سمير غانم .. الرجل الذي أحب الهزار
-
محمد التهامي
حاصل على درجة الدكتوراه ومهتم بالفنون بشكل عام والبحث في التاريخ وصدرت له العديد من الكتب
كاتب نجم جديد
قدر سمير غانم عبر رحلته الفنية الطويلة إنه يكون جزء من وجدان الشعوب العربية عبر خفة ظله الفطرية، ونقدر نقسم حياة سمير غانم لخمس مراحل نظرًا لطول حياته الفنية، إحنا بنتكلم عن نجم عاصر نجوم الأبيض والأسود ومثل معهم، يعني على سبيل المثال مثل مع سعاد حسني و فؤاد المهندس ويوسف وهبي ورشدي أباظة وغيرهم كتير
المرحلة الأولى : مرحلة فرقة أضواء المسرح
وهنا كان سمير بيحاول يستكشف طريقه ويخترع أسلوبه الخاص ، وكان وقتها وجوده بيعمل بهجة بس اختفائه مش مؤثر وهنا قدر يصنع نجاحات فنية ويستوعب طرق الضحك اللى هيمشي عليها بعد كدا، وفي المرحلة دي قدر يحقق العديد من النجاحات من خلال ثلاثي أضواء المسرح، قدم في المرحلة دي العديد من الاسكتشات الكوميدية والعديد من المسرحيات أشهرها طبيخ الملائكة وفيلم 30 يوم فى السجن ، وبجانب إنه كان بيغنى فى الافراح وأشهرهم فرح بنت الرئيس جمال عبد الناصر.
المرحلة الثانية : مرحلة ما بعد الضيف أحمد
لما توفي الضيف أحمد ، كان فيه تخبط كبير فى الفرقة، تحس إن الأب الروحي للفرقة مشي ، وقتها كان سمير غانم قرر أنه ينفصل عن جورج سينمائيا و يكمل شغل في المسرح ، وكانت أدوار سمير فى السينما كضيف شرف أو كصانع بهجة أو صديق البطل ، بس قدر خلال الفترة دي بمشاهد قليلة يحفر اسمه داخل وجدان المشاهد ، مين ينسى مشاهده فى فيلم صغيرة على الحب أو مشهده فى فيلم عالم عيال عيال ، وقدر في المسرح يقدم مسرحيته الأهم و الأنجح مسرحية المتزوجون ، تعتبر المتزوجون درة أعمال سمير غانم المسرحية الفنية.
المرحلة الثالثة: ما بعد النجومية
كل واحد بيختار الطريق اللى بيمشي فيه ، وسمير اختار الفلوس ، بيقول في كذا حوار انه كان محتاج فلوس عشان يعالج أخوه ، بس فى الوقت ده كان واحد من أهم نجوم المقاولات ، الفيلم بيعتمد على سمير غانم مش بيعتمد على النص، وكان بيعبي شرايط فيديو عمل في الوقت عدد لا نهائي من الأفلام ،،، يمكن هو ميعرفش عددهم .. كان الفيلم بيتمثل فى أسبوع أو أقل عشان يلحق ينزل نوادي الفيديو و يسافر الخليج بيحاول يعوض اختياراته السينمائية السيئة فى تلك الفترة بأعمال تلفزيونية جيدة زي مسلسلاته مع لينين الرملي كابتن جودة وميزو و بجانب شخصية فطوطة الشهيرة ، بيقدر وقتها التلفزيون يمنح سمير غانم القدرة على الاستمرار كنجم متربع على القلوب.
المرحلة الرابعة: مرحلة التجمد الفني
يظهر الجيل الجديد وعلى رأسهم هنيدي وعلاء ولي الدين ثم محمد سعد و أحمد حلمي ، يبدأ جيل سمير غانم فى الابتعاد عن الساحة الفنية، الجمهور يرغب في مشاهدة الكوميديا الجديدة ، بالإضافة إلى أن الجيل الجديد اختار من يمثل دور الأب والجد فنجد ظهور حسن حسني و لطفي لبيب وغيرهم من نجوم يعتبروا من جيل هنيدي و علاء فالجيل الجديد حينها كان يقدم أفلام شبه منفصلة عن الجيل السابق إلا بعض المحاولات حينها من أحمد السقا لربط الجيل السابق بجيله ، هنا كان سمير غانم يقدم أعمال سيئة في التلفزيون معتمد على نفسه ، فسمير في تلك الفترة لا يعتمد على نص ولا إخراج بل يقدم وان مان شو ، مما أدى إلى ضياع نجوميته فى تلك الفترة ، لولا ظهور بناته حينها ونجاحهم المبهر وقدرتهم على توضيح آليات الجديدة لوالدهم لكان يعتبر سمير غانم من نجوم الماضي .
المرحلة الخامسة : العودة
هنا سمير غانم قد أدراك الحقيقة ، وفهم السوق ، بدأ بقبول أدوار شرفية ، ولكنها مؤثرة في الأحداث ، بدأ أن يعود سمير غانم الى قدرته المذهلة على خطف الكاميرا من خلال مشهد واحد أو إفيه مدروس ، نجح أن من خلال أفلام الشباب و مسلسلات زملائه و أبنائه ، فقد عاد له البريق ، وقد بدأت تلك المرحلة من خلال برنامج تليفزيوني ساعة مع سمير ثم ظهوره فى مسلسل الكبير أوي و العديد من الأفلام الشبابية.
اقرأ أيضًا
سمير غانم .. الأخطبوط الظريف
إننا فى النهاية أمام موهبة حقيقة ومتفردة ولكنها لم تعبر عن نفسها بما يكفي ، فقد ظلمه البحث عن المال كما ظلمه عدم رغبته في ترك نفسه بشكل كامل للمخرجين فى أهم فترات توهج الفني.
كنت فى طفولتى بحب سمير غانم ، بحب فطوطة جدا، وبعد كده حصل اللى حصل لأغلب الناس لقيت نفسي شايف أن سـمـير غانم مش بيهتم بتقديم الفكرة والنص، والواحد وقتها جت له أفكار عن دور الفن، مع أن الضحك نفسه فن ، سمير غانم بيعلب فى ملعب خاص بيه.
سـمـير غانم حالة متفردة في تاريخ الفن العربي، محدش كان بيراهن على استمراره وبقائه على الساحة الفنية كل الوقت ده، سمير غانم كان يقدر يقدم أدوار جادة وأدوار تعيش بس هو اختار أنه يهزر، بس فى النهاية هزاره طلع حلو لان الحياة عاوزه اللى بيهزر وبيضحك، في الآخر هيبقي سمير غانم هو اللى صح، سـمـير غانم بكل ما يمثله من العبث والسخرية ، لدرجة إنه وصل بيه جموحه الفني أنه بيسخر من الفن أساسا
قدر سـمـير غانم يخلق فن بعيدا عن الأعمال اللى بيمثلها، تحس أنه بيمثل لوحده، عمرك ما هتفتكر له حكمة ولا موضوع جاد، ولا هتفتكر هي أعماله كانت بتتكلم عن إيه اساسا، كل اللى هيفضل له، سخريته من كل حاجة، سخريته من كل حاجة فى مصر و سخريته حتي من الفن، سمير غانم نقدر نقول هو اللى كمل مدرسة أسماعيل ياسين و قدر يقعد على عرشه بكل سهولة، احنا اسفين، احنا كنا عايشين فى وهم كبير، وفي الاخر طلعت انت اللى صح واحنا اللى كنا عاملين نفسنا بنفهم، فلا عادل إمام طلع بتاع سياسة بجد ولا محمد صبحي طلع بجد، إنت الوحيد اللى كانت بتمثل ومش بتضحك علينا
الكاتب
-
محمد التهامي
حاصل على درجة الدكتوراه ومهتم بالفنون بشكل عام والبحث في التاريخ وصدرت له العديد من الكتب
كاتب نجم جديد