حين دمرت أمريكا أحد أعرق المواقع الأثرية في إيطاليا
في العام 1939 اشتعلت نيران الحرب العالمية الثانية التي صنفت كأكبر نزاع دموي في تاريخ البشرية بعدما استمرت لنحو ستة سنوات لتنتهي في سبتمبر من العام 1945 وذلك بعدما وقع اليابانيين على وثيقة استسلامهم بعدما خلفت تلك الحرب مقتل ما يزيد عن 60 مليون شخصًا بجانب تدمير عدد من المدن.
لم يكن تأثير تلك الحرب العالمية على الأفراد والمدن فقط بل طال الأماكن الأثرية أيضًا التي يتجاوز عمرها الألف سنة والتي منها دير مونتي كاسينو الذي شيد خلال القرن السادس.
في العام 1944 تعرض دير مونتي كاسينو بإيطاليا لقصف أميركي جعله كومة حجارة، فبحسب العديد من المصادر التاريخية فقد شيد هذا الدير في العام 529 على يد القديس بندكت النيرسي بموقع قريب من مدينة كاسينو الإيطالية.
خلال تلك الفترة تم تشييد الدير على بقايا معبد إغريقي قديم خصص وقتها لعبادة الآلهة الإغريقية أبولو وبهذا الدير خصص “النيرسي” موقعًا للقديس مارتن وبنى كنيسة صغيرة أخرى أيضًا للقديس يوحنا المعمدان.
تمكن الدير من الصمود أمام الكثير من الأحداث منها الثورة الفرنسية عندما هاجمت قواتها الدير وعبثت بمحتوياته ورغم ذلك تمكن من الصمود، لحين جاء العام 1866 وقتها صدر قانون حل جميع الأديرة بإيطاليا ليتحول من ذلك الوقت إلى موقع أثري يفتخر به الإيطاليون.
لكن هذا الفخر لم يستمر كثيرًا فأثناء الحرب العالمية الثانية وخاصة خلال الحملة الإيطالية التي استمرت ما بين يوليو 1943 ومايو 1945، قام الألمان بتشيد خط غوستاف الدفاعي بوسط إيطاليا بهدف منع تقدم قوات الحلفاء نحو الشمال.
ولكن الجنرال الألماني ألبرت كسلرنغ، بسبب إيمانه بأهمية المواقع الأثرية رفض ضم الدير لمواقعه الدفاعية وطالب قواته بالابتعاد عنه لتجنب استهدافه من قبل الحلفاء.
لكن البريطانيون وقتها نقلوا لحلفائهم الأميركيين معلومات خاطئة عن عزم الألمان استخدام لدير مونتي كاسينو كمركز استطلاع بسبب موقعه الواقع على مرتفع.
وليس ذلك فقط بل تحدث البريطانيون عن تواجد أعداد كبيرة من الألمان داخل هذا المكان، فكر الأمريكيين في هذا الكلام كثيرًا حيث رفضوا في البداية استهداف موقع أثري يعود تاريخه لنحو 1400 سنة، لكن بعد مشاورات عدة عمدت الطائرات الأمريكية قصف هذا الموقع التاريخي متسببة في تدميره بشكل شبه كامل.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، قامت إيطاليا بإعادة بناء وترميم هذا الدير ليلقي المشروع دعمًا كبيرًا من الرئيس الإيطالي لويجي إيناودي والبابا بولس السادس.
إقرأ أيضًا.. إضراب عمال التوصيل .. كيف تكدر “أمازون” عيد الحب 2024 في بريطانيا؟