همتك نعدل الكفة
1٬385   مشاهدة  

قراءة نقدية لحلقة زينب التوجاني وإبراهيم عيسى في برنامج مختلف عليه على قناة الحرة

زينب التوجاني وإبراهيم عيسى
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تحت عنوان «إبراهيم عيسى يفضح مكانة المرأة الحقيقية في الإسلام» أُجْرِيَت مكالمة بين الدكتورة زينب التوجاني وإبراهيم عيسى المفكر والكاتب للتكلم عن نظرة كتب التراث للمرأة.

عيوب مداخلة زينب التوجاني وإبراهيم عيسى

YouTube player

العيب الأسوأ في المداخلة أن إبراهيم عيسى كان مذيعًا لا متكلمًا ولو أن إبراهيم عيسى تحدث عن نظرة كتب التراث للمرأة لكان أفضل من كلام الدكتورة زينب التوجاني حيث أن الأخيرة كان كلامها عامًا واستدلالها أيضًا عامًا ومتناقضًا.

ثاني عيوب المداخلة على الإطلاق أن الباحثة التونسية لها كتاب بعنوان «الثواب والعقاب في كتب التفسير» ولو أخذت من كتابها لكان أفضل غير أن طرحها غلبه الحماسة دون الكلام الأكاديمي الذي يفصل نظرة كتب التراث للمرأة سلبًا أو إيجابًا.

أما ثالث عيوب مداخلة زينب التوجاني وإبراهيم عيسى أن الضيفة اعتمدت على مصدرٍ واحدٍ لتأكيد أن التراث أهان المرأة بعكس القرآن الكريم الذي أنصفها، وكان مصدر كتب التراث بالنسبة للدكتورة زينب التوجاني هو بن القيم دون ذكر مصادر أخرى.

اقرأ أيضًا 
هروب عمر بن الخطاب من معركة أحد “خطأ إبراهيم عيسى على نجوم F.M”

بينما رابع العيوب التي وقعت فيها الدكتورة زينب التوجاني أنها قالت «كانت السيدة عائشة هي الصوت النسوي للمسلمات ومع ذلك رُوِي عنها أحاديث ضد المرأة» دون أن تضرب مثالاً على ذلك.

ما طرحته الدكتورة زينب التوجاني في مداخلتها مع إبراهيم عيسى

إبراهيم عيسى - زينب التوجاني
إبراهيم عيسى – زينب التوجاني

من الثلث ساعة (وهي مدة مداخلة الدكتورة زينب التوجاني) يمكن أن نجد نقطتين فقط تحدثت فيهما الدكتورة وهما مسألة أن الحجاب ليس فرضًا لأن الإماء في الإسلام كُنّ لا يرتدين الحجاب، وثاني النقاط رؤية المرأة لله يوم القيامة ونظرة كتب التراث لها.

أصابت الدكتورة زينب التوجاني في مسألة الأَمَة والحجاب، فحقًا تبدو المسألة متناقضة إذ كيف يكون الحجاب فرضًا للحرائر من المسلمات بينما للإماء ليس فرضًا، لكن مالم تذكره الدكتورة زينب التوجاني هو رأي كتب الفقه في الإماء فعلماء كُثُر مثل ابن قدامة في كتاب المغني من مستودعات الفقه الحنبلي لم يفرق بين الأَمَة والحرة في مسألة ارتداء الحجاب ورأى الوجوب في حقهن، أما التبرير الذي يتبناه أغلب العلماء بأن الإماء كنّ يتحدثن باسم الحرائر ويدعين لبس الحجاب فقام عمر بن الخطاب بمنعهن من ارتداءه مردود عليه.

إقرأ أيضا
اغتيال حسن نصر الله

اقرأ أيضًا 
قصة وصية الرسول التي منع عمر بن الخطاب أن يكتبها أحد

أما الرؤية الثانية التي طرحتها الدكتورة زينب التوجاني فهي تتعلق بمسألة رؤية المرأة لله في الجنة، إذ قالت أن نظرة كتب التراث للمرأة في هذا الباب مهينة جدًا، مستدلة بكتاب ابن القيم (الذي لم تحدد عنوانه) حيث قال بن القيم «المرأة محرومة من رؤية الله لأنها تُفْتَتَن».

والخطأ الذي وقعت فيه الدكتورة زينب التوجاني أنها جعلت قول بن القيم هو التراث، لأن السنة النبوية حسمت المسألة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم«إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته»، كذلك فإن النص القرآني صريح في هذه المسألة حيث يقول الله سبحانه وتعالى عن الجنة والمؤمنين في سورة ق « وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ»، والآيات هنا عامة تشمل النساء والرجال، كذلك قول الله سبحانه وتعالى في سورة القيامة «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ»، وهذه الآية أيضًا عامة تشمل المرأة والرجل، وبالتالي فإن اختزال التراث في رأي شاذ يناقض صحيح السنة والنص القرآني قبل السنة لا يصح أكاديميًا.

الكاتب

  • زينب التوجاني وإبراهيم عيسى وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان