همتك نعدل الكفة
1٬256   مشاهدة  

“راح زيه زي اللي قبله” من الأشخاص الحقيقيين الذين سبقوا رويعي في مسلسل موسى إلى الموت

رويعي في مسلسل موسى
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تجسد شخصية رويعي في مسلسل موسى التعبير المثالي لحال شباب مصر والصعيد في أربعينيات القرن الماضي خلال الحرب العالمية الثانية، وعبر عن ذلك الحوار الذي دار بين أم موسى ونجلها حول عودته بعدما ذهب في القطار ليقاتل مع الإنجليز ضد الألمان سنة 1942 م.

رويعي في مسلسل موسى وجملة عارفة عبدالرسول التي اختصرت البشاعة

YouTube player

ـ مستني رويعي .. حاسس إنه هيعاودا في أي وقت
ـ رويعي راح .. واللي راح ميعاودش
ـ إيه اللي بتقوليه دا يا أمَّه .. بتفولي عليه ليه ؟
ـ زيه زي اللي قبليه .. اللي راح ميعاودش

أدت عارفة عبدالرسول جملة «زيه زي اللي قبليه» باستسلام ويأس وبنبرة فيها تأكيد على البديهية بأن رويعي في مسلسل موسى لن يعود مثل الذين سبقوه وهذا صحيح من وجهة النظر التاريخية.

اقرأ أيضًا 
الحلقة الأولى من مسلسل موسى .. دقة في كل شيء تاريخي لمرحلة دموية لم تُحْكَى بعمق

المقصود بجملة «زي اللي قبله» وصل عددهم إلى نصف مليون مصري قُتِلوا في الحرب العالمية الأولى (قبل 28 سنة من أحداث مسلسل موسى)، في واحدةٍ من أبشع جرائم الاحتلال البريطاني في مصر وبرعاية من رئيس الوزراء حسين رشدي باشا.

حسين رشدي
حسين رشدي

كان حسين رشدي رئيس الوزراء من الذين اتخذوا موقفًا غير واضح تجاه مشاركة الحرب العالمية الأولى لأن عدم دخول مصر الحرب يعني استمرار الحماية البريطانية عليها وتحويلها لقاعدة عسكرية، بعكس مشاركتها.

إدموند ألنبي
إدموند ألنبي

بدأت سلطات الإنجليز بشن عملية ترغيب للمشاركة في الحرب تطوعًا ثم قررت تنفيذ تجنيدهم بالسخرة تنفيذًا للقرار الذي أبرمه حسين باشا رشدي في 5 أغسطس سنة 1914 م بصفته رئيسًا للحكومة وقائم مقام الخديوي يقضي بدخول مصر في الحرب وتخويل السلطات الإنجليزية على تجنيد المصريين وتشكيل مجلس عرفي عسكري لتنفيذ القرار برئاسة المعتمد البريطاني إدموند ألنبي وتضم كلٍ من «حسين رشدي، وطلعت بك والمستر هلتون رئيس محكمة مصر المختلطة، والسير جراهام مستشار الداخلية، والمسيو جيرو القاضي الفرنسي في المحاكم المختلطة، والمستر كرابيتس القاضي الأمريكي».

من أخبار مصر وقت الحرب العالمية الأولى
من أخبار مصر وقت الحرب العالمية الأولى

أثار هذا القرار شعورًا غريبًا لدى المصريين وصفته جريدة الأهالي حينها بقولها «قابل الناس القرار بانقباض وسكون غريبين، قابلوه بالهدوء الذي يقابل به الإنسان خبر وفاة عزيز له، ولولا أن الناس الآن مشغولون بالغلاء وبأخبار الحرب لكان لهذا القرار ضجة كبرى، سيأتي يوم ويظهر فيه الأثر الطبيعي لهذا القرار».

محمد بهي الدين بركات
محمد بهي الدين بركات

وصف جريدة الأهالي كان حاضرًا في مذكرات محمد بهي الدين بركات وزير المعارف (لاحقًا) جيث قال عن قرار حسين رشدي «أدخل النفوس الحزن والأسى، فجعلنا نحس من جديد بذلك الجرح الذي لم يندمل بعد جرح الحكم الأجنبي واستعماره البلاد لصالحه، لقد كُتِب علينا نحن المصريين أن نرى الاقدار تقع علينا دون أن نتحرك».

قصص المآسي الحقيقية بلسان شهود العيان

سعد زغلول
سعد زغلول

استعرض سعد زغلول في مذكراته تفاصيل مآسي المصريين في مذكراته خلال الحرب العالمية الأولى وقصصهم  بقوله «بعض رجال الحكومة عارضوا في التجنيد الإجباري لكن الحكام في سائر أنحاء القُطْر أخذوا يتخطفون الناس من الأسواق ومن الطرقات ومن المساكن في القرى ويحملونهم على أن يكتبوا طلبا بالتطوع في الحملة، ومن يأبى من المخطوفين أن يختم، يتم ضربه حتى يختم، وفي بعض المراكز أقيم صانع أختام على باب المركز ليصنع ختما لكل من ليس له ختم وقد أبى الرجال في إطسا – بمديرية المنيا – فجاءتهم قوة من العساكر والخفر وساقتهم إلى المركز مكبلين بالحديد، وهنا ضربوا حتى ختموا، وحدث أن بعض الأهالي في جهة فارسكور رفضوا السير مع العساكر، وحدثت مشاجرة أدت الى إطلاق النيران عليهم فقتل ثلاثة، والسلطة تستعين في جمع الناس بكل طريقة من طرق الجبر بالاكراه، وهذا فضلا عن كونه أشد أنواع مصادرة الأمة في حريتها، فإنه احتقار لها بإنزالها منزلة الأنعام السائرة».

إقرأ أيضا
الحلقة 20 من الحشاشين
تمهيد 1 من حوليات مصر السياسية
تمهيد 1 من حوليات مصر السياسية

قصة مأساوية أخرى ذكرها أحمد شفيق باشا رئيس الديوان الخديوي عبر صفحات تمهيد 1 من «حوليات مصر السياسية»، حيق قال «ان قطارا كان يقل جماعة من المتطوعين المحروسين بالجند شاهري أسلحتهم قاصدا القنطرة، فما إن ابتعد عن مدينة الزقازيق بضعة كيلو مترات حتى ألقى واحد منه بنفسه من القطار أثناء السير تخلصا من التطوع الذي لم يكن بالطبع بناء على رغبته فمات في ساعته».

متابعة الهلال لتأثير الحرب على مصر
متابعة الهلال لتأثير الحرب على مصر

تم تجنيد مليون و 200 ألف مصري وقُتِل منهم نصف مليون إنسان وهو الرقم الذين ذكره المؤرخين المصريين مثل الدكتورة لطيفة سالم، وهو الرقم ذاته الذي سبق وأن أيدهم فيه  الصحفي الأمريكي جورج كريل الذي كتب في مجلة لي جب الأمريكية عدد في 27 سبتمبر 1919 بقوله «لقد سيق مليون ومائتا ألفا من المصريين إلى الخدمة، وكانت معاملتهم أسوأ من معاملة دواب النقل، فقد كان طعامهم رديئا ومسكنهم فاسدًا والعناية الصحية بهم ضئيلة، فمات هؤلاء المجندون التعساء كالذباب، وكلما قضى منهم نفر وخلا بموتهم مكان، ساق الكرباج الالاف غيرهم ليحلوا محلهم».

قبر أحد جنود مصر في الحرب العالمية الأولى
قبر أحد جنود مصر في الحرب العالمية الأولى

تضم 100 مقبرة في أنحاء العالم رفات المصريين خلال الحرب العالمية الأولى والمقابر موزعة في فرنسا وبلجيكا وإيطاليا واليونان ومالطا.

الكاتب

  • رويعي في مسلسل موسى وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
7
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان