101 مشاهدة
دبلوماسية ذكية وتوازن عالمي.. عن انضمام الاتحاد الأفريقي لقمة العشرين
انطلقت في الساعات الأولى من صباح يوم السبت التاسع من سبتمبر/ أيلول قمة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي بمشاركة زعماء 30 دولة من بينهم مصر، لاستعراض العديد من الخطط والحلول لمواجهة الأزمات العالمية وفي مقدمتها التغيرات المناخية وملف الطاقة والأزمات التي تواجه أفريقيا.
تأتي تلك القمة بعد فترة قصيرة من قمة بريكس التي أُقيمت في شهر أغسطس الماضي في عاصمة جنوب أفريقيا جوهانسبورج، التي تُعد الهند أحد أعضائها ومؤسسيها.
دور مصر في قمة العشرين
ويتمحور دور مصر في قمة العشرين حول إلقاء الضوء على مختلف الموضوعات التي تخص الدول النامية بوجه عام، والإفريقية بوجه خاص لا سيما الموضوعات التي تتعلق بتعزيز الجهود الدولية من أجل تيسير اندماج الدول النامية في الاقتصاد العالمي، وتوفير فرص ومزايا متبادلة تساهم في جذب الاستثمارات فضلًا عن تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية لجميع الأطراف.
و في هذا السياق شدد الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” خلال كلمته في القمة على أهمية توفير الموارد للبنية التحتية والطاقة فضلًا عن الاتصالات وتأمين الغذاء ومعالجة الديون في القارة الأفريقية الأمر الذي سيعزز النظام العالمي اقتصاديًا وسياسيًا، موضحًا أنه لتحقيق تلك الأهداف، لا بد من توافر منظورًا شاملًا يستند إلى النظام متعدد الأطراف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
العضو الجديد
انضمام الاتحاد الأفريقي
وخلال قمة العشرين أعلن رئيس الوزراء الهندي “ناريندرا مودي”، عن انضمام الاتحاد الأفريقي كعضو دائم في المجموعة التي تضم أغنى وأقوى دول العالم، وكانت الهند تسعى جاهدةً لضم الاتحاد الأفريقي بسبب الدور الكبير الذي سيلعبه الاتحاد في معالجة التحديات العالمية التي تشهدها المنطقة، وبهذا تكون صلاحيات الاتحاد الأفريقي مساوية تمامًا لصلاحيات الاتحاد الأوربي، بالتالي التوازن العالمي.
دبلوماسية ذكية
وخلال الفترة الماضية بذلت الهند جهدًا كبيرًا من أجل إقامة تلك القمة، ووفقًا لوكالة” بلومبرج” فإن نجاح تلك القمة لا يقتصر عند حدود الدبلوماسية الذكية، فعلى مدى أشهر ماضية رسم المسؤولون الهنود أفضل الطرق من أجل تحصين نيودلهي، المدينة الملوثة، التي تضم أكثر من 20 مليون نسمة.
واشنطن: أمور كثيرة على المحك الدولي
في هذا السياق قال “مايكل كوجلمان”، مدير معهد جنوب آسيا التابع لمركز ويلسون في واشنطن:”ثَمة أمور كثيرة على المحك بالنسبة لمودي فيمَا يتعلق باستضافة بلاده القمة، إذ يمكن أن يعزز نجاح تنظيم هذه القمة سمعة رئيس وزراء الهند كمسؤول كفؤ.
وأضاف ” مايكل” يمكن لرئيس الوزراء الهندي أن يعزز فرص حزبه الحاكم “بهاراتيا جاناتا” في 5 انتخابات وشيكة على مستوى الولايات هذا العام، وفي الانتخابات الوطنية المتوقعة بحلول الصيف المقبل، وفقًا لحديثه مع “بلومبرج”
وأكد أن “نيودلهي” تأخذ رئاستها لتك القمة على محمل الجد إذ تضعها في سلة واحدة ليس فقط من المصالح الوطنية الأساسية وأهداف السياسة الخارجية وإنما أيضًا بطرق غير مباشر مع السياسات الداخلية.
تأثيرات قمة العشرين على مصر
وعن تأثير تلك القمة على مصر، أكد المهندس “حازم الجندي”، عضو مجلس الشيوخ، ومساعد رئيس حزب الوفد، في تصريحات صحفية على أهمية مشاركة مصر في تلك القمة في ظل ما يشهده العالم من تقلبات اقتصادية نتيجة لتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
أوضح أن المشاركة تأتي تتويجًا للجهود التي بذلتها مصر في مجال التنمية على مدار الـ 10 سنوات. مؤكدًا أنه رغم التحديات الاقتصادية التي تواجه دول العالم حاليًا، فإن مصر يمكن أن تكون شريكًا مؤثرًا في مسار العلاقات الاقتصادية الدولية بسبب ما تمتلكها من تأثير سياسي واقتصادي إقليميًا وعالميًا.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن مصر عملت خلال الفترة الماضية على تحقيق التكامل والاندماج بين القطاعات الاقتصادية المختلفة لدعم أهدافها التنموية ما يعطي دفعة قوية للاقتصاد الوطني ولمناخ الاستثمار بالبلاد، وهو ما يؤكده دعوة مصر للمشاركة في تجمع البريكس، وبعدها المشاركة في قمة العشرين.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
