همتك نعدل الكفة
53   مشاهدة  

رأس الحسين في القاهرة “ما هي أدلة الثبوت والردود على أدلة النفي”

رأس الحسين في القاهرة
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



يختتم موقع الميزان ملف تحديد مكان رأس الإمام الحسين من خلال 7 تقارير تتناول خلاف المؤرخين حول مصير الرأس وحصرها في 8 أماكن بـ 6 دُوَل هي «كربلاء، المدينة المنورة، مرو، الشام (3 أماكن)، عسقلان، القاهرة».

YouTube player

والتقارير السبعة هي جزء من الورقة البحثية التي استعان بها الكاتب والروائي أسامة الشاذلي خلال إخراجه لآخر أفلامه الدينية الوثائقية وهو فيلم رأس الحسين، وكنا نشرنا 6 تقارير من الملف هي :-
التقرير الأول بعنوان لماذا الآراء التي تقول أن رأس الحسين في كربلاء غير صحيحة تاريخيًا؟ اقرأه من هــنــا
التقرير الثاني بعنوان دفن رأس الحسين في المدينة المنورة “حدث تاريخي لم يحدث لهذا السبب” اقرأه من هــنــا
التقرير الثالث بعنوان رأس الحسين في مدينة مرو “أطروحة تاريخية غير منطقية” اقرأه من هــنــا
التقرير الرابع بعنوان رأس الحسين في باب الفراديس والرقة “فرضيات تاريخية مردود عليها” اقرأه من هــنــا
التقرير الخامس بعنوان رأس الحسين في دار خزائن السلاح بدمشق “كيف رآه المؤرخين” اقرأه من هــنــا
التقرير السادس بعنوان رأس الحسين في عسقلان “القصة كاملة” اقرأه من هــنــا

ويتناول التقرير السابع والأخير قصة وجود رأس الحسين في القاهرة

أدلة نفي وجود رأس الحسين في القاهرة

ضريح الحسين في القاهرة
ضريح الحسين في القاهرة

كان من أبرز الذين نفوا وجود رأس الإمام الحسين في القاهرة هو أحمد بن تيمية والذي كتب خصيصًا كتابًا عن رأس الحسين، وكان له أدلة كلها تنبثق من قاعدة وهي أن الفاطميين كاذبون في النسب ومشكوك في دينهم.

غلاف كتاب رأس الحسين لـ بن تيمية
غلاف كتاب رأس الحسين لـ بن تيمية

ثم ساق بن تيمية دليلين على عدم وجود رأس الحسين في عسقلان كان الدليل الأول أنه لم يقل أحد من العلماء الموثوق فيهم أن الرأس في عسقلان وإنما المتأخرين هم الذين قالوا بذلك وقال:- «لو كان رأسه بعسقلان لكان المتقدمون من هؤلاء أعلم بذلك من المتأخرين»[1]، أما الدليل الثاني أن العلماء اتفقوا أن رأس الحسين دُفِن في المدينة عند أخيه الحسن[2]، وعلى أدلة بن تيمية اتفق مؤرخين وعلماء كُثُر على أن رأس الحسين لم يدخل القاهرة أصلاً.

مناقشة أدلة نفي وجود رأس الحسين في القاهرة

رأس الحسين في القاهرة
مسجد الإمام الحسين

إن أخذنا بالدليل الذي يقوله بن تيمية وهو أن رأس الحسين دُفِن مع أخيه الحسن في المدينة، فإن المسعودي وهو من وفيات سنة 957م/ 346هـ زار المدينة المنورة وكتب في كتاب التنبيه والإشراف أنه زار قبر الحسن ووجد رخامة مكتوب فيها «الحمد لله مبيد الأمم ومحيي الرمم، هذا قبر فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء العالمين، والحسن بن علي بن أبي طالب، وعلي بن الحسين بن علي، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، رضوان الله عليهم أجمعين»[3]؛ وهذا النص لم يكن فيه اسم الإمام الحسين، بالتالي لو كان جاء رأسه لسُجِّل اسمه.

قبر الحسن بن علي
قبر الحسن بن علي

وإن أخذنا بأن كل من تكلم عن نقل الرأس من عسقلان إلى القاهرة لم يكونوا شهود عيان، فإن هذا أيضًا دليل لا يستقيم، إذ أن أقدم من تكلم عن النقل هو الرحالة أبو بكر الهروي والذي زار عسقلان سنة 1174م / 570هـ (يعني بعد نقل رأس الحسين من عسقلان للقاهرة) وقال «وبه مشهد الحسين كان به رأسه فلما أخذتها الفرنج نقلته المسلمون إلى مدينة القاهرة».[4]

رأس الحسين في عسقلان
شاهد رأس الحسين في عسقلان

ويذكر بن العمراني في تاريخه أن الرأس نُقِلت من الشام إلى عسقلان مباشرةً وقال «كان بحضرة يزيد جماعة من أهل عسقلان فسألوه أن يدفن عندهم فسلّمه إليهم فدفنوه بمدينتهم وبنوا عليه مشهدا وهو إلى الآن يزار من الآفاق ويعرف بمشهد الرأس، ودفن بدنه الشريف المقدس بكربلاء، وفي أيام عضد الدولة فناخسرو أمر أن يبنى عليه مشهد فبنى وهو إلى الآن عامر فيه نحو من ألف دار ويعرف بمشهد الحسين».[5]

قصة نقل الرأس إلى القاهرة

مئذنة جامع الحسين في القاهرة
مئذنة جامع الحسين في القاهرة

نُقِلَت رأس الإمام الحسين من عسقلان إلى القاهرة في 31 أغسطس سنة 1153م / 8 جمادى الآخرة سنة 548هـ ودخلت القاهرة في 2 سبتمبر 1153م / 10 جمادى الآخرة سنة 548هـ، ورفض كثير من المؤرخين الاقتناع بوجود رأس الحسين في القاهرة.

جامع الصلاح طلائع
جامع الصلاح طلائع

كان الصالح بن رزِّيك طلائع وزير الدولة الفاطمية في عهد الظافر بأمر الله هو الذي أصر على نقل رأس الإمام الحسين من عسقلان إلى القاهرة وذلك بعدما ظهرت علامات سقوط عسقلان في يد الصليبيين، فصرف الأموال لنقل الرأس من عسقلان إلى القاهرة وكان الذي تولى مسؤولية حمل الرأس هو والي عسقلان الأمير سيف المملكة تميم، وشارف عسقلان القاضي المؤتمن بن مسكين.

مسجد الصالح طلائع
مسجد الصالح طلائع

وحكى الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم أنه عثر على نسخة عطية من تاريخ آمد لابن الأزرق مكتوبة سنة 1164م/ 560هـ يعني قبل وفاة المؤرخ بـ 12 سنة ومسجلة في المتحف البريطاني برقم 5803 شرقيات وقال بأن رأس الحسين نُقِل من عسقلان لمصر أي في عهد المؤرخ ومشاركته ضمن المصريين للاحتفال الذي حضره الخليفة الفاطمي بنفسه.[6]

إقرأ أيضا
حالة خاصة
ضريح الحسين في القاهرة
ضريح الحسين في القاهرة

حكى المؤرخ بن عبدالظاهر المصري، أن الصالح طلائع بعد أن أعاد رأس الحسين من عسقلان إلى مصر أسس له جامع خلف باب زويلة، لكن الخليفة لم يمكنه من ذلك وأفرد له حجرة في قصر الزمرد لحين الانتهاء من بناء جامع له يشرف عليه الصالح طلائع وهو الجامع الحالي للمشهد الحسيني بالقاهرة الذي تأسس سنة 1154م / 549هـ[7]، ووصف بن جبير خلال عصر الدولة الأيوبية وصفًا دقيقًا لتابوت رأس الحسين سنة 1182م / 578هـ فقال أنه في تابوت فضة مدفون تحت الأرض مجلل بأنواع الديباج.[8]

من أبواب مسجد الإمام الحسين
من أبواب مسجد الإمام الحسين

وذكر القلقشندي نقلاً عن القاضي محي الدين بن عبد الظاهر: أن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب حين استولى على هذا القصر بعد موت العاضد، آخر خلفاء الفاطميين بمصر، قبض على خادم من خدام القصر وحلق رأسه وشد عليها طاساً داخله خنافس فلم يتأثر بها، فسأله صلاح الدين عن ذلك وما السر فيه، فأخبر أنه حين أحضرت الرأس الشريفة إلى المشهد حملها على رأسه، فخلى عنه صلاح الدين وأحسن إليه.[9]

تمثال صلاح الدين في قلعة الجبل
تمثال صلاح الدين في قلعة الجبل

ومع مرور الزمن حدثت محاولات شككت من وجود رأس الإمام الحسين في القاهرة، كان أولها في عبدالرحمن كتخدا القزدغلي زمن الدولة العثمانية أراد توسيع مسجد الإمام الحسين في القاهرة لكن أشيع في القاهرة بأن المقام فارغ من أي ملمح من ملامح الرأس، فأراد التحقق من ذلك فشكل لجنة برئاسة الشيخ الجوهري الشافعي والشيخ الملوي المالكي، ودخلا ليجدا كرسي من الخشب الصاج عليه طشت من ذهب فوقه ستارة من الحرير الأخضر تحتها كيس من الحرير الأخضر الرقيقة وبداخله بقايا الرأس.[10]


[1] بن تيمية، رأس الحسين، تحقيق: محمد حامد الفقي، مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، 1368هـ / 1949م ، ص16.
[2] المرجع السابق، ص17.
[3] المسعودي، التنبيه والإشراف، تصحيح ومراجعة: عبدالله إسماعيل الصاوي، ط/1، مكتبة الشرق الإسلامية، القاهرة، 1357هـ / 1938م، ص260.
[4] الهروي، الإشارات إلى معرفة الزيارات، تحقيق: علي عمر، ط/1، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، 1423هـ / 2002م، ص36.
[5] محمد بن علي بن محمد بن العمراني، الإنباء في تاريخ الخلفاء، تحقيق وتقديم: قاسم السامرائي، ط/1، دار الآفاق العربية، القاهرة، 1419هـ / 1999م، ص54.
[6] محمد زكي الدين إبراهيم، مراقد أهل البيت في القاهرة مع تحقيق أن رأس الحسين في بمصر، ط/6، مطبوعات العشيرة المحمدية، القاهرة، 1424هـ / 2003م، ص45.
[7] بن عبدالظاهر، الروضة البهية الزاهرة في خطط المعزية القاهرة، تحقيق: أيمن فؤاد سيد، ط/1، الدار العربية للكتاب، القاهرة، 1417هـ / 1996م، ص30.
[8] بن جبير، رسالة اعتبار الناسك في ذكر الآثار الكريمة والمناسك، ط/1، مكتبة عبدالحميد أحمد حنفي، القاهرة، ص36.
[9] القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، شرح وتعليق: محمد حسين شمس الدين، ج3، ط/1، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1407هـ / 1987م، ص396
[10] عثمان بن مدوخ، العدل الشاهد في تحقيق المشاهد (مخطوط)، ص40.

الكاتب

  • رأس الحسين في القاهرة وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان