سنة 1914 في مسلسل جزيرة غمام ” أخطاء في السيناريو لا ينطبق عليها جل من لا يسهو”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تأتي مشاهد توثيق تاريخ مصر الحديث بشكلٍ عام وأجواء سنة 1914 في مسلسل جزيرة غمام بخانة الركن الأضعف في المسلسل الذي شهد دقة لا حدود لها في الأزياء والمصطلحات لفترة الربع الأول من القرن العشرين.
وضع سنة 1914 في مسلسل جزيرة غمام .. الخطأ والصواب
جاءت سنة 1914 في مسلسل جزيرة غمام بشكلٍ مباشرٍ خلال أحداث الحلقة السادسة عشر حيث المنادي الذي يعلن خبر عزل الخديوي عباس حلمي الثاني ونفيه خارج مصر، وكان نص كلام المنادي « يا أهل البلد يا أهل البلد .. الخديوي عباس حلمي اتعزل خارج البلاد .. سافر هو وأمه أم المساكين معاه .. والناس طلعت في الشوارع تهتف وتقول الله حي عباس جي .. بتجدد حبهم في الراجل المليح».
وكان ذلك خطأ حيث أن عباس حلمي الثاني ترك مصر في 21 مايو سنة 1914 م حاكمًا وتم عزله عن الحكم في 18 ديسمبر من نفس العام، أي أن إعلان عزله تم وهو خارج القاهرة، لكن الخطأ الأعظم بلا شك كان خلال الحلقة العشرين من العمل.
تناولت الحلقة 20 قصة إعلان الحماية البريطانية على مصر عبر ساعي البريد وهو يحكي للحاج عجمي قصة الحماية والمندوب السامي البريطاني، والخطأ هنا ليس فقط في أن فصل الكاتب بـ 3 حلقات بين الحدثين وكأنهما لا صلة ببعضهما، وإنما لخطأ ترتيب الوقائع أيضًا.
فإعلان الحماية البريطانية على مصر تم في 18 ديسمبر 1914 وفي مساء ذات اليوم تم عزل عباس عن الحكم وكان حينها في خارج مصر، بالتالي فهناك خلل كبير للغاية في توثيق أحداث تلك السنة.
أشياء جديرة بالذكر
أذاع الإنجليز خبر عزل الخديوي عباس حلمي الثاني من فرنسا ومُنِع من دخول مصر، وعلقت الصحف الإنجليزية على ذلك فقالت أن بريطانيا أحسنت في عزل عباس لأنه لم يكن صديقًا لانجلترا وفرنسا.
اقرأ أيضًا
“من وحي جزيرة غمام” تاريخ الأديرة في الصعيد والبحر الأحمر زمن الخديوي عباس
عقب عزله قال عباس حلمي الثاني «الحمد لله أنني لم أخطئ في رفض وجودي بإيطاليا، فلو أنني ذهبت لرغب الإنجليز الآن في عودتي إلى مصر وإرغامي على قبول الإنقلاب أو معاملتي معاملةً لا أرضاها».
أحمد شفيق باشا رئيس الديوان الخديوي ذكر خلال مذكراته أن إحساس عباس حلمي الثاني كان متباينًا فهو لم يظهر عليه الاعتراض وقال عن اختيار حسين كامل «اختيار في محله وأميل لهذا الحل»، كما أنه أسف لكون مصر صارت تحت حماية الإنجليز، فضلاً عن أنه حزن من تخلي النظار عنه والعمل مع الإنجليز لدرجة أن أحدهم قبل النيشان منهم.
لم يكن هناك قلق في نفس عباس حلمي الثاني إلا عندما اشتدت الحرب العالمية الأولى وكان سبب قلقه أن يصادر الإنجليز أملاكه وهو مالم يحدث، وأن يرسلوا حملة تركية لمصر غير واضحة في أهدافها.
مع وفاة السلطان حسين كامل وتولي فؤاد الحكم بقيت المطالبات بعوته للحكم تتردد بين الحين والآخر إلى أن ألغيت الحماية عن مصر، ثم ازدادت المطالب مع الثلاثينيات إلى أن أعلن عباس حلمي الثاني تنازله عن كل مطالبة له بحكم مصر وعرشها وتأييده للملك فؤاد، وبقي على ولاءه له وولاء نجله الملك فاروق حتى مات عباس حلمي الثاني في 20 ديسمبر 1944 م، وفي أكتوبر من العام التالي دفن في مصر.
المراجع
- عهدي – مذكرات عباس حلمي الثاني
- مذكراتي في نصف قرن – أحمد شفيق باشا رئيس الديوان الخديوي
- جريدة المقطم – عدد 21 ديسمبر 1944 م
- مجلة المنار – عدد فبراير 1915 م
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال