“بعد مكاسب ظاهرية غير فعالة” لماذا زادت خسائر إسرائيل في لبنان؟

تزايدت خسائر إسرائيل في لبنان خلال الأيام القليلة الماضية بشكل لافتٍ منذ بدء الحرب بين حزب الله وجيش الاحتلال، ليصبح موقف نتنياهو بالغ الحرج.

شكل خسائر إسرائيل في لبنان بعد تحقيق مكاسب ظاهرية

تقاس الخسائر بالنسبة للجانب الإسرائيلي بمعرفة ماهية أهداف الحرب وهل حققتها أم لا، وبين الفترة من 8 أكتوبر 2023م (بدء مواجهات حزب الله وإسرائيل) و30 يوليو 2024م (اجتياح بيروت) حددت إسرائيل 5 أهداف من تلك الحرب.

أول أهداف إسرائيل كان تدمير المنظومة التكنولوجية لحزب الله، وثانيها: استهداف الشخصيات القيادية في الحزب للفصل بين المقاتلين على الأرض وقيادتهم حتى يسهل استئصال شأفة الحزب نهائيًا، وثالثها نسف البنية الصاروخية لحزب الله، ورابعها إنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان إلى خط الليطاني، وخامسها:- عودة 100 ألف مستوطن من شمال فلسطين إلى لبنان.

مع مطلع العام 2024م بدأت إسرائيل تخطو نحو النتائج، إذ حققت (ظاهريًا) الهدف الأول وهو تدمير منظومة اتصالات حزب الله بهجمات البيجر (17 سبتمبر)، لكن عمليًا لم يؤثر ذلك في عمليات حزب الله.

كذلك فإن إسرائيل أحرزت بشكل عملي هدفها الثاني وهو استهداف قيادات حزب الله، وفي أقل من شهر خلال عام عام 2024م نجحت في اغتيال نخبة الصف الأول من قيادات حزب الله وهم بحسب الترتيب الزمني «وسام الطويل، قائد قوة الرضوان (8 يناير)، إبراهيم عقيل، رئيس وحدة الرضوان (20سبتمبر)، حسن نصر الله، أمين حزب الله (27 سبتمبر)، هاشم صفي الدين، أمين حزب الله (3 أكتوبر)»؛ إلى جانب مقتل 532 من مقاتلي حزب الله (إجمالي عدد شهداء لبنان حتى آخر أكتوبر 2024م هو 2483 شهيد).

لكن نجاح إسرائيل لم يكن فعالاً حيث لم يحدث انهيار في منظومة حزب الله القتالية وأيضًا لم يؤثر ذلك على حركة المقاومة في لبنان.

وشهدت الفترة من 25 إلى 27 أكتوبر خسائر قوية في صفوف جيش الاحتلال إذ قُتِل 10 عسكريين وأصيب 20 آخرين واستهداف 4 دبابات ميركافا في (يوم 25 أكتوبر)، ثم قُتِل 4 عسكريين في (يوم 27 أكتوبر).

وفي أقل من 3 أيام لوحظ تقدمًا في أداء المقاومة اللبنانية، كان من أشكاله أن المقاومة أطلقت تحذيرًا لسكان 25 مستوطنة من أجل إخلاءها، ثم بدأ الاستهداف المباشر لهم جميعًا ووقعت إصابات في مستوطنات نهاريا وإيلييت هشاحر وكريات شمونة، وذلك بالتوازي مع استهداف قاعدة زوفولون الإسرائيلية شمال حيفا.

وفي 27 أكتوبر نفذت المقاومة اللبنانية 7 هجمات متفرقة في شوميرا وزرعيت وكفريوفال وعكا والمرج والمنارة وسعسع، واستهداف شركة يوديفات للصناعات العسكرية.

وتزادت الهجمات باستهداف مستوطنات كرمئيل ومرغليوت ومسكفعام وبيريا والمالكية، وتجمعات عسكرية في خلى نايف وعيترون والضهيرة، ثم إطلاق هجمات صاروخية في الزاعورة وإبل القمح مع تصدي لهجمات جوية إسرئئيلية في القطاع الغربي.

لماذا زادت خسائر إسرائيل في لبنان ؟

قامت الحسابات الإسرائيلية أنه بالضربات القوية التي طالت قيادات المقاومة في لبنان فإن الحرب قد انتهت من قبل أن تبدأ، لكن ذلك كان تقديرًا خاطئًا، إذ أن عناصر حزب الله وإن كانوا قد تأثروا خلال الأسابيع الماضية لكنهم استطاعوا استعادة زمام الأمور.

إقرأ أيضا

أشغال شقة وبابا جه.. كوميديا مختلفة واهتمام بالتفاصيل

وإلى جانب المهارات القتالية للمقاومة خاصةً في المعارك البرية، يضاف له عنصر آخر وهو معرفتهم بالأرض، فضلاً عن وجود بنية تحتية تساعد على تطوير اختفاءهم وظهورهم وفق تكتيكات الكر والفر والضرب المباشر.

وتفاقمت خسائر إسرائيل بكسر هيبتها إذ بدأ حزب الله يستعيد جزءًا من بنية الاتصالات التي فقدها بتنفيذ هجوم استهداف منزل نتنياهو نفسه.

وجاء سبب أخير وهو زيارة المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، إلى بيروت والذي اقترح حلاً لوضع نهاية للحرب في لبنان وهو استعادة تنفيذ القرار 1701 وهو وقف الأعمال القتالية وانسحاب إسرائيل في مقابل نزع سلاح حزب الله وهو الأمر الذي يرفضه الحزب بعد أن أراد نتنياهو رفع سقف المطالب الإسرائيلية بأن تعمل القوات الجوية بكامل حريتها في الأجواء اللبنانية للإشراف على نزع سلاح حزب الله وهو ما رفضه الحزب بشكل قاطع.