرآن تجعل صاحبها متصلًا بسندٍ نورانيٍّ حلقاته أهلُ العلم ورأسُهُ رسول الله ﷺ”.
بالتالي فإن معنى اﻹذن في الذكر قريب من معنى اﻹجازة في القرآن الكريم، فأنت عندما تأخذ اﻹذن في الذكر من أحدٍ من أهل العلم تكون بذلك قد اتصلت بسندٍ نورانيٍّ رأسُهُ الجناب النبوي المعظَّم ﷺ وهذا في اﻷذكار الواردة عنه، وتتحقق لك فضيلة بهذا اﻹذن ليست موجودة لمَنْ ليس عنده هذا اﻹذن، وهو أنك تعلم متى كان النبي ﷺ يذكر بهذا الذكر، وكيف كان يذكر به، وكم مرة كان يذكر به، وهكذا، فكل هذا يعلِّمك إياه الشيخ عندما يأذن لك بالذكر.
مسألة الإذن بالذكر ليست وليدة العصر الحالي، فقد ذكر الشيخ هشام محمود الأزهري أن العلماء قديمًا وحتى اليوم درجوا على أخذ اﻹذن من الجيل الذي قبلهم في ذكر الله تعالى، وهذا مشهورٌ ومعروفٌ عند طلاب العلمِ، وعندما يطالع اﻹنسان تراجم العلماء يجد ذلك منثورًا فيها بصورة غزيرة، وبهذا نفهم أن معنى اﻹذن بالذكر ليس أبدًا أنه لا بد على كل إنسانٍ أن يأخذ إذنًا من شيخٍ حتى يذكر الله، بل يستحب لكل إنسان أن يكثر من الذكر، سواء كان معه إذن أم لا، وأن مَن أخذ إذنًا يتحقق له فضيلة اتصال السند، ويتحقق له فضيلة العلم بأفضل الكيفيات للذكر وما هي السنة النبوية المشرفة فيه.
الكاتب
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال