زين الدين زيدان.. حجر رفضه البناؤون فصار رأس زاوية

تعودت علي بدء الحديث عن أي رمز من رموز الكرة العالمية بذكرى شخصية ترتبط باسم هذا الرمز أو بمواقف جمعته باللعبة، لكن الحديث عن زين الدين زيدان بحق أمر بالغ الصعوبة، فإننا نتحدث حرفيًا عن اللاعب الذي لم يكن أبداً في الحسبان، حتى صارت كل الحسابات تُبنى عليه أولاً.

زين الدين زيدان عربي ام فرنسي

أيوة يا سيدي اللاعب التاريخي لمنتخب فرنسا وريال مدريد هو جزائري الأصل واسمه الحقيقي زين الدين إسماعيل يزيد زيدان، وينحدر أصله، من منطقة القبائل في الجزائر، وولد في مدينة مارسيليا، لكنه بحق فرنسي الهوى والهوية، ولم يتحدث عن كونه عربي الأصل أبداً، وأعلن الرئيس الجزائري يوماً أنه سيكون في استقبال زيدان نجم منتخب فرنسا حال وصوله الجزائر، ولم يذهب وقتها إلى الجزائر.

بدأ زيدان لعب كرة القدم في نادي كان الفرنسي عام 1988 في السادسة عشر من عمره، وانتقل بعدها إلى نادي بوردو عام 1992، وانتقل بعدها إلى المرأة العجوز حيث صنفت تلك الصفقة كأغلى صفقة في تاريخ كرة القدم إلى هذا التاريخ، ورافق هناك عظماء جيل التسعينيات ومنهم “ديل بييرو و إدجار ديفيدز و ديتشامب”.

لعب لليوفنتوس مجموع 209 مباراة في مختلف البطولات وأحرز معهم 32 هدفاً، وبدأ يلمع إسم زين الدين زيدان بين الاندية وجماهير الكرة على مستوى العالم.

زين الدين زيدان الحجر الذي رفضه البناؤون

كأس العالم فرنسا 1998 كان موعد مع انطلاقة النجم الفرنسي الحقيقية، على الرغم من تجاهل الجميع لمنتخب فرنسا، وكانت عيون جماهير الكرة في العالم وقتها تتجه ناحية منتخب السامبا، والبعض تبرع وأعطى للبرازيل الكأس الذهبية بالفعل بمجرد سماع خبر تأهل البرازيل للمباراة النهائية، بحضور الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي لن أتعجب لو صرح يوماً بأنه لم يكن في انتظار حصول فرنسا علي الكأس، ومجموعة من أهم لاعبي منتخب البرازيل في التاريخ” رونالدو، بيبيتو، روبرتو كارلوس، كافو،دونجا، ريفالدو.. وغيرهم” وسط تضاؤل فرص حصول الديوك علي الكأس وتكاد تكون فرصتهم بالفعل معدومة، يفاجئ زين الدين زيدان الجميع بضربة رأسية من ركلة ثابتة في وأخرى تشابهها تماماً من ضربة ركنية من الاتجاه الآخر، ويقضي زيدان على ألام منتخب الذهب، قبل أن يجهز عليهم “إيمانويل بيتي” بهدفه الثالث وتفوز فرنسا بكأس العالم ويفوز زيدان بأنظار العالم بأسره.

زين الدين زيدان الأحلام

ينتقل زيدان من اليوفينتوس إلى نادي ريال مدريد بمبلغ 69 مليون واعتبرت وقتها أغلي صفقة في تاريخ كرة القدم، ويكَون زيدان مع رفاقه ما أسموه لاحقاً بمنتخب الأحلام وحوى معظم نجوم العالم في وقتها، ويلمع إسم زيدان ويصبح مخيفاً في مقاطعات أوروبا ويعتبره البعض أفضل لاعب كرة قدم في التاريخ، علي الرغم من أن زيدان لم يحقق مع ريال مدريد سوى بطولة وحيدة فقط، ولكنه حقق مع منتخب فرنسا بطولة أمم أوروبا 2000.

محطة الوصول أم محطة التغيير يا زيزو

عام 2006 كان هو الموعد الأهم في تاريخ زيدان في رأيي، حيث أعلن النجم الفرنسي اعتزال كرة القدم بعد نهائيات كأس العالم 2006 والتي أقيمت في ألمانيا، لم يتوقع كثيرون حتى من محبي الديك الفرنسي أن يطول مشوار فرنسا في تلك النسخة بسبب العروض المخيبة للآمال وخروجهم في النسخة التي سبقتها “2002” في كوريا واليابان من الدور الأول.

علي عكس ما توقعه جماهير الكرة العالمية تماماً، قدم زين الدين زيدان وتيري هنري أفضل موسم كروي مع منتخب فرنسا في تلك النسحة من كأس العالم ولولا ضربة حظ أضاعها دافيد تريزيجية، لكانت الكأس في حيازة الديوك.

لم تخلق كلمات لتخلد أداء العالمي زين الدين زيدان، فهو لاعب من طراز ممتع، يلعب الكرة برأسه أكثر مما يلعبها يتميز بأفضل تكنيك مراوغة رأيته في حياتي، يلعب كرة راقية جداً، لن تتوقعه أبداً، إن لم يكن أفضل لاعب في التاريخ، سيقى من أذكي لاعبي كرة القدم في التاريخ.

يترك زيدان كرة القدم بمشهد لن ينساه جماهير الكرة أبداً، من ينسى ضربة رأس زيدان في صدر المدافع الإيطالي “ماركو ماتيرازي” والذي أقصي بسببها، من مباراة نهائي كأس العالم 2006 وفازت إيطاليا بهذه المباراة.

زيدان علي رأس ريال مدريد

بعد اعتزاله كرة القدم بفترة تولى أحد المناصب الإدارية في ريال مدريد إلى أن أصبح المدير الفني لنادي ريال مدريدعام 2016، ورآه العالم أصغر بكثير من تدريب نادي بحجم ريال مدريد، وكان رد زيدان “يجب أن تروا كيف سددت ضربة الجزاء في مباراة إيطاليا في نهائي كأس العالم لتعرفوا إن كنت أهلاً لتدريب الريال أم لا” فأعلنها النجم التاريخية ببساطة، أن لعبت الكرة برأسي ولم ألعبها فقط بقدمي، واتهم زيدان بأنه المدرب المحظوظ علي الرغم من أن معظم التشكيل الذي كان يلعب به المنتهي”كارلو انشيلوتي”.

إقرأ أيضا

أسامة الشاذلي .. ياللي السما مسبحة له ولا تنتهي معجزاته

واستطاع زين الدين زيدان أن يحقق مع ريال مدريد الدوري والكأس الإسبانية وكأس السوبر ودوري أبطال أوروبا، في أول موسم له كمدرب، واكتشف الكثير من اللاعبين من أصحاب المهارات التي تنبئ بوجود لاعبين عظام في المستقبل ولازالوا صغار السن أمثال” ماركو أسينسيو، إيسكو، كوفازيتش” ولا أرى أن زيدان مجرد محظوظ بل أراه مدرب له مستقبل واعد، وبدأ في تحقيق جزء كبير منه بالفعل.

إقرأ أيضاً

بعد فوز الزمالك بالدوري .. من هو “المرحوم” في كرة القدم المصرية؟