سبحان ربي العظيم ليست الوحيدة “هناك صيغ أخرى للتسبيح في الركوع فما هي؟”
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
شيء مجهول عن الركوع في الصلاة أنه ليس مجرد انحناء بل انحناء بخضوع فيه خشوع لله أصلاً، ومنبع الخضوع يجيء عبر التسبيح مثل سبحان ربي العظيم.
اقرأ أيضًا
حكم الصلاة خلف إمام يتبع أحد الطرق الصوفية “شرح للخلاف بين فكر باز وعلي جمعة”
فقهيًا فإن الفقهاء اختلفوا في التسبيح في الركوع والسجودِ، على رأئيين أولهما الوجوب وهذا عن الحنابلة بدليل قول عُقبةَ بنِ عامرٍ رضيَ اللهُ عنه “لَمَّا نزلَتْ: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اجعَلوها في رُكوعِكم، فلمَّا نزلَتْ: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، قال: اجعَلوها في سجودِكم”؛ أما الأحناف والمالكية والشافعية يروا أن التَّسبيحَ في الرُّكوعِ والسُّجودِ سنَّةٌ.
هل سبحان ربي العظيم هي الصياغة الوحيدة ؟
هناك صيغ أخرى للتسبيح غير سبحان ربي العظيم، منها “سُبُّوحٌ، قُدُّوسٌ، رَبُّ الملائكَةِ وَالرُّوح” في كتاب شرح النووي على صحيح مسلم، وقد فسر سعيد بن وهف تفسير الصيغ بقوله “سُبُّوح صيغة مبالغة من سبحان، وهو تنزيه الله – عز وجل – عن كل نقص، وقُدُّوس أي الطاهر من كلّ عيبٍ ونقصٍ: أي أنزهه تنزيهًا عن كل نقصٍ، والقدوس صيغة مبالغة من التقديس: وهو التطهير من العيوب، والروح فقيل: مَلَكٌ عظيم، وقيل: يحتمل أن يكون جبريل، وقيل: خلق لا تراهم الملائكة، كما لا نرى نحن الملائكة”.
هناك صيغة أخرى وهي “سبحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي” والتسبيح: التنزيه، أي: براءة وتنزيهًا لله جل وعلا من كل نقص أما كلمة وبحمدك أي: وبحمدك سبحتك، ومعناه: بتوفيقك لي، وهدايتك، وفضلك عليَّ سبحتك، لا بحولي، ولا بقوتي، ففيه شكر الله تعالى على هذه النعمة، والاعتراف بها، والتفويض إلى الله تعالى.
صيغة أخرى للتسبيح وهي سبْحَانَ ذِي الجَبَرُوتِ، والمَلَكُوتِ، والْكِبْرِياءِ، والْعَظَمَةِ، ومعنى ذي الجبروت من الجبر، وهو القهر، وهو صفة من صفات الله تعالى، ومنه الجبَّار، ومعناه: الذي يقهر العباد على ما أراد من أمر ونهي، وكل شيء يريده، وقوله: والملكوت من الملك، ومعنى ذي الملكوت: مالك كل شيء، وصيغة الفعلوت للمبالغة أما قوله: والكبرياءأي: سبحان ذي الكبرياء: أي العظمة، والملك، وقيل: هي عبارة عن كمال الذّات، وكمال الوجود، ولا يوصف بها إلا الله.
ليس هناك تسبيح فقط .. بل هناك دعاء
عرفنا قديمًا أن الدعاء في السجود والتسبيح في الركوع لكن في كتاب صلاة المسافرين وقصرها بصحيح مسلم هناك صيغة دعاء نصها “اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي،ومَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ قَدَمِي”.
وتفسير الدعاء خشع لك سمعي وبصري أي: خضع لك، فلا يسمع إلا ما أذنت في سماعه، وخضع بصري، فلا يُبصر إلا ما أذنت في إبصاره، وخصَّ السمع والبصر بالذكر من بين الحواس؛ لأن أكثر الآفات منهما، فإذا خشعا قلَّت الوساوس؛ ولأن تحصيل العلم النقلي والعقلي بهما، اما معنى مخي، وعظمي، وعصبي فالمراد خضع لك جسمي باطنًا، كما خضع لك ظاهرًا، وكَنَّى بهذه الثلاثة عن الجسم؛ لأن مدار قوامه عليها، والغرض من هذا كله المبالغة في الانقياد والخضوع لله.
الكاتب
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال