داري على شمعتِك .. جريمة روَّج لها ياسمين عز وعبد الله رشدي ودفع ثمنها عروس الإسماعيلية
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تعالى كُل حمام محشي يا بيه .. هل تتذكرون تلك الكلمات التي نطق بها عريسًا أبرح عروسته “عَلقة موت” أثناء خروجها من الكوافير .. وسميت قضيتهما وقتها بقضية “عروس اسماعيلية” وذلك حين تفاخر العروس وأهله بضرب زوجته بحجة أنها ابنة عمه، وجمعتهما علاقة حب دامت إلى ثلاثة عشر عامًا وأكثر، ووصل الأمر لتهديد الصحفية التي وثّقت الجريمة عن طريق الصورة .. وكان ذلك في فبراير الماضي .. حين مزّق العريس عروسته وكاد أن يفتك بها فتكًا وسط جمهرة من الموجودين في الشارع وأمام السيارة التي جُهّزت لتنقلهما إلى بيتهما .. وقتها انتفض المجتمع ضد هذه الصورة العنيفة، وظهرت أصوات تدعي الحكمة واستطاعت بفعل الأكثرية التي تعتبر العنف بيئتها المريحة أن تخمد انتفاضة المجتمع ضد هذه الصورة، ويمر الأمر مرور الكرام على نغمة “الصلح خير قوم نتصالح” وأن بيتًا لا يمكن هدمه بسبب عنف صدر من الرجل واعتذر – فيما بعد – عنه .. وأن “ابعدوا عننا يا عوازل” .. وأن ” ماحدش يقدر يفرقنا عن بعض أبدًا ” وتخدّرت القضية بفعل تلك الأصوات . وأُغلق عليهما باب واحد كما أردوا !
فيديو العنف ضد عروس الإسماعيلية
بعد ثمان أشهر :
نقلًا عن جريدة البوابة نيوز .. ومنذ ساعات قليلة .. قالت عروس اسماعيلية أنها اضطرت للتصالح مع هذا المتوحش لأنها تلقّت منه تهديدات بتشويه وجهها بمياة النار، وتهديدات أخرى بقتل والدها، وأنه قد احتجزها في منزل شقيقه لمدة 15 يومًا راح فيها يضربها ويلكمها ضربًا مبرحًا كاد يصل لحد التعذيب الممنهج ولم تستطع الوصول لأيًا من الجيران لإنقاذها، كما اعتدى عليها بضربة بشموة غليظة على رأسها ما تسبب لها في جروح في الرأس وجراح في النفس من الإهانة بعد أن هتك عرضها أمام المارّة في الشارع ومنع زيارتها لأهلها، وأنه منذ تاريخ ذلك اليوم المشؤوم حين أُغلق عليهما باب واحد وكانت بداية اللعنة في حياتها، حيث أصبحت مهددة بالفتك في أي لحظة من اللحظات وقد نزفت من بطنها وفكرت في الانتحار أكثر من مرة .. وأنها قد حررت محضرًا بما اقترفه هذا المتوحش .. حتى ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه .
الدروس المستفادة .. لا يجب أن نستخف بما تقوله ياسمين عز
والمُلاحظ في ردود الأفعال التي تصاحب آراء المذيعة ياسمين عز أن البعض يتعامل باستخفاف مع تلك الحسناء التي تُكّرث يوميًا لمعاني وتقاليد كارثية استمرت لعقود يحاول المجتمع المصري إزاحتها من على صدره، وكان للسيدة ياسمين عز رأيًا في واقعة ضرب عروس اسماعيلية لزوجته أمام الكوافير حين طالبها المجتمع بطلب الطلاق، خرجت علينا “عز” قائلة ” للعروس : “هذه عروسة بنت ناس وأصيلة وبنت عيلة ومش معقول هتبوظ فرحتها وحبها الذي تجاوز الـ 13 سنة لموقف لا نعرف تفاصيله” .. ثم خرجت “عز” تحت ضغطًا مجتمعيًا لتعتذر عما قالته في مشهد أكثر سخافة من رأيها الأول وقالت أن التعبير قد خانها وأنها لا تكرث للعنف، والحقيقة في الأمر أنها لم يخونها التعبير وأن لا يوجد مصطلح واحد فيما قالته يحمل أكثر من معنى، كل ما في الأمر أنها اقترفت كارثة على الهواء وتريد إصلاحها .. وبعدالقبض على هذا المتوحش يكمن هنا السؤال : كيف يا ستبررين تلك الكارثة الآن يا أستاذة ياسمين؟
تعليق ياسمين عز على العنف ضد عروسة الإسماعيلية يبدأ من الدقيقة : 1:10
هي هابي وهو هابي .. عبد الله رشدي وهواية التبديد
لم يفوت طبعًا الشيخ عبد الله رشدي الحديث عن تريند عروس اسماعيلية في وقته – هذا لأن لو كنجارو تزوج من أنثاه في استراليا – سيكون شأنًا يصلح للكلام بالنسبة للشيخ .. وقال وقتها أن “الجميع مبسوط” وأن اعتذارًا قدمه عريسًا لعروسته هو إعلانًا بطرد أي طرف ثالث حتى لو كان هذا الطرف هو الوعي المجتمعي الذي يلفظ تلك المناظر الخبيثة والأفعال العنيفة ويطالب ببترها يوميًا من هذا الوادي الأخضرالطيب .. بل زاد الشعر بيتًا بوصفه الرجل المعتدي على زوجته بأنه “سيد الرجالة” .. واتفق رأي الشيخ عبد الله رشدي مع رأي ياسمين عز .
عبد الله رشدي ورأيه في العنف
لا يجب أن تداري على شمعتِك أو شمعتَك
لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار العنف بين أي اثنين بينهما صلة قرابة أمرًا شخصيًا بحتًا .. فهو أمر يخص المجتمع بأكمله، وأن مشهدًا يثير العنف في الشارع أو حتى صراخ صادر من شباك أحد المنازل ما هو إلا تكريث لعنف جديد .. يجب أن يقتحم المجتمع وعلى رأسه رجاله من قيادات الأمن والقانون تلك المنطقة الخاصة بأن “مالكوش دعوة احنا أقارب ” .. فعندما يستخدم الإنسان يده أو عصاه في التعبير عن إرادته فقد خرج عن إنسانيته ويجب التعامل معه قانونًا قبل الرأي العام .. وعلى هذا يجب أن تبادر المرأة التي تتعرض لعنف من الرجل أو الرجل الذي يتعرض لعنف من المرأة أن يبرم محاضر بهذه الوقائع وألا ينصت لما تقوله مذيعة ما أو آخرين . فالعنيف مكانه خلف القضبان أو في مصحة الأمراض النفسية والعقلية لا يجب أن يظل في الشارع !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال