سيرة الغلام “محمد هاني” ..هذا كان أنا (حوار)

سيرة الغلام .. عاش يرسم الحب بكفوف شرخت.. وينام في وسط الليل حاضن حكاوي ودندنة..هذا الغلام كان أنا..

البحث عن الوجُود والذات هو بحث دائم سعى إليه الشعراء وعبروا بيه الزمن.. سلمه جيل إلى جيل وسعى كل منهما عبر رؤيته وفَهمه الخاص لنفسه وبنفسه إليه.

فكرة ديوان سيرة الغلام

ديوان “سيرة الغلام ” هو عباره عن سيره ذاتية لغلام تايه يبحث عن كل الأشياء حوله عن الله.. عن الشعر ..عن تكوين الوجود أصلًا لحين ما يكتشف أن لكل إنسان طريق مختلف ولكل منهما طريقه في الوصول لأهدافه وفهمها، ويبدأ في نهايه الديوان يلمس أول الأشياء ويطلق مفاهيمه الخاصة التي اختارها بنفسه لنفسه.

تقسيم الديوان

وعن تقسيم الديون يقول الشاعر “محمد هاني “؛ صاحب الديوان “الديوان عبارة عن ٢٠ قصيدة مقسمة على بابين هما “رؤية” و رباب الخلود” أما عن أبرز القصائد فهي “سيرة قصر النيل ، و لحظه خروج الروح ، وسيرة الغلام ، ورؤية وهزيمه وعتاب ، وسفر الخلود”.

ويضيف “هاني” “يبدأ الديوان بالسؤال البرئ جدًا الذي يدور في عقل وذهن الكُلِ من أنا ؟! و كيف أتيت إلى الدنيا؟، وما الطريق الصحيح؟!”.

ويردف” ثم يلتقي بطل الديوان بتوهان ما بين هزائم وانكسارات وعتاب في ظل براءته، ومحاولاته للانتصار، وينتهي بمعاناته مع النظام في نص رمزي جدًادا اسمه الأرجوزات”

كما يمر الشاعر بتجربة الحب وينهار فيها تمامًا وفيها النهاية يتمسك بالأمل عن طريق قصيده” سفر الخلود” وفيها شرح الشاعر شرحًا تقريبيًا من وجه نظره لكيفية الحياة الصحيحة، وإن كل واحد يجب أن يختار طريقه وهيئته وشكله بعيدًا عن أي عواصف أو اضطرابات من الممكن أن يمر بيها.

القصيدة والذات

يحكي “هاني” في مقابلة “الميزان “على هامش معرض الكتاب 2022” أن كل قصيدة تمثل إحساس خاص لابد من خروجه للناس، و إلا من الممكن أن تؤدي بحياتي؛ لأن كتمان الشعور صعب جدًا ولابد من البوح به.

ويضيف” حينما ينتابني شعور بالوحده أو الحزن أو التغير مثلاً لا أستطيع التعبير ، ولكن الكتابة والشعر يعبران عما بداخلي دون عناء”.

ومن أبرز القصائد التي جاءت في الديون وهي قصيدة “سيرة قصر النيل” يحكي فيها عن انتماء الناس بشكل خاص للنيل كونه رمز للعشاق، ويتحمل العشاق نفسهم بعد الفراق والخسارة مع أنه ليس له ذنب واضح ..الخ.

مظلوم يا نيل من منبعك 

لكونك رمز للعشاق 

كل القصص بتجمعك يطلع آخرها فراق

والناس تسيب الأصل وتمسك الصورة

أنت اللي كلك عيوب وهما مش بايعين

أما عن القصيدة التي سُمي الديوان بها فهي رسالة خاصة من الشاعر لنفسه فيها عدم الخوف واليأس والتمسك بالأمل سرد الشاعر هذه الرسالة بصورة بسيطه وشيقه ويقول في أبياتها :

هذا الغلام

كان جالي مية مرة مليان جروح من العشق

علمته ساعتها إن الحياة فترات 

وإن اللي آمن بالسفينة وركب 

مسلمش يوم من الموت 

لكنه طول عمره بالأسباب

ف اختار لنفسك حلم وشيله جوه عنيك

وإن كان نهايتة هزيمة 

أعي تبقا لايقه عليك

عشت الطريق سباق وموت بتعافر 

أحسن ما تركب خوف وتعيش تموت كافر

وحينما عبر الشاعر عن الرفض تكلم في قصيدة “سفر الخروج” عن حياته التي عاش فيها رافض، لم يخضع، ظلّ وفيًّا للحقيقة مهما حدث له، ويصور معاناته جراء ذلك وما عاشه من نبذ ولكنه عاش العُمر مرفوع الرأس مختوم بصك النرجسية

الجنة مش للعابرين 

المشتاقين الشقيانين العطشانين 

الجنه فرض حق لكل الثائرين 

مين اللي يقدر يرقص التنور 

إقرأ أيضا

فن القوما وتطور مهنة المسحراتي

ما يهاب صريخ الأرض ولا نوحها

ولا طقطقة ورق الشجر بالنار 

وشكل الريح جريحة وخايفة 

لحظة ما دق الخوف كل البيبان

وقتها انا الوحيد اللي اتمد صدري في المدي 

واتسكنت جوه الضلوع انفار من الشجعان 

واتهز صوتي بالمراره وقولت( لأ )

من يومها ماشي العمر ذق 

انا بعترف اني اغتويت 

من غير شيطان ولا وسوسه 

لكني عشت العمر رافع راسي فوق 

مختوم بصك النرجسه 

لو تسالوني عشت حياتي راضي

مش هقول اكيد أو ربما

وإن كات حياتي فيها عبره وموعظة 

فانا موتي برضو ضروري يطلع ملحمه