رحلتنا المستمرة للبحث عن الطبطبة.. وهل على حسين الجسمي توخي الحذر؟

يتعالى صوت حسين الجسمي وهو مليء بالسعادة وهو يقول ( لقيت الطبطبة)، ونتفاعل نحن من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي معه ونرقص وننشر مقاطع الفيديو، وكالعادة ينتفض مشرفي الأخلاق والآداب العامة مع أي فعل يصدر عن الفنانة رانيا يوسف، حتى وإن كان فيديو مثل الاف الفيديوهات لأشخاص يتفاعلون مع كلمات الأغنية ولكننا لن نتحدث هنا عن رانيا يوسف، ولكننا سنحاول تعريف (الطبطبة) التي وجدها حسين الجسمي صاحب الحظ السعيد، والتي تكون في بعض الأحيان (طبطبة) ظاهرية ولكن حقيقتها خدعة تنتهي بأغنية (فقدتك) لحسين الجسمي أيضًا.

حسين الجسمي وفترة الفراشات الملونة

يمكننا أن نطلق على الفترة الأولى من الارتباط (فترة الفراشات الملونة) والتي نتغنى فيها بأغنيات من نوعية (لقيت الطبطبة) وغيرها من الكلمات التي تعلن عن انتصار الحبيب أنه أخيرًا وبعد طول انتظار وجد العلاقة المنشودة، ولكن عادة لا تستمر هذه الفترة إلا لأشهر قليلة وتبدأ مرحلة أخرى في العلاقة وهي (التقييم والمقارنة) وهذا لا يعني أن الأشخاص لا يستمعون فيها لأغنية حسين الجسمي وأغاني انتصار العشاق من هذه النوعية، ولكن مع بداية مرحلة التقييم يقف كل طرف من أطراف العلاقة ويحاول أن يقيمها من الخارج.

وهنا طباع المحبوب المختلفة التي كنا نرى أننا بالتأكيد نستطيع التأقلم معها، وأن هذا ما يمكن أن نطلق عليه (الاختلاف المثالي) وأننا سنكمل بعض، يبدأ الطرف الأخر في الاصطدام بها بشكل مباشرة، وفي رأي فإن هذه هي المرحلة الأهم والاختبار الأصعب في أي علاقة، وهي عندما تظهر لنا بوضوح نوايا الطرف الثاني التي تجيب عن السؤال المصيري (هل يحبنا نحن بكل صفاتنا، أم أنه وجد فينا قطعة صلصال ينوي تشكيلها كما يريد هو؟).

سيف في فيلم آيس كريم في جليم وأحلامنا التي نقف دائمًا على أبوابها

والحقيقة أننا حتى وإن كنا مستمرين في علاقة لسنوات علينا أن نجيب على هذا السؤال، فكم من قبلنا اشخاص ضاعت حياتهم وهم مسيرون بالكامل من الطرف الأخر حتى أصبحوا مسوخ وأشباه لهم، وكانوا مقتنعين أن هذا الاستنساخ هو الحب!

إذا استطاع طرفي العلاقة أن يواجهون هذه الفترة بأسئلتها وصراعاتها الخفية التي عادة لا يتحدث بها الأحباب بشكل واضح، فسوف تستمر هذه العلاقة إلى ما شاء الله إلا إذا طرأ شيء مختلف.

وللطبطبة معاني أخرى لم يتحدث عنه حسين الجسمي

علينا أولاً أن نشكر بقوة الشاعر أيمن بهجت قمر على اختيار المصطلحات في أغنية (بالبنط العريض) التي غناها حسين الجسمي، وكيف جاءت مصطلحات العامية المصرية معبرة بقوة عن معاني عميقة للغاية ببساطة.

إقرأ أيضا

أهل الكهف.. سباحة زمنية تستحق الإشادة رغم كل شيء

وكذلك التحدث عن (الطبطبة) والتي من وجهة نظري أفضل تعبير عما نحتاجه نحن من العلاقات العاطفية، هذا الفعل البسيط الذي لا يمكن أن يقارن بأي فعل أو تعبير أخر عن المحبة، أتذكر أنني عشت مع صديقي المقرب فترة صعبة بعد أن تركته حبيبته وهاجرت إلى دولة أخرى وكم كان يتحدث بقهر شديد عن (مين هيطبطب عليها لما أحس أني مكسور ويقولي قوم انا معاك) هذه هي الطبطبة التي يختلف معناها باختلاف الحدث، فتأتي أحياناً في صورة دعم، وأحيانًا آخرى في صورة تعبير عن الفخر والسعادة، وتأتي ايضًا كشكل من أشكال الاحتواء.

عزيزي القارئ لا تكن مثل أحمد فلوكس

أتمنى أن نكون جميعًا محظوظين مثل حسين الجسمي ونجد الطبطبة من الشخص الصحيح، والا تكون هذه الطبطبة مجرد فترة فراشات ملونة تجعلنا نغني في الأخير (قول رجعت ليه) لنفس الشاعر ونفس المطرب.